ناديا حرحش تكتب لـوطن : كشف المستور عن الكعبة

21.08.2018 08:56 PM

 تداول الناس فيديوهات للرياح والأمطار التي ضربت مكة في اخر ايّام الحج ونزع الهواء لكسوة الكعبة. ما ظهر لم يكن غريبا ولا عجيبا، ولكن كانت التحليلات تأخذ اتجاهاتها العقائدية والقبلية كالعادة.

توقفت امام تحليل جزم على أن الباب الذي ظهر اغلاقه بالطوب كان الباب الذي بناه عبد الله بن الزبير، قبل ان يغتال الأمويون الاسلام. وتخيلت المنجنيق الذي ضربه الحجاج على الكعبة يوم الإطاحة بعبد الله بن الزبير . وما كان من الأمويين بعدها الا التأكد من هدم الكعبة التي أعاد بناءها عبدالله بن الزبير بعد ان قام بهدمها يزيد بن معاوية.

بكل الأحوال، فان الكعبة التي كانت في زمن عبدالله بن الزبير، لم تكن هي نفسها الكعبة التي كانت زمن الرسول، لان يزيد هدمها . والكعبة التي بناها الأمويون بعد هدمهم للكعبة التي بناها عبدالله بن الزبير على شكل وهيئة الكعبة التي كانت في عهد الرسول هي الكعبة المفترض اننا نطوف حولها الْيَوْمَ .

ما لفت انتباهي هو ارتفاع البناء ولَم استطع الا سؤال نفسي ان كان هذا الارتفاع هو الارتفاع الأصلي للمكان؟ ومع ان جوابي لنفسي اقرب للوضوح الا انني لم استطع الا بالتفكير بوثنيتنا نحن أبناء قريش الأوائل.

والحقيقة انني مللت من تحليل الماضي بحقائقه  وأحقيته، في وقت ترمى لنا العبر ولا نتعظ .

كنت ولا ازال أردد ، انه لا يمكن لقلب مؤمن يريد التوجه الى الله في طقس يقربه اليه اكثر ، ان يدرك ما يجري حوله من ظلم وسفك للدماء وطغيان من قبل أولي الامر في المكان المقدس، ويشد الرحال الى هناك. داعما بطريقة مباشرة اكثر لهذا النظام الظالم للمسلمين . لا يمكن الفصل بين نظام السعودية الطاغي والحج . فكل ريع الحج الدنيوي يذهب اليهم من اجل زيادة في بذخ أمرائهم وطغيانهم وظلمهم وقتلهم ودعمهم لبؤر الاٍرهاب في المنطقة .

لم استطع ان أرى إلا نصرا من الله في أبسط اشكاله لمن ينادي لمقاطعة الحج بينما يستمر الـ سعود بالطغيان على المسلمين.

لم استطع الا ان ارى غضب الله في تجليات قدرته برمي العواصف والأمطار وتعرية البيت الحرام وكأنه يقول لنا انه بريء من صلواتنا هذه وريائنا نحو الطقوس ونسينا ان الاقتراب من الله بالتقوى وخير الانسان لاخيه الانسان لا بالسكوت عن الظلم وفصل الدنيا وما أمكننا من رد الظلم فيها عن آخرة مرتجاة بجنة لا يقبل الله فيها المنافقين .

تعلمنا ان أكرمنا عند الله اتقانا . فأين التقوى والجوع يقتل أهل اليمن والأمراض تنتشر بينهم باوبئة اندثرت منذ زمن وارجعها فعل الاجرام السعودي الامريكي على شعوب الارض؟

أين الكرم والمسلمون يموتون جوعا وتشردا ما بين اليمن والعراق وسورية وغزة، بينما تسفك الذبائح قرابين تحت اسم التقرب لله ؟
الا مسلم عاقل ومشروع يتقي الله يفتي لهذه الأمة ان ما يذبح ويصرف فترة الحج والعيد كفيل بإطعام جياع الارض على مدار العام ؟
اعرف جيدا ، ان الله لن يغير ما بِنَا حتى نغير ما بانفسنا من ظلام وظلمات. اعرف كذلك ان الله لن يضيء طريق من اختار الظلم سبيلا.

ولكن... تبقى إشارات الله اعظم من عظمة ظلم البشر. فريح عاتية واحدة كشفت المستور وأغرقت السبل ورمت بالخيام ....
فهل من يتذكر الطير الأبابيل ويتعظ ؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير