السائق عودة دفع حياته "ثمنا للقمة العيش" وعائلته تطالب بإعدام المجرمين

13.11.2012 01:21 PM




رام الله – وطن – فارس المالكي: الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة من مساء يوم الثلاثاء ( 6/11/2012) كانت آخر مرة تسمع فيها أم إبراهيم (كما شاءت ذكر اسمها) صوت زوجها غسان عودة، سائق التاكسي الذي وجد مقتولا قرب بلدة عناتا.

لم تمنع الدموع زوجة القتيل عن الحديث، فبدأت تقصّ لـ"وطن": في مساء الثلاثاء اتصلت بزوجي لأطلب منه إحضار الخبز معه عند عودته، ليتناول طعام العشاء مع أبنائه، لكن، مرت الساعات ولم يعد غسان، حينها خفت وقلقت جدًا.

واستبعدت أن يكون غسان مقتولًا، معتقدةً أنه تعرض لاعتداء من قبل مستوطنين أو مستعربين، إذ نفذوا اعتداءً قبل أيام قرب عناتا، مكان سكن العائلة.

وحين تجاوزت الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، ورد أم إبراهيم اتصالًا من أحد أقرباء زوجها يسألها "ماذا كان يلبس غسان؟" ثم أدركت أن مكروهًا أصابه.

وبعد معرفتها بمقتل زوجها، بات مطلبها تطبيق العدالة والشرع بإنزال عقوبة الإعدام بحق "القتلة" ليكونوا عبرة لغيرهم ولا يتكرر ما حدث مع آخرين غيرهم.

واعتصم مئات المواطنين مساء أمس الاثنين، أمام مقر ارئاسة (المقاطعة) للمطالبة بإيقاع عقوبة الإعدام بمرتكبي الجريمة.

ورفع المشاركون في الاعتصام، الذي نظمته جمعية "لفتا" شعارات من بينها "الإعدام لقتلة شهيد لقمة العيش" و "إعدام المجرمين ضمانة للأمن الاجتماعي الفلسطيني" و "ليحاكم القتلة في محكمة أمن الدولة".

بدوره، قال رئيس الجمعية ضياء المعلي "علمنا من الأجهزة الأمنية أن القتلة أصحاب سوابق في السرقة و تعاطي المخدارات، بالتالي هم وأمثالهم يشكلون خطرا حقيقيا على المجتمع".

من جانبه، أكد محامي العائلة عنان عودة أن رسالتهم اليوم، إضفاء الطابع العام على القضية كونها تمس كافة فئات المجتمع الفلسطيني وتعبر عن حالة من الفلتان الأمني وانتشار الجريمة في الضفة الغربية، وليست هذه الجريمة الأولى من نوعها.
كما أكد أن "الخلل في ردع مرتكبي هذه الجرائم، قانوني بحت وهناك تقصير في الجانب القانوني في كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات".

في ذات السياق، طالب رئيس نقابة مكاتب التاكسي العمومي جواد عمران، الرئاسة الفلسطينية بإعادة النظر في أحكام القانون المتعلقة بجرائم القتل، لا سيما أن سائقي التاكسي قد تعرضوا لأكثر من جريمة قتل خلال السنوات الأخيرة.

وأعرب عن حالة الذعر التي أثارها مقتل السائق عودة في أوساط سائقي التاكسي، مطالبًا التعامل مع مثل هذه الجرائم كقضايا تخص أمن الدولة.

يشار الى أن السائق غسان عودة، استدرج من قبل ثلاثة أشخاص إلى مكان خال قرب بلدة عناتا، وقيدوه و ضربوه بآلة حادة حتى الموت، وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض عليهم بعد يومين من وقوع الجريمة.
تصميم وتطوير