الطبيب أبو ستة لـوطن: القطاع الصحي في غزة صنع معجزة، ويجب على العالم دعمه مادياً ومعنوياً

20.05.2018 09:00 PM

غزة- وطن- رولا حسنين: مجدداً، وطن تحاور الطبيب غسان ابو ستة، والذي يقضي وقته في مشافي قطاع غزة قادماً من لبنان، ليسطر وقفة عزّ في وقت عسير يمرّ به القطاع بعد تنفيذ الاحتلال مجزرته ضد المشاركين في مليونية العودة.

يقول الطبيب الفلسطيني المقيم في لبنان، والذي يشارك جرحى غزة معاناتهم ويداويها، إن هذه الأيام بدأت عمليات الترميم للإصابات، حيث يعاني أكثر من 1300 جريح من ما يسمى "الكسر المركب" والذي ينتج عن كسر في العظام مع تهتك في الانسجة الرخوة لدى المصابين.

ويشير أبو ستة الى أن احتياج الجرحى الى عمليات الترميم التي تتجاوز الـ 5-7 عمليات لكل مُصاب، كشفت عن النقص الحاد في أخصائيي الترميم في قطاع غزة، حيث أعدادهم لا تتجاوز عدد اليد الواحدة، حيث لا يستطيعون التعاطي مع اكثر من 1000 مريض، مناشداً ضرورة دعم القطاع الصحي في غزة بأخصائيي ترميم وجراحة تجميل.

وأوضح أبو ستة لـوطن أن الضغط على أسرّة المشافي ما زال يتفاقم، خاصة وأن عدداً كبيراً جداً من المرضى يحتاجون للرعاية الصحية الدائمة، لافتا الى أن تكاتف مجتمعي وتعاون جرى بين مشافي وزارة الصحة ومشافي القطاع الأهلي، حيث استوعبت مشافي القطاع الأهلي عدد من الجرحى لتخفيف الضغط على مشافي وزارة الصحة في القطاع، وذلك لأن عدد الجرحى يفوق عدد الأسرّة في المشافي الحكومية.

وعن الاستعدادت الطبية لاستكمال علاج جرحى غزة، أشار الطبيب غسان الى أن بعض الاصابات بحاجة لعناية فائقة ودقة في العلاج، فهناك أطباء من تخصصات طبية مختلفة، ولكن ليس بالعدد الكافي الذي يمكنه التجاوب مع الكم الهائل من الاصابات.

وحول سؤال وطن عن أهمية الوفود الطبية التي تصل غزة، قال أبو ستة إن هذه الوفود تدعم القطاع الصحي طبياً ومعنوياً، ولكن يبقى هناك نقص في أعداد الأطباء مقارنة بأعداد الجرحى.

وأضاف "من الضروري جداً أن يتواجد أطباء جراحة وترميم العظام المعقدة وجراحة التجميل في غزة لفترات طويلة، وليس فقط لأسبوعين أو أقل، لأن عمليات الترميم التي يجب أن يقوموا بها تستمر لـ 18 شهراً بشكل تتابعي.

ووجه أبو ستة رسالة للعالم عبر وطن، مؤكداً فيها أنه في أي بلد ما في العالم، قطاعه الصحي عالج نحو 3400 مصاب خلال 4 ساعات، فمن المؤكد أن هذا القطاع سينهار، لحجم الضغط الذي سيعيشه، إلا أن القطاع الصحي في غزة صنع معجزة للحفاظ على حياة الجرحى في الرابع عشر من أيار حيث نفذ الاحتلال مجزرته ضد المشاركين في ملونية العودة، ووصل مشافي غزة الاف الجرحى تم التعامل معهم خلال ساعات بسيطة رغم صعوبة أوضاع القطاع الصحي في غزة مقارنة بدول العالم.

وعبر الطبيب الفلسطيني عن اسفه من عدم تقاضي الكوادر الطبية في غزة رواتبهم منذ أشهر بسبب العقوبات المفروضة على غزة، واصفاً الأمر بالمأساة، خاصة وأن الكوادر الطبية العاملة في المشافي الحكومية بغزة تتابع عملها بانتظام دون تلكؤ، مطالباً العالم بضرورة دعم القطاع الصحي في غزة مادياً ومعنوياً.

تصميم وتطوير