حتى خطة ترامب ليست مقبولة في دولة الاحتلال

07.05.2018 01:57 PM

ترجمة خاصة-وطن: ما نوع الخطة التي يحتفظ به رئيس الولايات المتحدة، ترمب، لإسرائيل في المستقبل القريب؟

وفقا لتقرير نشر في صحيفتي "ذي جيروزالم بوست" و"معاريف" هذا الأسبوع، فإن خطة ترمب "للسلام" تتطلب انسحاب إسرائيل من (4) أحياء عربية في القدس الشرقية، ومن المحتمل أن تصبح (أي هذه الاحياء) عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية. وقد علمت إسرائيل بالمطلب الأمريكي من خلال وزير الجيش، أفيغدور ليبرمان، الذي يبدو انه دعي لزيارة الولايات المتحدة لهذا الغرض.

وقد تم تقديم الطلب الامريكي بنقل السيطرة على الأحياء الأربعة (جبلالمكبر، العيسوية، شعفاط، وأبو ديس) إلى ليبرمان، كجزء واحد فقط من خطة "سلام" أكبرـ تعتزم الإدارة الامريكية طرحها قريبا بعد ان ظلت تعمل عليها لمدة عام. ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، من المتوقع أن تقبل إسرائيل بالخطلة بمجرد طرحها، على الرغم مما اسموه ب "تنازلات مؤلمة" سيكون على إسرائيل تقديمها.

وبينما نفى بعض المسؤولين الأمريكيين ما جاء في تقرير الصحيفتين، غير انه يتوافق مع المخاوف التي أثارها بعض عناصر اليمين الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة. فوفقا لهؤلاء اليمينيين، فإن التحرك الأمريكي المزمع بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بتاريخ 14 أيار 2018، ما هو الا جزء يسير من خطة أكبر من جانب الإدارة، سيتم من خلالها اجبار إسرائيل على تقديم تنازلات، وفق الكاتب.

ويرى الإسرائيليون ان هذا المطلب (أي نقل السيطرة على الاحياء) سيضع إسرائيل امام مشكلتين:

الأولى هي ان هذا النقل سيكون بمثابة خرق لالتزام طويل الأمد، قطعته على نفسها الحكومات الإسرائيلية السابقة والحالية، بعدم تقسيم القدس. وإن نقل السيطرة على أحياء القدس الشرقية إلى الفلسطينيين يعد خطوة من شأنها أن تحمل ثمنا سياسيا باهظا لنتنياهو. والثانية، هي انه من غير الواضح من الذي ستقوم إسرائيل بالتفاوض معه على الجانب الفلسطيني عند طرح الخطة الامريكية، وفق الكاتب.

ويضيف، لا بد من التطرق الى تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الأسبوع الماضي-والتي يقال فيها "بأن اليهود في أوروبا ذبحوا لقرون بسبب دورهم الاجتماعي المرتبط بالربا والبنوك"-تجعل منه شخص لا يمكن لإسرائيل أن تجلس وتتفاوض معه بصدق، وفق الكاتب. هذا فضلا عن ان صحيفة "نيويورك تايمز" دعت، بعيد كلام عباس الأسبوع الماضي، إلى تنحي الرئيس الفلسطيني "المسن"، بسبب تعليقاته المعادية للسامية، وفق الكاتب.

ويدرك ترمب، وفريقه للسلام، بقيادة صهره جاريد كوشنر والمبعوث جيسون غرينبلات والسفير ديفيد فريدمان، كل هذه التفاصيل، ووجهات النظر الاسرائيلية. ورغم ذلك، تشير جميع المؤشرات الى ان الأمريكيين لن يتخلوا عن هدفهم المتمثل في محاولة إبرام "اتفاق سلام" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وسيكون على إسرائيل أن تخطو بحذر، خصوصا مع تصاعد الموقف على الجبهة الشمالية لإسرائيل، واحتمال انهيار الاتفاق النووي مع إيران. ولهذا، يحتاج نتنياهو إلى مواصلة العمل عن كثب مع هذه الإدارة، كي يبقى في صورة جميع التفاصيل.

ومن الناحية السياسية، وفي حال حاول نتنياهو مجادلة الأمريكيين حيال بعض التفاصيل، يخشى بان ينظر إليه من قبل الجمهور الإسرائيلي على أنه خشن مع الإدارة الأمريكي، ولا يحسن التعامل معها، مثلما حدث معه من "نزاع" مع باراك أوباما. وإذا حدث ذلك (أي مدافعة نتنياهو للمطالب الامريكية)، سيكون من الصعب عليه اقناع الإسرائيليين بأن رئيسا أمريكيا نقل السفارة إلى القدس، هو معاد لدولة إسرائيل.

ويضيف، "نوصي بأن تقوم الإدارة الامريكية بتأجيل نشر خطتها، حيث انه وقت يفتقر فيه الفلسطينيون إلى قيادة قادرة على التعامل مع إسرائيل، والتفاوض معها على سلام حقيقي، وطويل الأمد"، وفق الكاتب. فليس هناك من مكاسب يمكن جنيها من الكشف عن خطة ليس لديها فرصة للقبول أو التنفيذ، باستثناء إضفاء المزيد من الإحباط، وخيبة الأمل الإضافية.

ويعتبر الاعتذار المزيف الذي أصدره عباس، بعد كلامه، بمثابة سبب آخر للفشل، حيث قال: "إذا أسأت لاحد في بياني أمام المجلس الوطني الفلسطيني، ولا سيما أبناء الديانة اليهودية، فأعتذر لهم".

إذا أسات الى أحد؟ ألا يدك عباس معنى ما قاله؟  الم يلاحظ ان الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ونيويورك تايمز، والشرق الأوسط اليوم، جميعا اجمعوا على ادانته، بل ودعوا الى استقالته.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: ذي جيروزالم بوست

تصميم وتطوير