إلى مصر نشكو تطبيع - فريدة النقاش وعمرو موسى - د. عادل سمارة

12.11.2012 10:51 AM
قد لايكون سهلاً على المصريين وخاصة الطبقات الشعبية منع تسرب بل تدفق المال الريعي القطري والسعودي إلى مصر ما بعد مبارك طالما أن النظام لم ينتقل طبقياً من ايدي الرأسمالية الطفيلية والكمبرادورية والريعية (المعتمدة على السياحة مثلا). وطالما أن مصر ما تزال في حالة الانسداد متحلقة حول الثورة الأولى المجسدة في بعض الحريات السياسية والتي لا نرى لا ضمانات ولا ممارسات حقيقية لها. ولكن، دعنا نقول بأنها تجلت في انتخابات الوقوف أمام الصندوق بغض النظر عن مثالبها. اي لم تنتقل مصر إلى الثورتين الثانية والثالثة. هذا إضافة إلى أن الحكم/الحاكم الجديد قد جدد الارتهان لأدوات المركز الإمبريالي وخاصة المؤسسات المالية الدولية بمعنى أنه أبقى على مصيدة التبعية، ولم يلجا لتمويل العجز لا إلى السندات الحكومية المتوجهة إلى المصريين ولا إلى المطالبة بالأموال المنهوبة سواء التي في مصارف معروفة أو في مغاسل النقود.
ولكننا لا نعتقد انه من الصعب على القوى الوطنية والقومية المصرية، التي اسست موقف رفض التطبيع منذ اتفاقية كامب ديفيد، ليس من الصعب عليها أن تكشف وتنتقد قيام مصريين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. الإشكنازي.

قبل شهر كانت السيدة فريدة النقاش مع وفد من مثقفين عرب في زيارة تطبيعية للأرض المحتلة على شرف معرض للكتاب الهدف منه هو إعادة تجسيرالتطبيع مع الوطن العربي وليس تجسير ثقافي... ولا شك ان بعض هؤلاء المثقفين لا يعرف حقيقة هامة وهي ان سلطة الحكم الذاتي (أوسلو-ستان) لا سيادة لها حتى على مقارها الرسمية.
وقبل ايام كان السيد عمرو موسى مع وفد تطبيعي التقى براسماليين صهاينة في مدينة نابلس المحتلة علانية، والسيد موسى كان من المحتمل أن يكون رئيسا لمصر بعد مبارك! وبالطبع برر الفلسطيني الذي استضاف اللقاء التطبيعي في قصره، اي منيب المصري، بأن هذا اللقاء ليس بدعوة منه بل من المنتدى الاقتصادي العالمي/دافوس؟ هذا وكأن دافوس، وهو منتجع ضواري راس المال والسياسة على صعيد عالمي، إذا كان يأمر السيد منيب المصري، فهو يأمر الشعب الفلسطيني! فاي تبرير هذا؟

سؤال أهل الأرض المحتلة إلى مصر: هل جاء عمرو موسى دون علم الرئاسة المصرية؟ ما موقف السيد حمدين صباحي من هذا الأمر وهو من حيث الأصوات يقارب موضع الرئيس المصري، علاوة على انه يقودتجمع ناصري؟ ما قول القوى السياسية المصرية المناهضة للاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي والرافضة للتطبيع؟

لا نود مناقشة أحد في مصر في موقفه من سوريا، رغم وضوح قيادة الولايات المتحدة (الويلات المتحدة) للمعارضة المسلحة وتمويل قطر والسعودية لها. ولكننا نسأل إذا كان سقوط نظام الأسد مغريا للكثير من القوى السياسية في مصر، اليست مناهضة العدو الصهيوني اكثر شرفا وملحاحية.
لعل أطرف ما قرأت في مواقف أحزاب مصرية مسالتين:
الأولى: أن يساريين دعموا مرسي في الانتخابات مما يطرح سؤالاً حول موقفهم الطبقي والقومي والإيديولوجي ولا ينقدون التطبيع من مصريين مع الكيان
والثانية: ان أمين عام حزب إسلامي كتب يقول في قضية معينة في مصر، بما معناه سأكتب في هذه القضية مع أن اهتمامي هو العمل ضد النظام !السوري.

لا باس، ولكن هل أنهى هؤلاء المصريون المأزق المصري الداخلي الرهيب. وإذا اعتقدوا هذا، فليعطوا بعض الوقت لفلسطين، أو على الأقل لينقدوا من يقوم بالتطبيع باسم مصر
وفي هذا الصدد نستذكر بإكبار البابا شنودة، بابا العرب، ونتمنى أن يسير البابا الجديد على نهجه في رفض التطبيع.
مع تمنياتنا لمصر بعهد يناسب تاريخها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير