قادة ايران في يوم القدس: الاحتلال متعطش للدم الإيراني

12.06.2018 01:45 PM

ترجمة خاصة-وطن: يوم القدس هو تاريخ مثير للجدل، اختير في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، من كل عام، للتعبير عن دعم فلسطين والفلسطينيين على ارضهم وفي الشتات.

وعادة ما تأخذ هذه الاحتجاجات شكل المسيرات المنددة بإسرائيل والصهيونية، مثلما تندد باحتلال المدينة المقدسة، وبتوسيع المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.

نشأت الاحتفالية بيوم القدس في العام 1979، مع قيام الثورة الإسلامية في إيران، حيث تم اقتراحه للمرة الأولى من قبل وزير الخارجية الإيراني آنذاك، إبراهيم يزدي، وبكل حماسة تبناه آية الله الخميني.

ومع الوقت، لاقت ذكرى يوم القدس الكثير من الاهتمام في البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط، وفي مناطق أبعد من العالم، بما فيها العاصمة البريطانية لندن، حيث يجتمع فيها الالاف كل عام احياء ليوم القدس، وتعبيرا عن دعمهم للشعب الفلسطيني.
وفي إيران، لا ينتهي يوم القدس قبل ان يقوم القادة السياسيون الإيرانيون بإلقاء خطب نارية، تدعو إلى القضاء على دولة الاحتلال ، والتي ترفض طهران بشكل قاطع الاعتراف بها.

وشهد يوم القدس هذا العام فعاليات غاضبة حيث أحرق المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية والأميركية، وأشعلوا النيران في صور ودمى للرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، في شوارع طهران تعبيرا عن رفضهم لقراره بنقل سفارة بلاده من تل ابيب إلى القدس معترفا بها عاصمة لإسرائيل.

وفي ذات اليوم، أطلق جيش الاحتلال كميات هائلة من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الاف المتظاهرين الذين احتشدوا على الشريط الحدودي.

وفي ذلك الحين، كان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يلقي خطبا نارية، كتلك التي اعتاد القاؤها في ظل التوترات الإقليمية الراهنة . حيث قال: "ان يوم القدس هو يوم خاص جدا. وخصوصا هذا العام، حيث يتزامن مع الذكرى السنوية السبعين لاحتلال الأراضي الفلسطينية. ويشهد أن القدس، التي تحظى باحترام وتقديس جميع المسلمين في كل مكان في العالم، قد تم إعلانها من قبل الولايات المتحدة على أنها عاصمة للكيان الصهيوني المحتل لهذه الأرض، وهو ما يخالف جميع القوانين والأنظمة الدولية".

وأضاف روحاني: "يشهد هذا العام المزيد من الاستبداد والجرائم والظلم ضد شعب فلسطين المضطهد، وخاصة سكان قطاع غزة".
وكان الرئيس روحاني يشير الى (65) متظاهرا فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، واصابة (2700) اخرين، على حدود قطاع غزة، وذلك في منتصف شهر أيار، ذكرى يوم نكبة الفلسطينيين، الذي يمثل "الكارثة" التي هجرتهم فيها إسرائيل.
وقد لاقت تلك المجزرة إدانات دولية، ووعودا بإجراء تحقيق في جرائم حرب من قبل لجنة تابعة للأمم المتحدة، غير ان إسرائيل أصرت على زعمها بانه لم يكن أمامها خيار سوى الدفاع عن حدودها.

كما حث حسن روحاني "جميع الإيرانيين، في جميع أنحاء إيران، بغض النظر عن أفكارهم ومعتقداتهم، على ضرورة حضور مظاهرات يوم القدس، وعدم التخلف عنها باي حال، من اجل إرسال رسالة قوية إلى النظام الصهيوني المغتصب بأنهم لا يمكن ان ينسوا فلسطين، والأرض الفلسطينية، والقدس المقدسة. وشدد على ان حرية القدس ما تزال هي القضية المقدسة للشعب الإيراني، ولجميع المسلمين ".

وأضاف روحاني: "لن نتوقف الا في اليوم الذي يعود فيه أبناء شعب فلسطين الأصيل الى بيوتهم، وامالنا كبيرة، وعلى المسلمين أن يؤمنوا بأملهم بان الصلاة في القدس ليست بعيدة".

وفي عهده كان الرئيس احمدي نجاد حادا في تعبيره عن معاداته لدولة الاحتلال ، حيث قال بالحرف الواحد لحشد من (1.5) مليون إيراني احتشدوا في يوم القدس، في العام 2012، بان "النظام الصهيوني ما هو الا أداة للسيطرة على الشرق الأوسط، وأن قادته متعطشون للدم الإيراني".

 

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي إندبندنت"

تصميم وتطوير