عن بعد: حماس تسعى الى تعزيز قبضتها على الضفة الغربية

26.11.2017 12:13 PM

ترجمة خاصة-وطن: يعمل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، على إنشاء وإدارة البنية التحتية، المدنية والعسكرية، لحماس في الضفة الغربية، على شكل "حكومة الظل". ويشرف العاروري على ذلك كله عبر تواجده وتنقله في محيط المنطقة، في دول مثل لبنان والأردن، وذلك دون تخوف من الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي، أومن السلطة الفلسطينية. وتستخدم حماس في هذا العمل المؤسسات الخيرية ونوادي الشباب كواجهة لتنفيذ أعمالها والتغطية عليها، وفق الكاتب.

ولم توقف حماس محاولاتها منذ أكثر من عقد من الزمن، لإنشاء بنية تحتية مدنية وعسكرية، في الضفة الغربية، رغم وقوعها تحت المراقبة والضغط اليومي المستمر، سواء من الجيش الإسرائيلي، وجهاز "الشين بيت"، أو من أجهزة الأمن الفلسطينية، وفق الكاتب. ولا يتوقف جيش الاحتلال في الواقع عن تنفيذ عشرات عمليات الاعتقال كل ليلة بحق عناصر حماس التي تحاول وضع الأسس للبنية التحتية تلك، من خلال محاولات متكررة لإنشاء خلايا محلية في القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقد قامت حماس بتكليف نائب رئيس مكتبها السياسي، المعين حديثا في هذا المنصب، صالح العاروري، ببناء وتوجيه البنية التحتية العسكرية والمدنية لمنظمته في الضفة الغربية. وكان العاروري قد عمل من خلال منصبه السابق، على تأسيس ورئاسة "فرع حماس في الضفة الغربية".

وكان العاروري، الذي يقال إنه صاحب فكر استراتيجي ، قد خلص قبل عامين إلى حقيقة مفادها أن على حماس تغيير سلوكها في الضفة الغربية من أجل إيجاد أي موطئ قدم حقيقي لها هناك. وفي مسعاه إلى تحقيق ذلك، وضع العاروري خطة وتصور بحيث يتم بناء نموذج مطابق (صورة مرآة، وفق الكاتب) للضفة الغربية في الخارج، كي يتمكن من رسم الأمور وتصورها.

وبالفعل، ومن منطلق تركيزه المكثف على الضفة الغربية، كلف العاروري بعضا من ممثلي حماس في الأردن، ودول الخليج، ولبنان بمسؤوليات ومهام تتعلق بمنطقة عمليات الضفة الغربية. وتتمثل الميزة الرئيسية لممثلي حماس هؤلاء في أنهم يعملون "بأريحية" حيث انهم محصنون من الاعتقال بحكم مواقعهم الجغرافية في الخارج، فهم بعيدون عن قبضة الاعتقال، ويمكن لهم أن ينسقوا لهذه العلميات من بعيد. وتشمل تكليفات العاروري لهؤلاء النشطاء، جمع الأموال، وتحويلها إلى الضفة الغربية من خلال الصرافين، ومن خلال عمليات غسيل الأموال، ومن خلال التهريب النقدي مع المسافرين إلى الضفة الغربية عبر "معبر اللنبي"، وفق الكاتب.

وحرصا على أن يكون هؤلاء النشطاء على معرفة دقيقة بالضفة الغربية، فقد حبذ العاروري أن يكونوا من مواليد الضفة الغربية أو نشأوا فيها، علما أن بعضهم كانوا سجناء لدى إسرائيل، قبل أن يتم الافراج عنهم في عملية مبادلة الجندي جلعاد شاليط بالسجناء الفلسطينيين، مع الإشارة الى أنه قد تم ترحيل البعض منهم إلى بلدان أخرى، ليتحولوا إلى نشطاء ضد إسرائيل.

ومن خلال تنفيذ سياسة العمل الجديدة هذه، والتي تعززت كثيرا خلال السنة الأخيرة، تمكن هؤلاء الممثلين من عقد اجتماعاتهم دون تخوف من الانتقام. وبهذا يمكن القول بأنهم يقومون بصياغة استراتيجيات عمل حماس في الضفة الغربية، وتنسيق السياسات التفصيلية للعمل، بالإضافة إلى إمكانية مناقشة الميزانيات وتخصيص الأموال لأنشطة الضفة الغربية، بأريحية معقولة.
يدير العاروري جميع أعماله ويشرف عليها بشكل مباشر، ويحرص على أن يكون على اطلاع دائم على جميع الأحداث الجارية في الضفة الغربية، رغم مكانته في المستوى الأعلى من قيادة حماس، ورغم ومسؤولياته الأخرى.

إلا أن نهج العاروري الذكي في العمل لم يتوقف عند هذا الحد، فهو يعمل ضمن سياسة السرية والتمويه الكاملة، وبذلك لا يمكن لأحد أن يتوقع نواياه الحقيقية. فهو يدير ويمرر العمل عن طريق الجمعيات الخيرية، والأندية الشبابية، والأنشطة الاجتماعية التي لا تتبع لحماس بشكل واضح ومكشوف.

ولهذا السبب التمويهي، فلا يمكنك أبدا أن ترى لافتات لحماس، أو صورا لقادتها، معلقة في مكاتب هذه المنظمات، كما لا يمكن أن تظهر مثل هذه اللافتات أثناء أنشطة تلك الجمعيات. كما أن المسؤولين عن تلك الجمعيات، والذين يديرونها يوميا لا ينتمون بوضوح إلى حماس. ورغم ذلك، يدرك الناس بشكل عام، وأولئك الذين يحضرون فعالياتها أن حماس هي من يمول هذه الفعاليات، وهي التي توفير وتقدم الدعم لهم، مما يساعد على كسب قلوب وعقول السكان المحليين، وهو ما تريده حماس.

ومن خلال كل ذلك، تبذل حماس كل ما بوسعها من أجل إدخال أكبر قدر ممكن من المال وبدون حسابات، إلى الضفة الغربية، ثم توزعها بعد الاطمئنان وفقا لاحتياجاتها المختلفة. وفي هذا السياق، من المعروف أن أسر الشهداء تتلقى الأموال من حماس دون تقديم أي مقابل، مما يبقي على دعمهم وانتمائهم لحماس.

وبينما تستثمر حماس الآن المزيد من الأموال لتعزيز بناها التحتية المدنية، وهو ما يعزز من قوة قاعدتها الشعبية، فإنها لم تتخلى عن محاولاتها-الموجهة من غزة في أغلب الأوقات-من أجل إنشاء خلايا عسكرية صغيرة لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، وهو أيضا مجال عمل اخر لا يغيب عن عين العاروري.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: موقع "واي نت"

تصميم وتطوير