هل تبيع حماس الأوهام لاهالي غزة ؟

25.04.2018 01:28 PM

ترجمة خاصة-وطن: تعتبر الحرب الكلامية احدى الجبهات الهامة والفعالة التي تستخدمها حركة "حماس" بفعالية خلال مسيرات العودة. وتسعى حماس من خلال ذلك الى ابراز الرواية الفلسطينية، وإظهار صعوبة الواقع الذي يعيش فيه أهالي غزة ، وترويج الفلسطينيين كضحايا، وبالتالي استقطاب  راي عام عالمي متعاطف مع الفلسطينيين.

ويضيف الكاتب، بينما اعتاد الشبان الفلسطينيون في غزة اعتمار الكوفية على اكتفاهم، وحمل السلاح بين أيديهم، يذهب قادتهم في غزة الى الاجتماعات، والمناسبات، وهم يلبسون  البدلات الرسمية وربطات العنق، مع رغبة جامحة ولافتة بالحديث الى وسائل الاعلام.

وقد اضطرت حماس الى التوجه نحو حرب "الرأي العام"، التي تتقنها. وهي استراتيجية يطلق عليها علماء الإسلام، والقادة الحمساويون، اسم "جهاد القلم". ويبدو ان حماس عدلت من نهجها، واضطرت الى الذهاب نحو هذا التوجه بسبب الإمكانيات التكنولوجية التي تمكنت إسرائيل من تطويرها واضافتها الى منظومتها الدفاعية والتي بدأت في "تحييد" الأسلحة التي تملكها حماس، وفق الكاتب.

وخلال العدوان الإسرائيلي على القطاع في العام 2014، قامت حماس باستخدام لقطات فيديو وصورا للبكاء والذعر بين النساء والأطفال، من اجل رسم صورة دعائية، وصب أكبر قدر ممكن من اللوم على إسرائيل، على الرغم من ان الفلسطينيين هم من قاموا بإشعالها، ووضع المدنيين عمدا في خط النار، وفق مصطلح الكاتب.

تدعو حماس المتظاهرين الى التجمهر مرة أخرى بعد كل تفرق. ويحتشد الناس في احتجاجات تمتد على السياج الحدودي، ويشمل ذلك النساء والأطفال والشباب، حيث يطلب إليهم الاختلاط عن عمد مع المسلحين لتوفير الدعم لهم مقابل جنود الاحتلال. ولهذا فهم على استعداد لتهديد حياة شعبهم مقابل تحقيق مكاسب سياسية، وفق مصطلح الكاتب.
وأفادت "كاميرا"، وهي هيئة رقابية إعلامية، إن العديد من وسائل الاعلام تقع تحت سيطرة حماس، او مملوكة لها. ولهذا، فكل الاخبار التي تأتي من غزة تكون موجهة من قبل حماس، وتدعم استراتيجيتها دون وعي، ودون تعمق سواء في الفعاليات التي تقوم بها حماس، او في الاخبار التي تصدر عنها مباشرة، أو عن مؤيديها.

فعلى سبيل المثال، ذكرت قناة "سي إن إن": "إن الهدف من المسيرات، كما يقول الفلسطينيون، هو عبور السياج الحدودي والعودة إلى أراضيهم التي أصبحت إسرائيل قبل سبعة عقود".

ويضيف الكاتب، انه لا يمكن اعتبار هذا الخبر عادلا او متوازنا بحق إسرائيل. إذ انه يتحدث عن حق الفلسطينيين في الأرض، وان إسرائيل استولت عليها. وبالتالي، فانه يتجاهل اعتزام حماس استخدام المسيرة لتخريب "عيد استقلال" إسرائيل السبعين، وتقويض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل بحلول تاريخ 15 أيار.

وفي هذا السياق، يقدم بسام الطويل، الباحث في "معهد جيت ستون"، صورة أوضح عن توجهات حماس وأهدافها، وهي التفصيلات التي ترغب إسرائيل بانتشارها، حيث قال: ان هدف المسيرة في المقام الأول هو إجبار إسرائيل على قبول "حق العودة" لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وأحفادهم، مما يجعل اليهود أقلية في "بلدهم"، وفق مصطلح الكاتب. ويضيف ان الخطوة التالية ستكون قتل أو طرد اليهود واستبدال إسرائيل بدولة إسلامية، وفق الكاتب.
وفي تقليد لما يقوم به الناشطون الممولون من "جورج سوروس، الذين يتم نقلهم إلى المدن الأمريكية بالحافلات للتظاهر ضد العنصرية، أجبرت حماس سائقي الحافلات على نقل المتظاهرين إلى الشريط الحدودي، وسجنت أولئك الذين رفضوا، وفق مصطلح الكاتب.

واعلنت حماس، من خلال حملة "الترويج"، عن ان المسيرات سلمية فقط. وشددت أكثر من مرة على انها احتجاجات "سلمية وغير عنيفة"، وأنها لن تقترب من السياج الحدودي، ولن تخترقه. غير ان هذا لم يكن صحيحا، وفق الكاتب.
فقد قامت حماس ومؤيدوها، ومنذ اليوم الأول، بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة، وإطلاق الأسلحة نحو جنود الاحتلال الإسرائيلي، في تحركات عنيفة بشكل واضح، على العكس مما روجت له حماس، وفق الكاتب.

وعلى الرغم من الأدلة المصورة، ردد مؤيدو حماس، ووسائل الإعلام المسيّسة التابعة لها على الكلمات الطنانة مثل "المسيرات السلمية" و "المسيرات غير العنيفة"، و"حرية التعبير السلمي"، فيما يشبه محاولة منسقة بشكل جيد "لتجريم" الجيش تحت كل الظروف، وفق الكاتب.

وفي تحليل التظاهرات، يدرك المحللون الاستراتيجيون في وسائل الإعلام، والعلاقات العامة، أن فعالية الإعلام أو الحملة الإعلانية، تعتمد على الجمهور المستمع (المستهدفين). ولهذا توجه حماس رسائلها الى الخارج بشكل أساسي. فمنها ما هو موجه الى الدول الغربية، ومنها ما هو موجه الى الدول المحيطة مثل مصر. فقد تحدث الزعيم السياسي في حماس، فتحي حماد، عن مصر في أحد البرامج التلفزيونية، حث قال: "نصف عائلتي مصري، ونحن جميعا هكذا، نصف الفلسطينيين مصريون".
اما مستشارالرئيس عباس  الشؤون الدينية ، محمود الهباش، فقد قال متهما حماس بـانها ترفع "شعارات بطولية، ثم تبيع الأوهام للناس، وهي تتاجر بالمعاناة والدم والضحايا"، وفق مصطلح الكاتب.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: ذي جيروزالم بوست

تصميم وتطوير