سماح.. تجاوزت دراستها وعملها وامومتها، ألهمتها الانتفاضة فولد ديوانها: " ابجديات انثى حائرة"

26.11.2017 12:09 PM

رام الله- وطن- مي زيادة: بدأت الكتابة في التاسعة من عمرها كان جمهورها فقيرٌا جدا الا من اختها الكبرى..ألهمتها الكتابة على الجدارن والتي كانت شائعة في فترة الانتفاضة الاولى او ماعرفت حينها بانتفاضة الحجارة.

الكاتبة سماح صدقي محمد خليفة، من مواليد طوباس تسكن بلدة عجة في جنين، وأم لخمسة أبناء، حاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة النجاح الوطنية، ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة القدس المفتوحة، وإجازة في تجويد القرآن الكريم من دائرة أوقاف نابلس، كما أنها ملتحقة ببرنامج الدراسات العليا/ ماجستير في الأدب والنقد لعام 2017-2018 في جامعة النجاح الوطنية، عملت سابقا مدرسة لدى وزارة التربية والتعليم والان تعمل رئيسة قسم الآداب في وزارة الثقافة بجنين.

لفتتني صورتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، حتى اعتقدت انها هاوية في الكتابة لاتتجاوز سنين عمرها العشرين، لكن حين تحدثنا كانت المفاجأة، فتقول سماح والتي تبلغ من العمر (39 عاما): "بدأت الكتابة من عمر 9 سنوات، وكان الملهم الأول لي في الكتابة هو الحجر والكتابة على الجدران في الانتفاضة الاولى التي انطلقت من قلعة شقيف في جبل النار في طوباس، هذا التفصيل بالتحديد هو ما حفظته ذاكرتي والتقطته منذ الطفولة وشققت طريقي في الكتابة لأعبر عن مأساة وطن، مأساة أرض، مأساة أم أخت ابنة زوجة، حبيبة، مأساة المرأة الفلسطينية بشكل عام وتأثير الحرب عليها.

سماح كسرت قيود المرأة في كتاباتها..

فتكتب سماح حروفا وسطورا عن المعاناة الفلسطينية و عن الصمود ، عن التحدي والثبات، فتناولت كتاباتها: الوطن، الأرض، الشهيد، الأسير، المناضل، الأم، الزوجة، الحبيبة، الرجل والمرأة الفلسطينيان العاشقان للوطن والحياة، وكان للطفولة التي شبت على لعبة الحجر في يدها، ولونت جدرانها بالدم لكنها أصرت على التشبث بالحياة نصيب من قلمها ودفترها.

وعن المدرسة التي تتبعها في كتاباتها، تقول: "أنا سماح  كشاعرة وكاتبة لم تتبع كتاباتي يوما إلا مدرسة الحياة التي تتشبث بالحرية بالحياة الكريمة، كسرت كل القيود التي تكبل المرأة الفلسطينية بمختلف حالاتها، هذه مدرستي في الكتابة"..

وتتحدث سماح عن محيطها وكيف كان يشجع على التعليم الاكاديمي وليس على الكتابة التي تعشق: "ربما أختلف بعض الشيء عن الكتّاب الاخرين، فمحيطي لم يكن يشجع كثيرا القراءة والكتابة بقدر تشجيعه للتعليم الأكاديمي والسعي خلف الشهادة التي تؤمن مستقبل الشخص على حد التعبير، فكانت أولى محاولات نشري وأنا في المدرسة الابتدائية لدى جريدة القدس كانت تعتبر فاشلة حيث كما يبدو كان الانتقاء للنشر عشوائي ولذلك نصوصي التي رُفِضَت كنت أرسلها مرة أخرى باسم أختي فتُنشر!!، إضافة إلى أن كتاباتي في المرحلة الثانوية كانت عن الحب وقضايا عاطفية فلم تلقَ تشجيعا إلا من قبل أختي الكبرى ولذلك بقيت كتاباتي حبيسة الأدراج حتى قرأ لي بعض الكتاب الكبار بالصدفة فشجعوني على الانتباه لقلمي اكثر، وشجعوني على أن ابدأ بالنشر".

الديوان الاول "ابجديات انثى حائرة"

وتتابع: " بعد أن أثبت وجودي وصدر لي أول ديوان وقرأه الكثيرون أصبح المجتمع برمته يشجعني على الكتابة والنشر".
وتشير سماح الى ان ديوانها الأول "أبجديات أنثى حائرة" صدر عن مكتبة "كل شيء حيفا" حيث يشارك الديوان في معرض عمان الدولي للعام 2017، وجاء الديوان في 160 صفحة من الحجم المتوسط.

الديوان تقديم الأستاذ الدكتورعمر عتيق، ولوحة الغلاف للفنانة الفلسطينية العالمية منال الديب، تصميم ومونتاج شربل إلياس.
تناولت نصوص الديوان كما أشارت "سماح خليفة" الأنثى التي تتحدث بلسان المرأة، بلسان الوطن، بلسان الرجل، بلسان الإنسان الحالم، بلسان الوجع المعتق في كؤووس النفوس الحائرة لضبابية هذا الزمن.

وأما الإهداء الذي شكل العتبة الثانية في الديوان فقد اختزل الخلايا الدلالية للنصوص بواسطة أربعة علامات سيميائية موزعة على المرأة والرجل والحلم والوطن. وتجسد العلامات الأربعة العصب الدلالي والتوهج الوجداني في الديوان كله واستئناسا بدلالة الإهداء تكون سماح خليفة كما أشار د.عتيق قد ابتكرت أسلوبا لافتا في صياغة الإهداء بعيدا عن مضامين الإهداء المعروفة وكأنها تنقل الافق الدلالي المتوقع من العنوان إلى الإهداء وفي هذا التحول الأسلوبي يكمن التجديد والابتكار والتفرد.

يذكر أن هذا الديوان هو الأول للكاتبة سماح خليفة، وقد عبرت عن سعادتها لأنها تصدر عن دار نشر فلسطينية عربية هي مكتبة" كل شيء حيفا" والتي تأسست في العام 1970.

وتخبرنا الكاتبة سماح عن حلمها، "أحلم بالحرية أولا وأخيرا، أحلم بمجتمع ناضج فكريا وثقافيا وعاطفيا واجتماعيا...، وكم أتمنى للمرأة الفلسطينية أن تسعى للرقي بفكرها وثقافتها وأن تتشبث بحريتها النابعة من تفكيرها الناضج وليس من مدعي الثقافة والفكر والحرية، أتمنى أن نكسر قوالبنا الزجاجية التي تحاصرنا ونتحرر من العادات والتقاليد البالية، أتمنى أن نعزز ثقتنا بقدراتنا وأهدافنا وأن لا نكون نحن النساء حجارة نرد تحركها نفوس مريضة مهزومة".

اعمالها القادمة، رواية تتجهز للنشر نهاية العام، فتقول: " إصداري القادم أعمل عليه منذ بداية 2016 وهو رواية ستكون جاهزة للنشر نهاية هذا العام بمشيئة الله".

تصميم وتطوير