الاسير علام مطر ..ممنوع من الزيارة منذ 14 عاما "لعدم وجود صلة قرابة" مع أهله !!

21.11.2017 12:44 PM

رام الله- وطن- مي زيادة: بقي مطاردًا لمدة شهر بعد تنفيذه عملية "دوتان" والتي لم يعرف بها أهله الا بعد اعتقاله، دخل عامه الـ14 في الاسر قبل 3 ايام، ممنوع من الزيارة لعدم وجود صلة قرابة، لعدم امتلاكه الهوية الفلسطينية، وهو مااستغله الاحتلال للمنع الامني.

الاسير علام مطر ملحم (39 عاما) من قرية كفرراعي جنوب غرب جنين، ولد في الضفة الغربية قبل انتقاله مع العائلة للسكن في الأردن، اكمل تعليمه الدراسي الثانوي في الأردن، إذ كان يعيش في مدينة إربد، قبل عودته للضفة الغربية مرة أخرى عام 1995، وكان يعمل في مهنة الحدادة.

عملية "دوتان"..مطارد لشهر، زار فيه منزل عائلته مرة واحدة فقط

في شهر تشرين أول عام 2004 أقدم  علام مطر بمشاركة صديقه سائد صلاح من كفر دان في جنين على تنفيذ عملية إطلاق نار على معسكر " دوتان" الإسرائيلي قرب عرابة في جنين، ووقع اشتباك مسلح أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وتمكن المنفذان من الفرار من مكان العملية بواسطة سيارة كانا يستقلانها عند تنفيذهما العملية، وفق شقيقه محمود مطر، الذي يروي لنا تفاصيل الاعتقال.

"كان عمري حينها لا يتجاوز 15 عاما ولم نعلم كعائلة عن تنفيذ العملية عند وقوعها وأن أخي له علاقة بها، الا بعد اعتقاله".
يتحدث مطر: "اعتقل أخي يوم 18/11/2004 على حاجز عسكري في محافظة جنين، وبينما كنا نتحضر لتناول طعام الغداء جاء اتصال لوالدي فحواه أن علام اعتُقل، هنا ساد الصمت والقلق والصدمة طاولة الغداء، عشنا في قلق دائم من ان الاحتلال سيهدم منزلنا لمشاركة علام في عملية "دوتان"، ولكن لم يحصل هذا، لم نكن نخشى على اخي لانه يتحمل بل فخورين به" .

ويقول: "خلال هذه الشهر الذي فصلنا عن العملية والاعتقال، لم يكن أخي يتواجد في المنزل ولم تكن العائلة تعلم أنه نفذ عملية وأنه أصبح ملاحقا من قبل الاحتلال، ربما زار المنزل مرة واحدة قبل اعتقاله ".

تحقيق لـ100 يوم وحكم بالسجن 21 عاما

يقول: "بعد اعتقال أخي مكث فترة تحقيق داخل مركز تحقيق "الجلمة" لمدة أكثر من 100 يوم تعرض خلالها للضغط النفسي، لتبدأ بعد ذلك مرحلة من جلسات المحاكمة استمرت قرابة عامين قبل أن تصدر محكمة "سالم" العسكرية قرب جنين، حكما بسجنه لمدة 21 عاماً بسبب مشاركته في تنفيذ العملية، امضى من حكمه لغاية الآن 13 عاما وبدأ في العام الاعتقالي الرابع عشر على التوالي قبل ثلاثة ايام".

"خلال فترة المحاكمة تمكنت أنا ووالدي وبعض أفراد عائلتي من رؤية أخي في قاعة المحكمة فقط، وبعد عامين تقريبا من اعتقاله توفى والدي"، مشيرا الى أنه "لم يحوّل للاعتقال الاداري بتاتا" .

