أنا يهودية وممنوعة من دخول اسرائيل

30.01.2018 11:54 AM

ترجمة خاصة-وطن: نشرت صحيفة "ذي غارديان" مقالة للناشطة ميدينا بنيامين، القت فيها الضوء على قرار حكومة الاحتلال ادراج اسمها على قائمة الممنوعين من دخول إسرائيل، ضمن القرار الإسرائيلي الاوسع، والذي تم بموجبه ادراج (20) منظمة داعمة للقضية الفلسطينية ولحركة "بي دي اس" على القائمة السوداء. الكاتبة هي المؤسس لمجموعة السلام "كود بينك-نساء من اجل السلام". كما انها مؤلفة للعديد من الكتب، من بينها كتاب "الطائرات بدون طيار الحرب: قتل بواسطة الريموت كونترول":

تقول الكاتبة، بوصفي يهودية، فإن القرار الإسرائيلي هذا سبب لي حزنا كبيرا لأنني طالما تعلقت بإسرائيل وفلسطين. اما القرار نفسه، فلن يقود الى تراجعي، بل سيعمق التزامي بالعمل من أجل السلام والمساواة لجميع شعوب المنطقة.
وتضيف، "كنت قد ذهبت إلى إسرائيل لأول مرة قبل (50) عاما، أي بعد حرب حزيران عام 1967 مباشرة. وكنت حينها في السادسة عشرة من العمر، وأمضيت ذلك الصيف في "كيبوتز" عين جدي، على البحر الميت. وقد أحببت "الكيبوتز"، حيث تعلمت فيه الكثير عن الزراعة، وأساليب المعيشة المجتمعية والاشتراكية، حيث سادت الكثير من الكيبوتزات الاشتراكية في ذلك الوقت. ومع ذلك، فقد عرفت ان هناك الكثير من مظاهر الازدراء والعنصرية التي يبديها الكثير من اليهود تجاه الفلسطينيين والعرب الاخرين".

وتضيف، "لقد اقمت الكثير من الصداقات المتنوعة، بما فيها مع الكثير من الأصدقاء العرب، الذين علموني بدورهم كيف قامت الدولة اليهودية بطرد الفلسطينيين من أراضيهم أثناء إقامة دولة إسرائيل، مما خلف الملايين من اللاجئين الذين لم يسمح لهم بالعودة. اما ما تبقى من الفلسطينيين، فقد حرموا من الحقوق الأساسية، وجعلت منهم إسرائيل مواطنين من الدرجة الثانية".
وتضيف انه وعلى مر كل تلك السنين، لم تكف عن العمل والتضامن مع أولئك الفلسطينيين والإسرائيليين الذين كرسوا وقتهم وجهدهم في محاولة بناء ديمقراطية حقيقية. وأنها ساهمت في تأسيس مجموعة "غلوبال اكستشينج" التي نظمت مئات الرحلات لوفود من حول العالم إلى المنطقة منذ العام 1990. وعلى العكس من اغلبية الرحلات التي تنظمها المجموعات الأمريكية الاخرى، فإن الرحلات التي شاركت الكاتبة في تنظيمها كانت تركز على ان تقوم الوفود بلقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. حيث نظموا لهم مشاركات لمساعدة الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون. كما شمل ذلك الجهود الرامية إلى منع هدم منازل الفلسطينيين من قبل سلطات الاحتلال. كما شملت النشاطات الالتقاء مع الإسرائيليين الذين يدافعون عن حقوق الفلسطينيين، سواء كانوا افرادا او جمعيات.

وتضيف، انها في العام 2002، قامت بصحبة جودي إيفانز بتأسيس مجموعة السلام " كود بينك"، في سعي لمنع الحرب على العراق، علما ان مجموعة "كود بينك" تمتاز بان قيادتها من النساء. ومن هناك، انطلقت الجمعية في سلاسل من الاحتجاجات على الحروب الأمريكية التي استمرت لاحقا في العراق وأفغانستان. كما وقفت ضد مبيعات الأسلحة إلى الدول التي تغلب عليها النزعة العسكرية. اما الأهم، فكان ادراج النضال الفلسطيني من أجل الحرية على جدول أعمال جمعيتها وبشكل دائم.

وتضيف، انها وبعيد العدوان الإسرائيلي المروع على غزة خلال العام 2009 والعام 2012 والعام 2014، قامت جمعيتها باصطحاب مئات الأشخاص إلى قطاع غزة المحاصر ليشهدوا على المعاناة الإنسانية، والحياة المدمرة، ويكتبوا عنها. كما جلبوا الى هناك الكثير من المساعدات الإنسانية الضرورية. وتضيف، انها انضمت الى أسطول الحرية الذي كان في طريقه عام 2010 الى غزة لمحاولة كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع في عقاب جماعي مشهود لأكثر من (1. مليون فلسطيني يعيشون هناك.
وتقول: "لقد دفعنا حكومة الولايات المتحدة الامريكية إلى الاحجام عن تقديم أكثر من (3) مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين إلى الحكومة الإسرائيلية، كمساعدات عسكرية كل عام. كما دعمنا الكثير من الفلسطينيين الشجعان، مثل عيسى عمرو وعهد التميمي، ضد احتمال مواجهتهم أحكاما طويلة بالسجن بسبب نشاطهم في مجال حقوق الإنسان، علما انهم عملوا مع مجموعات إسرائيلية في مجال حقوق الإنسان والسلام.

وتضيف انها استجابت في العام 2005، الى دعوات المجتمع المدني الفلسطيني التي وجهها الى المجتمع الدولي من اجل الانضمام الى جهوده لدعم خدمات تنمية الأعمال. وتقول: "وحيث ان تلك الدعوات اعتبرت تكتيكا اقتصاديات لبناء القدرات نحو النهوض النوعي بالكفاح الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة، فقد قمنا بالتوقيع عليه بلا تردد".
وتضيف، لقد انخرطنا على مر السنين في الكثير من حملات الضغط التي دفعت عدد من الشركات الى اخراج اعمالها من المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، مثل شركات مستحضرات التجميل "أهافا" و"سودا ستريم"، اللتين قامتا بالفعل بإخراج مصنعيهما من الضفة الغربية. كما اننا نعمل على حملة لمنع شركتي "إير بي ان بي" و "ريماكس" من استئجار او بيع البضائع التي ترد الى الأسواق الامريكية من المستوطنات.

لقد تم تأسيس حركة المقاطعة لتسير على خطى الحركات التي جابهت الفصل العنصري في جنوب افريقيا. وتهدف الى ممارسة الضغط الاقتصادي والعمل غير العنيف على إسرائيل، كي تنهي احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 67، وكي تمنح الفلسطينيين حقوقا متساوية، بالإضافة الى احترام قرار الأمم المتحدة رقم (194) الذي يدعو الى حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وبالإضافة الى العمل ذو الطابع الاقتصادي للحركة، فقد حولت خطابها باتجاه الكنائس الكبرى، والجمعيات الأكاديمية، ومجموعات العمل. كما نجحت بالعمل مع حركات العدالة الاجتماعية مثل حركة "بلاك لايفز ماتر" وحركة "ستاندينغ روك"، وغيرها. ومع نمو حكة "بي دي اس"، في جميع أنحاء العالم، أصبحت إسرائيل أكثر فأكثر يائسة من احتوائها مباشرة، فلجات الى الضغط عليها من خلال تقييد حركة المنظمات الداعمة لها والتي وردت في القائمة السوداء التي بدأت ب (20) منظمة.

وتنهي الكاتبة بالقول: "سوف يستمر هذا التكتيك الى حين جعل الحكومة الإسرائيلية منبوذة بشكل كلي، مهما بلغت الصعوبات. فالتجربة تفيد ان محاولات حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لتشويه سمعة حركة المقاطعة وتهديدها فشلت تماما. ذلك لان محاولاتها لمحاربة حركة المقاطعة الجنوب افريقية أدى إلى نتائج عكسية حيث تكثفت الاحتجاجات الدولية وساعدت في إسقاط النظام الظالم هناك. ولا شك بان نظام الفصل العنصري في اسرائيل سيلقى ذات المصير".

 

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي غارديان"

تصميم وتطوير