"هستيريا" واجبة...بقلم: حسام كنفاني

14.08.2011 04:10 PM

"هستيريا أيلول” هو العنوان الذي استخدمه أحد الصحافيين “الإسرائيليين” لوصف الوضع القائم في الكيان الصهيوني، تحضيراً للسعي الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة .

هستيريا على صعيدين، سياسي وميداني، في ظل الخوف من اندلاع انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة أو تدحرج الأمور إلى مواجهات حدودية، وخصوصاً مع سوريا في ظل الأوضاع المتأزمة فيها .

لكن إلى أي مدى قد يكون الهلع “الإسرائيلي” واقعيّاً في الظروف الحالية، لا سيما في الساحة الفلسطينية، حيث لا وجود لموقف موحد من الاستحقاق المرتقب، وبالتالي لا موقف واضحاً من آلية التعاطي معه على الأرض؟

مواقف متضاربة حتى داخل الصف الواحد . هكذا نشر وتسرّب . فبعد دعوة مروان البرغوثي إلى تظاهرات مليونية، انضم الرئيس محمود عباس إلى منبر الداعين إلى “المقاومة الشعبية” . الدعوة جاءت علنية، غير أن الأمور خلف الأبواب المغلقة تبدو مختلفة . صحيفة “هآرتس” ذكرت أن السلطة لن تدع الأمور تصل إلى حد المواجهات على الحواجز، أو لن تدع المتظاهرين المفترضين يصلون إلى نقطة احتكاك مع قوات الاحتلال .

اللافت أن هذه ليست المرّة الأولى التي ترد هذه المعلومة في الصحف “الإسرائيلية”، والأكثر إثارة للاستغراب أن السلطة الفلسطينية تتجنّب التعليق على مثل هذه المعلومات، تاركة الباب مفتوحاً للتكهنات حول خطواتها المرتقبة، التي لا تزال غامضة، خصوصاً أنها لم تحدد بعد موعداً لوضع طلب الاعتراف في عهدة الأمم المتحدة، وبالتالي فالخطوة التي تلوّح بها لا تزال منقوصة .

بالعودة إلى الوضع الميداني، قد يقول قائل إن صمت السلطة عما يرد في الصحف “الإسرائيلية”، أو تصريحات المسؤولين، سواء لجهة التقليل من أهمية التطورات على الأرض أو التهويل بها، يندرج ضمن استراتيجة إرباك العدو . قد يكون الأمر صحيحاً، إذا افترضنا أن هناك استراتيجية من هذا النوع، لاسيما أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى ردود تضفي حالاً من الغموض على الخطوات التي قد تقوم بها القوى الفلسطينية .

 

كل الخيارت مطروحة، لا شيء مستبعداً في ظل الطريق المسدود الذي أوصلتنا إليه “إسرائيل”، مثل هذه التصريحات قد تكون ضرورية في التحضير لاستحقاق أيلول وتداعياته، وهي تصريحات مستقاة من تلك التي كانت تطلقها “إسرائيل” والولايات المتحدة تجاه الملف النووي الإيراني لإبقاء حال الترقّب . من المفيد لجوء السلطة الفلسطينية إلى مثل هذا الأسلوب، والتلميح على الأقل، إلى أن احتمال تفجّر الوضع وخروجه عن السيطرة وارد بنسبة كبيرة جداً .

قد يكون في تصريحات كهذه رد على التسريبات “الإسرائيلية”، على غرار ما أوردته “هآرتس”، وللتأكيد أن “الهستيريا” في مثل هذه الحالة واجبة.

 جريدة الخليج

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير