سماح بحزامها الاسود.. تثبت ان الكاراتيه رياضة واخلاق وليست حكرا على الرجال

29.11.2017 12:13 PM

سلفيت- وطن- مي زيادة: هي أحد انواع الفنون القتالية اليابانية، رياضة دفاعية، تحتاج للعقل والجسد معا، وتعني اليد الخالية من السلاح، زي اللاعب فيها ابيض، ويرتدي فيها أحزمة مختلفة اللون حسب التدرج في مستوى التدريب.

الكاراتيه، رياضة جديدة على مجتمع محافظ، ولكنها استطاعت ان تفرض نفسها رغم المحاذير، التي ترى أن من تمارسها هي فتاة "مسترجلة"، وأنها رياضة خاصة بالرجال.

سماح عبدالجليل ابراهيم شاهين تبلغ من العمر (38 عاما)، المدربة الاولى ولاعبة الكاراتيه الوحيدة في سلفيت، حاصلة على الحزام الاسود وشهادة 4 دان، تعمل كمعلمة تربية فنية، من مواليد دولة الامارات، وتقيم اليوم في مدينة سلفيت.

بدأت بمخيم صيفي

بداية اللعبة كانت هنا، فتقول شاهين لـ"وطن": " في عام 1993 وفي بداية الاجازة الصيفية التحقت مع شقيقتي الكبرى بمخيم صيفي، شمل المخيم على عدة نشاطات ترفيهية للمشاركين مثل السباحة والرسم والكاراتيه، ففضلت الالتحاق بالتدرب على حركات الكاراتيه، وكانت لدي لياقة عالية في جسمي ساعدتني على ذلك".

وتتابع حديثها: "على الرغم من مكان اقامتي وصعوبة الوصول والحركة للنادي الذي كان في امارة الشارقة لكني استمريت، وبمساعدة وتشجيع الاهل ذهبت كل الصعوبات"، مضيفة، في دولة متطورة كالامارات لاحظت تقبلا من الناس لفكرة لعبي الكاراتيه، على العكس منه تماما ماقابلته هنا في مدينتي، وفي جامعتي، فكانو عندما يعلمون اني امارس هذا النوع من الرياضة يستغربون ويتهامسون كثيرا، الى ان بدأت أعطي دورات في جامعة النجاح للفتيات، فأصبح هناك تقبل نوعا ما لفكرة ان تلعب فتاة مثل هذه الرياضة، لكن المحيط العائلي بقي كما هو داعم لي على الدوام، حتى زوجي هو الان يدعمني في كل خطوة ويشجعني، فأنشأت ناديًا للتدريب في المدينة".

كا..را..تيه : اليد الخالية من السلاح

وتؤكد شاهين، التي حصلت على 4 دان، أنها تريد أن تغير فكرة وتصحح المعلومة ان الكاراتيه رياضة عنيفة، بل هي دفاعية، الكاراتيه تعني اليد الخالية من السلاح ليس الهدف منها الهجوم، الى جانب أن هذه الرياضة تساعد على تفريغ طاقة الاجسام و استخدام العقل و الحوار اكثر في حل المشكلات.

وتشير الى أن هذه الرياضة تعطي لياقة للجسم و تبقيه متألقا و جميلا، و الرياضة بشكل عام تؤخر علامات التقدم في السن فتظهرنا بعمر أصغر و خصوصا بعد الحمل و الولادة للنساء، فيعود الجسم الى وضعه الطبيعي بشكل سريع و ايضا يعطي نشاطًا للجسم و قدرة على التحمل.

الكاراتيه فلسفة انسانية تعزز الثقة بالذات

وتشدد شاهين على أن الكاراتبه ولعبها لا دخل له بالتشبه بالرجال، فالمرأة تلعب لتثبت نفسها و انها قادرة على اتقان الحركات و هذا يقوي شخصيتها و يزيد الثقة بالنفس لديها، مشيرة الى "أن الفتيات اللواتي يلعبن الكاراتيه لا تظهر عليهن اي علامات تدل انهن يلعبن هذه اللعبة، وبالنسبة لخوف الرجال من المرأة، يجب ان تكون النظرة هي احترام و تقدير فقط، فقوة الفتاه هي مستمدة من ابيها و اخيها او زوجها وهم من يجب ان يساندوها ويشجعوها".

والكاراتيه تقسم الى كيهون (اساسيات)و كاتا (حركات او قتال وهمي)و كوموتيه (قتال)، و القتال هو اكثر قوة و عنفا لانه بين خصمين، ولكل مستوى حزام ذي لون مختلف.

وتكشف شاهين عن السبب وراء انشائها نادٍ خاص بتعليم الفتيات لهذه الرياضة، فتقول: "اردت ان انشر فن الكاراتيه و اعلمه للفتيات الأخريات ليستطعن ان يدافعن عن انفسهن اكثر و ان يصبحن قادرات على القيادة و تحمل المسؤولية، فهذه الرياضة تحميهن من الاعتداء و التحرش وكما ذكرت سابقا تزيد الثقة بالنفس".

"لا تضارب او مشكلة بين عملي وبيتي وعائلتي، انا متزوجة و عندي 5 اطفال و ابنتي الكبيرة و اولادي يلعبون الكاراتيه ايضا معي، و استطيع ان انسق وقتي بين عملي في المدرسة و البيت و النادي، واكثر طلابي في النادي هن فتيات من المدارس و الجامعات و لدي مهندسات و ممرضات يتدربن" وفق شاهين.

وتؤكد أن سلفيت اليوم تختلف عما كانت عليه سابقا وفلسطين كذلك، ولمست اقبالا من الفتيات وتقبّلا من الاهل على ممارسة هذه الرياضة، على الرغم من أن هناك سيدات لم يحببن الكاراتيه لانهن لم يجربنها أدعوهن لتجريبها".

وتقول: "اعمل على تطوير قدراتي من خلال التدريب المستمر و العمل الجاد و المتواصل و ايضا بتدريب الفتيات اطور من اسلوبي و تقنياتي اكثر و اخصص وقتا يوميا للتدريب و اتابع التطور الذي يحدث في العالم في هذه الرياضة".

جوائز متتالية .. محلية وعربية

وحصلت شاهين على عدة جوائز و ميداليات، فعلى مستوى الامارات حصلت في سنة 1995 على ذهبية في بطولة الامارات و ايضا غيرها فضية و برونزية، وفي فلسطين حصلت على الميدالية الذهبية و الفضية في الاعوام 1996 /1997/ 1998 /1999/ 2000، و كان آخرها فضية في سنة 2013 بطولة الجامعة اقيمت في جامعة النجاح الوطنية، و شاركت ايضا في لجنة تحكيم في  سنة 1999 في مدينة ترشيحا.

تصميم وتطوير