الأقصى يوحد الفلسطينيين في معركتهم ضد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل

31.12.2017 02:03 PM

ترجمة خاصة-وطن: نشر موقع "واي نت" بالإنجليزية مقالا ل "أليكس فيشمان"، تناول فيه موضوع الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتناول ردة الفعل الفلسطينية الممكنة، وكيف تحاول كل من حركتي حماس وفتح جَر الصراع ذو الطابع الوطني إلى المربع الديني، وتحديدا إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك:

في ردهم المتوقع على موضوع نقل السفارة الأمريكية، من المتوقع أن يتكرر السيناريو التالي كما حدث عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية، والذي يدور حول: صراع محتمل في أربعة مناطق جغرافية هي: القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والفلسطينيون في الأراضي المحتلة منذ عام 1948. كما يشمل السيناريو الحديث عن ثلاثة أنواع من التدهور والعنف المحتمل هي: أعمال عنف وتظاهرات جماعية، أو أعمال عنف معزولة هنا وهناك مع هجمات في مدينة القدس وبعض الأماكن الأخرى، أو تدهور شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

اعتاد جيش الاحتلال وجهاز ال "شين بيت" والشرطة على الكثير من هذه الحالات، حيث اندلعت أعمال العنف مرات عدة خلال السنوات الماضية. ووفق التقدير الأمني في إسرائيل، ستبدأ هذه الأحداث مرة أخرى كما تبدأ في كل مرة. حيث ستندلع "أيام الغضب"، والتي أعلنها أعضاء فتح بالفعل منذ يوم أمس. وعقب ذلك، من المتوقع أن ينفجر الحدث الرئيسي انطلاقا من المساجد بعد صلاة الجمعة. أما الشيء الوحيد الذي سيتغير في هذا السيناريو، فهو عدد الضحايا الذي يمكن أن يسقط من كلا الجانبين.

وبخصوص الاستعداد الإسرائيلي للعنف المتوقع ردا على الخطوة الأمريكية، فإن إسرائيل تتمتع بما أسماه "ميزة وأفضلية" حتى قبل اندلاع المواجهات، وفق الكاتب. وهي أن إسرائيل تمتلك منذ الان المعلومات حول القوى والنشطاء الذين يمكن أن يقودوا أعمال العنف، وخصوصا في القدس التي تقع في قلب الصراع مرة أخرى، وفق زعم الكاتب، الذي يشير الى ان تلك الأفضلية تتوفر لدى إسرائيل منذ أعمال العنف التي أعقبت وضع أجهزة الكشف عن المعادن في ساحات المسجد الأقصى في شهر تموز 2017.
أمسكت القيادة الدينية لمدينة القدس شارعها خلال تلك الأحداث، وحصلت على ما تريد في قضية الكشف عن المعادن، حيث حلت محل القيادة السياسية التي لا تتمكن من العمل في القدس بسبب القيود الإسرائيلية. وما من شك في أن القيادة الدينية ستقود الشارع هذه المرة أيضا. فقد اتخذت الأزمة الدبلوماسية صبغة دينية منذ الان. حيث شهد المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي خطبة بعنوان "القدس إسلامية... وهي البداية والنهاية لأي اتفاق". كما ردد المصلون في ساحات المسجد نفس الشعار بعد الصلاة.

ويبدو أن كلا القوتين الفلسطينيتين الكبيرتين، حماس وفتح، متفقتان تلقائيا على توجيه الصراع الوطني نحو المربع الديني، وخصوصا إلى ساحة المسجد الأقصى المبارك. وفي هذا السياق، يبدو أن حماس جاهزة لإثارة التوترات، وخصوصا في ضوء الاحتفالات بالذكرى السنوية الثلاثين لإنشائها. أما الرئيس الفلسطيني، وحركته، فإنه يواجه أزمة عميقة مع الإدارة الأمريكية قبل قرارها، ولكن لا له أن يهمل القرار الأمريكي، أو أن يتجاوزه دون تحرك.

وجهت إدارة ترامب ضربتين إلى عباس خلال الأيام القليلة الماضية: الأولى عندما جددت تصريح البعثة الفلسطينية في واشنطن لمدة ثلاثة أشهر فقط بدلا من ستة. أما الضربة الثانية فقد وجهتها بالأمس عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل. وهذا يعني تلقائيا أن الوقت الذي قضاه اللواء ماجد فرج، مدير جهاز الاستخبارات الفلسطيني، في واشنطن قد ضاع وفشل في مهمته هذا الأسبوع. وهذا يعني أنه ليس لدى عباس أي خيار آخر سوى ترك الكلمة للشارع.

فضلا عن ذلك، فقد غَيّرَ مسؤولو السلطة الفلسطينية من لهجتهم الحادة وبدأوا بتخفيف لهجتهم حيال مطالبتهم لحماس بشأن سلاحها وبشأن القضايا الأمنية، التي تعتبرها إسرائيل خطا أحمر.
ولكن قصة نقل السفارة تتضمن عنصرا تحريضا اخر، وهم ممثلو تركيا في إسرائيل. فالرئيس رجب طيب أردوغان ما يزال يستضيف نشطاء حماس من الضفة الغربية، فيما يبدو أنه يستضيف مقر "حماس الضفة الغربية" في إسطنبول. كما هدد بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لها. وفي ذات الوقت، ما يزال أردوغان ملتزما بدعم المؤسسات في القدس، كدعم غير مباشر للإخوان المسلمين في المدينة.

وتنشط العديد من المنظمات التركية في القدس الشرقية، تحت ستار المنظمات الخيرية، أبرزها جمعية "القنديل"، وهي جمعية تتبع لمنظمة "أتش أتش أتش" التي يتذكرها الجميع من خلال سفينة "مرمرة"، بالإضافة منظمة "مرسيميس"، التي تعرف نفسها كمنظمة خاصة، بينما تتلقى تمويلها من الحكومة التركية.

فعلى سبيل المثال، تقدم "القنديل" دعما ماليا لمنظمة "مرابطون" التي كانت محظورة في إسرائيل. وفي أعمال العنف التي اندلعت ردا على البوابات المعدنية، قامت "القنديل" بتقديم المال والطعام ووسائل النقل للمحتشدين. أما "مرسيميس"، فلها ارتباطات مع الفرع الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل.

ولأن إسرائيل لم ترغب في الإساءة إلى "السلطان التركي"، فإنها لم تقم حتى الان بالمساس بأي من الحركات التركية تلك.

 

ترجمة: ناصر العيسة، عن: موقع "واي نت" بالإنجليزية

تصميم وتطوير