زوجة الأسير دقة مستاءة.. الجوافة ليست أولويات وليد المحروم من رؤية والدته المريضة !

17.01.2018 02:44 PM

القدس- وطن: استنكرت سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة، والأسير منذ 32 عاماً، ما تناقلته بعض المواقع الاخبارية عن تمكن زوجها من تناول فاكهة الجوافة بعد حرمان استمر منذ اعتقاله.

وكانت وسائل اعلام محلية وصفحات على فيسبوك، نشرت أمس، خبر تمكن الأسير دقة من تناول فاكهة الجوافة بعد حرمان استمر 32 عاماً.

وحول نفي الخبر قالت سناء لـ وطن "لا أدري من يقف وراء نشر الخبر أعلاه، ولم أعرف هل أبكي أم أضحك لسخافة الخبر وسخافة من نشره".

وأضافت في كلمة وجهتها للشعب الفلسطيني عبر وطن:

إن بقاء أسرانا في السجون يعود لتعامل القيادات الفلسطينية بمختلف أطيافها مع قضية الأسرى كقضية إنسانية وليس كقضية سياسية وطنية من الدرجة الأولى، مثلها مثل قضية الأقصى واللاجئين وغيرها من قضايا شعبنا الحارقة التي تعتبر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.. أنا متأكدة أن من يحترم الإنسان فينا، وتحديداً مناضلينا وعلى رأسهم شهداءونا وأسرانا، يوافقني على رأيي هذا..

هذا الخبر السخيف الذي نشر والذي يقزم قضية الأسرى ليجعلها قضية إنسانية ويقزم إنسانيتها مرة ثانية بجعلها تختصر على قضايا هي آخر ما يهم الأسرى أنفسهم وذويهم.. إذا كان لا بد من تناول قضية الأسرى من جانبها الإنساني فربما يهمكم أن تعرفوا أن والد وليد توفي دون أن يستطيع توديعه وبأن والدته أصبحت لا تتذكره ولا تستطيع زيارته منذ سنوات بسبب وضعها الصحي.. ويهمه أن تعرفوا أنه موجود بالسجن منذ 32 عاماً وأنه مستمر في الكفاح والنضال مع بقية رفاقه الأسرى دون أن تفت سنوات السجن من عزيمته.. ويهمه أن تعرفوا وأن تقرأوا كتاب صهر الوعي الذي كتبه لأهميته ولكونه يرسم خطاً مشتركاً يبين المعاناة التي تعانونها أنتم تحت الإحتلال ويعانونها هم كأسرى واقعين تحت إحتلال مضاعف.. ويهمه أن تقرأوا رسالة العشرين عام التي كتبها عن الزمن الموازي والتي أورد لكم هنا ، لراحتكم فقرة منها، .. ويهمه أن تعملوا على قضية الأسرى وأن لا تتركوها حكراً على ذوي الأسرى.. فقضية أسرهم واستمراره يجب أن ترتقي لتصبح قضية الشعب الفلسطيني كله وليس قضية جانبية إنسانية تدعو للشفقة وللإحسان...
ملاحظة:
وليد لا يحب الجوافا ولا يأكلها!!!!

كتب وليد عن الجانب الإنساني في قضايا الأسرى - مقتطفات من مقالة نشرت قبل 12 عاماً:
إذا كان الزمن كمفهوم، ملازمًا للمادة هو الوجه المتحرك لها، والمكان هو ثباتها، فإننا في الزمن الموازي أصبحنا نمثّل وحدات هذا الزمن.. نحن الزمن الذي يتصارع مع المكان وفي حالة تناقض داخلي معه.. لقد أصبحنا وحدات زمننا. أصبحنا نُعرّف نقاطًا على محور الزمن باعتقال فلان وحضور علان إلى السجن أو تحرره.. هذه إحداثيات زمانية مهمة في حياتنا في الزمن الموازي. نحن نعرف كيف نحدّد الساعة واليوم والتاريخ وفقًا لوحداتكم الزمانية، لكنها وحدات غير مستخدمة، وإنما المستخدم هو، أنه حدث كذا يوم جاء فلان أو قبل أو بعد تحرر علان. ولأننا لا نعرف متى سيعتقل فلان أو ينتقل من سجن إلى آخر، ليس لنا ما نحدد به إحداثية مستقبلية على محور الزمن فنستعير وحداتكم الزمانية عند الحديث عن المستقبل.

زمنكم هو الزمن الحقيقي... زمنكم هو زمن المستقبل.
في الزمن الموازي وفي جدلية العلاقة بيننا وبين المكان، نطوّر علاقات غريبة مع الأشياء لا يفهمها إلا من أسر في الزمن الموازي.. كيف يمكن فهم العلاقة العاطفية بين أسير و»فنيلا» كانت آخر ما ارتداه لحظة قبل اعتقاله، كيف يمكن أن نفسّر علاقتنا العميقة بأشياء مُحدّدة فُقدانها قد يؤدي للحزن أو حتى البكاء أحيانًا.. أشياء كولاعة محددة أو علبة سجائر عينية تكتسب كل هذه الأهمية العاطفية لكونها آخر ما كان معنا في «المستقبل» وكأنها تأكيد للذات بأننا كنا يومًا خارج هذا الزمن الموازي، إنها الدليل على إنتمائنا لزمنكم.. هذه الأشياء ليست مجرد مواد استهلاكية تلقى في القمامة بعد استخدامها، إنها قشة الغريق في بحر الزمن الموازي فتصبح أكثر من أشياء.

في عام 96 سمعت «زامور» سيارة «سوبارو» لأول مرة منذ عشرة أعوام فبكيت، للزامور في زمننا استخدام غير تنبيه المارة، في زمننا الزامور قد يثير أعمق المشاعر الإنسانية.
في العلاقة مع المكان يُطوّر أهل الزمن الموازي علاقة لا تقل غرابة عن علاقتهم بالأشياء، أنت هنا قد تطور علاقة خاصة ببقع في سقف زنزانتك أحدثتها المياه المتسربة والرطوبة، أو قد تطور علاقة بثقب في حائط أو شق في باب، من يفهم هذا الحوار المليء بالانفعال.. والمشاعر.. والمقاطعة والوصف وكأنه حديث بشأن الجنة وبابها وليس بشأن زنزانة وثقوبها.

الأسير الأول - فِش بعد قسم أربعة.. آه.. ساق الله على أيام قسم أربعة.
الأسير الثاني - صحيح بسْ أحسن شيء في قسم أربعة زنزانة سبعة..
الأسير الأول- وهو يخرج كل هواء رئتيه حسرة على تلك الأيام مقاطعًا.
بعرف.. بعرف شو بدك تقول.. من هذه الزنزانة بتسمع، وجه الصبح بالزبط.. صوت السيارات على الخط السريع.
الأسير الثاني- مقاطعًا أيضًا..

ولك مش بَسْ هيك.. إنت بتعرف باب الزنزانة؟.. باب الزنزانة!! بين الباب والحيط من عند الفصالات في شق وسيع بقدر 2سم منه بتشوف.. وإنت قاعد على تختك.. بتشوف آخر المردوان.
يقول آخر ويشدد عليها ويمدها بطول المردوان.
الأسير الأول - يا عمي لليش الحكي، أحسن شيء قسم أربعة.
ما أبسط الأحلام.. ما أعظم الإنسان.. ما أصغر المكان.. ما أكبر الفكرة.

تصميم وتطوير