"زيارة يتيمة" في 2015.. مكالمة لعشرة دقائق بالهاتف

ويردف مطر القول: "منذ اعتقال علام لم يتمكن أي من أفراد العائلة من زيارته إلا لمرة واحدة فقط كانت عام 2015، والسبب في ذلك هو تذرع الاحتلال بالمنع الامني إضافة لـ"عدم وجود صلة قرابة" وهو السبب الأهم والأغرب، ولأن أخي ووالدتي وشقيقتي الكبرى لا يملكون الهوية الفلسطينية ،و بسبب مشاكل في الأوراق الثبوتية بين أخي ووالدتي وبعض أفراد العائلة، استغلها الاحتلال ليتذرع بعدم وجود صلة قرابة أثناء محاولتنا تقديم طلب للحصول على إذن بالزيارة كحق طبيعي لأي أسير فلسطيني".

" ولكن بنظرنا كعائلة فهذه حجة باطلة وغير صحيحة بتاتاً خصوصا وأن الجميع يعلم ما لدى الاحتلال من أجهزة استخبارات ومخابرات تستطيع جمع المعلومات والتحقق منه،ا وهي تعلم يقينا أننا عائلته وهو شقيقنا، ورغم ذلك ورغم أننا حاولنا منذ اعتقال أخي بالتواصل مع الصليب الاحمر بصفته الجهة المخولة بتنسيق وترتيب الزيارات بين الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم إلا أننا لم نتمكن من زيارته إلا مرة واحدة عام 2015 ووهي زيارة يتيمة تمكنت أنا من زيارته حينها ولم تكن زيارة طبيعية كزيارة أي أسير".

ويتابع: "في 2015 حصلت على تصريح رغم المنع الأمني لدي وهو بمثابة حالة استئنائية، غمرتنا الفرحة حينها لأني سأزور أخي للمرة الاولى منذ 12 عاما، كان شقيقي علام معتقل في سجن النقب حينها، وبعد طول انتظار لموعد الزيارة وبعد قطع مسافات طويلة من مدينة جنين في شمال الضفة نحو سجن النقب في جنوب فلسطين المحتلة تفاجأت عند دخولي عبر بوابات التفتيش الداخلية في سجن النقب وهي كانت المرحلة الأخيرة التي من بعدها ألتقي بأخي، تفاجأت حينها بأن جنود الاحتلال والحرس الموجود داخل السجن لم يسمحوا لي بالمرور، وهنا كانت الصدمة وبينما دخل كل من كان برفقتي من اهالي الأسرى لزيارة أبنائهم بقيت أنتظر في ساحة الانتظار في السجن وأدعو الله وكلي أمل أن تتم هذه الزيارة".

"موعد الزيارة الطبيعي لكل أسير يقدر بـ45 دقيقة وقبل انتهائها بقليل وبعد أن أنهى معظم أهالي الأسرى زياراتهم لأبنائهم وبدأ الجميع يتحضر لركوب الحافلة للعودة الى المنازل، ناداني أحد موظفي السجن والعاملين فيه وتأكد من اسمي وأخذ يراجع بجهاز الحاسوب لديه، ليتبين بعد ذلك بوجود خلل يبدو بعدم وجود اسمي ضمن قائمة الزيارات، ليسمح لي حينها على عجل وبما تبقى من وقت قليل جدا من وقت الزيارة أن أدخل لأزور أخي للمرة الاولى منذ سنوات،  كانت لحظات لم تتكرر من قبل تحدثت اليه قرابة 10 أو 15 دقيقة فقط عبر سماعة الهاتف".

مطر: الصورة هي الوحيدة التي نرى خلالها تغير ملامحه

ويؤكد مطر، ان افراد العائلة المكونة من 3 اشقاء و3 شقيقات الى جانب الام، في حالة شوق مستمر لرؤية علام واللقاء به، ووالدتهم هي أكثر من يتألم من غياب ابنها، وتواصل الدعاء له بالحرية والفرج، وتفتقده كثيرا في المناسبات والاعياد.
ويقول مطر: "نعلق امالا كبيرة على صفقات تبادل االاسرى ونأمل ان يكون هناك صفقة قريبة يتحرر عبر علام وكل الاسرى، مشيرا الى أنهم يسعدون عندما تصلهم صورة له من داخل السجن، فوسط الانقطاع التام عنه تبقى الصورة هي الشيء الوحيد الذي يرينا ملامحه داخل السجن عبر سنين الاعتقال" .

تصميم وتطوير