تمارا حداد تكتب لـوطن: الى متى مصر ستتحمل المهاترات الفلسطينية؟

02.08.2018 06:36 PM

سعت مصر لاستكمال ملف المصالحة ضمن سياق وطني ومصالحة حقيقية بين حركتي فتح وحماس، وبرهنت انها الام والحضن العميق للقضية الفلسطينية لاهداف عروبية لصالح فلسطين ولأهداف اقتصادية وسياسية لها والحفاظ على امنها القومي.

الترتيب الاقليمي الذي يعاد ترتيبه حاليا يحتاج من مصر اعادة ترتيب اوراقها وهذا الامر يحتاج الى ترتيب الورقة الفلسطينية والتفرغ لامور اخرى، وسعي امريكا لبناء " ناتو عربي اسرائيلي" يحتاج الى انهاء الملف الفلسطيني.

ملف المصالحة بات يراوغ مكانه نتيجة المهاترات الفلسطينية دون النظر للمنفعة الوطنية والاهتمام بالمصلحة العليا، وعدم الايمان بالشراكة ودون استنهاض المشروع الوطني، اصبحت الرؤية واضحة والمعوق الاساسي هو الامن والجباية وهما نقطتا الخلاف بين الطرفين.

تفكيك المقاومة القائمة في غزة ثم اعادة تجميعها وفقا لبرنامج التفاوض لن ترضى حماس به، وبالذات اذا كان التفكيك دون شراكة او توافق بين الفصائل، الامر الذي يدفع حركة حماس الى اعادة التفكير بمسار المصالحة ليس بمنطق التراجع ولكن على قاعدة الاستمرار فيها بوسائل وآليات وادارة مختلفة.

الجباية المالية والامن وعدم تمكن الحكومة في غزة تجعل المصالحة تدور في حلقة مفرغة، بل ستبقى تأخذ من غزة ولا تعطيها، والمشكلة الاكبر ان حركتي فتح وحماس لهما رؤيتان مختلفتان عن مفهوم تمكين الحكومة، والحركتين لديهما موقفين مختلفين حول دمج قوى الامن.

حاول الوسيط المصري تحديد طبيعة العمل الامني في القطاع على اسس شراكية لكن عدم الاتفاق عليه جعل المصالحة مرهونة دون حل، الامر الذي سيجعل مصر تتعامل مع القطاع انسانيا دون حل سياسي وبالتعاون مع اسرائيل والامم المتحدة وحماس دون السلطة، رغم ان السلطة هي التي يجب ان تكون في القطاع، فليس من المنطق ان تتعامل اي دولة رسمية مع تنظيمات إلا اذا كان التنظيم مشروع حكومة اخرى.

عقبات امام المصالحة :-

1.   وجود فجوة كبيرة بين مواقف الجانبين، حول ملف الامن والموظفين والجباية والأراضي الحكومية وإدارة المعابر والكهرباء.

2.   امريكا لن ترضى بدخول حماس اي حكومة مستقبلية الا بالاعتراف باسرائيل وحل الجهاز العسكري وهذا ما لا ترضاه حماس.

حيثيات تأخير المصالحة:-

•  حدوث اختلاف جدي في تطبيق المصالحة والعودة الى نقطة الصفر من جديد، فتسوية ملف الموظفين مرهون بتوفير دعم مالي، والاختلاف الاكبر سيحدث في اعادة دمج اجهزة الامن التي تسيطر فعليا على الارض.

الموقف الاسرائيلي:-

اجتماع الكابينت الاسرائيلي والحكومة السياسية والأمنية الاحد المقبل لمناقشة جهود التوصل الى اتفاق في قطاع غزة ومناقشة عرض ملادينوف ومصر لتهدئة الحدود، وتحسين الوضع الانساني.

اللامبالاة :-

•  ادراك فئات عديدة من الشعب الفلسطيني ان نوايا المصالحة لم تاتي في اطار برنامج شراكة وطنية.
•  عدم وجود آليات تطبيق على ارض الواقع.
•  عدم التوافق على اعادة هيكلة الاجهزة الامنية بما يتناسب مع التحالفات الاقليمية الحالية والنظر الى الوضع الاقتصادي والامني للقطاع.
•  التصريحات السلبية بين الطرفين .
•  طريقة حماس في ادارة قطاع غزة احادية، ناهيك عن اضطراب رؤيتها لمكانة غزة في العملية الوطنية، وتحميلها مهمة مقاومة اسرائيل، او تحرير الضفة، على رغم خضوع نحو مليوني مواطن فيه للحصار والانقطاع عن العالم الخارجي.

•   حماس وفتح حركتا تحرر وطني ولكنهما يتصرفان كسلطة ازاء الشعب وازاء الفصائل وليس كفصيلين تحت اطار دولة وحكومة.

المطلوب:-

يجب التركيز على جهود الفلسطينيين لبناء مجتمعاتهم وتنمية مواردهم وتعزيز كياناتهم في ظل المتغيرات الحالية.

خلاصة:-

• هناك ترتيب اقليمي في المنطقة مصر معنية بانهاء المصالحة للتفرغ لقضاياها وقضية ترتيب التحالفات الاقليمية لمنطقة القرن الافريقي "الصومال، جيبوتي، اريتريا، اثيوبيا"  والذي بات قريبا بشكل عام الى المحور الاعتدال العربي" الامارات، السعودية"، طوق النجاة لحماس هو لجوئها الى مصر على الاقل لحل الناحية الانسانية للقطاع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير