الطبيب غسان أبو ستة يروي عبر وطن تفاصيل مؤلمة عاشها أمس في غزة

15.05.2018 11:36 AM

وطن: حاورته: رولا حسنين

لا يمكن للباحث عن تفاصيل المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد المتظاهرين على حدود غزة الشرقية، أمس الاثنين، إلا الحديث الى أطباء هم كالجنود المجهولين، يبذلون ما بوسعهم لإنقاذ الجرحى من الموت، ووقف شلال الدم النازف، ودموع أمهات وزوجات وفتيات وآباء وأطفال يبكون جرحاهم.

وطن حاورت الطبيب غسان أبو ستة "رئيس قسم جراحة التجميل في مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت"، والذي وصل غزة ليلملم جراح المصابين، ويخفف من عذاباتهم.

يقول الطبيب غسان "أعداد المصابين الذين وصلوا أمس الى مشافي القطاع قاربت على شلّ عمل القطاع الصحي بالكامل، فالاحتلال الاسرائيلي كان يتعمد أن تكون الاصابات في صفوف الفلسطينيين من النوع الذي يستهلك القطاع الصحي بمجمله، ففي مرحلة ما معظم غرف العمليات والأسرّة في مستشفيات غزة امتلأت بالكامل".

وحول ماهية الاصابات التي وصلت مشافي القطاع، اضاف أبو ستة "إن الاحتلال كان يصوّب قناصته على الأطراف السفلية للفلسطينيين، ما تسبب بإصابات بليغة في الاوعية الدموية والعظم والأنسجة الرخوة والنزيف الحاد".

وأوضح أنه نحو 3 الاف جريح أصيبوا أمس، معظمهم بالرصاص وليس بحالات اختناق نتيجة الغاز السام.

وفي سؤال مراسلة وطن حول صعوبة المشهد الذي عاشه أبو ستة أمس، قال "إن مواقف عصيبة شاهدتها أمامي، كانت الأكثر إيلاماً أن طفلاً بعمر الثالثة عشر ربيعاً حُكم عليه بالعيش حياة فيها درجة عالية من الاعاقة، فمعظم ركبته تهتكت بفعل إصابته برصاص الاحتلال".

وأكد الطبيب أبو ستة أن غالبية المصابين هم من عمر الشباب، "قناص الاحتلال تعمد اصابة الجزء الخلفي من الفخد أسفل الركبة، وهذا المنطقة تشكل مثلثاً من وريد دموي وعصب ومفصل الركبة ما يحدث نزيف حاد وفقدان للاحساس وشلل بالجزء السفلي من الجسد، وتهتك بمفصل الركبة، وهذا النوع من الإصابات كان كبيراً جداً".

وأشار إن هذا النوع من الاصابات يحتاج فيه المصاب للخضوع لأكثر من 6 الى 7 عمليات متتالية لإعادة ترميم الاصابة، وغالبيتها تسبب درجة كبيرة من الاعاقة.

الطبيب أبو ستة ضمن مئات الأطباء والمسعفين الذين واصلوا ساعات يوم أمس، العمل من أجل الانسان الفلسطيني الثائر على درب العودة الى الوطن وتحريره، والغاضبين نصرة للقدس التي ما زال الاحتلال وبمساندة العالم يغتصبها.

أبو ستة طبيب فلسطيني (48 عاماً) يعيش في لبنان، تعود أصوله لعائلة لاجئة تسكن في خانيونس بقطاع غزة، شارك الطواقم الطبية عملها الانساني الطبي خلال 3 حروب شنها الاحتلال على غزة في سنوات ماضية، ويشاركهم اليوم في تخفيف معاناة المصابين إثر العدوان الاسرائيلي المستمر في قمع مظاهرات مسيرات العودة.

وسيمكث أبو ستة نحو أسبوعين في قطاع غزة، ضمن عمله المتواصل في ترميم اصابات الحروب.

 

تصميم وتطوير