اللاجئة الفلسطينية نهاد تروي كابوس الغرق في الهجرة الى اليونان

30.09.2018 08:32 PM

دمشق- وطن: يواصل اللاجئون الفلسطينيون الهجرة من سوريا عبر قوارب المهاجرين نحو الجزر اليونانية، المنفذ الوحيد لهم للوصول إلى اليونان، ومنها إلى دول اللجوء الأوروبية، في رحلة يصفها اللاجئون بـ "رحلة الموت".

ويشير فريق الرصد في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن محاولة عبور اللاجئين الفلسطينيين السوريين من تركيا إلى اليونان تكاد تكون يومية، وذلك عبر قوارب البحر أو عن البر، ومنهم يستطيع الوصول ومنهم من يقبض عليه خفر السواحل التركي.

فبعد العبور الصعب من الأراضي السورية إلى التركية وتحت تهديد القتل ورصاص الجيش التركي، يتجه غالبية اللاجئين إلى مناطق التهريب التركية كمدينة إزمير ومرسين واسطنبول وغيرها من المدن التي ينطلق منها المهاجرون.

وبعد ترتيب السفر مع المهرب يتم الاتفاق على تكلفة الرحلة ويدفع المهاجرون بين 700 دولار أمريكي وألفين دولار وحسب نوع القارب والمنطقة والعدد والمهرب.

اللاجئة الفلسطينية نهاد تروي لمجموعة العمل تجربتها المريرة في الهجرة وتقول:
"في رحلة الموت الأولى نقلنا المهرب مع أكثر من 40 شخصاً في حافلة صغيرة إلى منطقة ششمة بالقرب من أزمير، وصعدنا في قوارب نفخها الشباب بأدوات النفخ العادية، وصعدنا أكثر من 45 شخصاً مع الأطفال والنساء"

تضيف نهاد "لم يكن الأمر سهلاً وبعد هدوء البحر والظلام الحالك خرج لنا قارب للشرطة اليونانية، وبدأ الشباب في القارب يصيحون دون نتيجة، وأخذ بعض الشباب يخرق القارب بأدوات حادة حتى استطاعوا أن يضربوا مقدمة القارب، وأخذت العائلات بالغرق، لم يبق لنا خيار إلا السباحة نحو القارب اليوناني، فمن استطاع السباحة قفز في الماء ومن لم يستطع، انتظر أحداً ينقذه أو الغرق".

"وخلال دقائق معدودة لكنها ساعات طويلة، قذف زوجي طفلنا لأحد الناجين على القارب اليوناني، وأنا نزلت بالماء لكني تمسكت بالقارب اليوناني على أمل النجاة، وهنا رأيت الموت يلف بي ومن حولي وفي كل موجة بحر أنزل تحت الماء وأنا متمسكة بالقارب انتظر من ينقذني".

"أحد الشباب حاول سحبي للقارب، لكن كان وزني مع الملابس ثقيلاً وجلّ ما استطاع بعد ذلك هو أني تمسكت بقدمه انتظر وانتظر، وقلت له قل لزوجي أن يحمي طفلي ويربيه تربية صالحة وودعتهم، وبعد هنيهات، خرج شابان من جانبي وبأحد القوارب وأنقذوني وصعدت إلى المركب اليوناني، والتقيت بزوجي وطفلي مع حياة جديدة".

وتردف قائلة: "ظننا أن المعاناة انتهت لكن دخلنا في متاهة جديدة، أتى أشخاص ملثمون وبدؤوا بضرب المهاجرين وأخذوا برمي حقائبنا بالماء، وأحضروا لنا قوارب مطاطية وركبنا فيها وأوصلونا إلى جزيرة نائية، وقالوا لنا في الصباح سيأتي الأتراك لأخذكم".

"وعلى الجزيرة كان الجو بارداً جداً واستطاع الشباب إشعال نار لتدفئة الأطفال وتنشيف ملابسنا حتى ساعات الفجر الأولى، وأتت الشرطة التركية ومعها قوارب وأخذونا إلى الأراضي التركية".

وعن رحلة الموت الثانية تقول نهاد " قررنا السفرعبر قارب سياحي، وكان علينا أن نمشي لساعات طويلة عبر الغابات للوصول إلى النقطة المتفق عليها للتهريب،
"وبعدما أنهكت قوانا وصلنا إلى الشاطئ، وإذ بمركب مهترئ لا يستطيع حمل عدد قليل ينتظر أكثر من 40 مهاجراً، وبعد سجال طويل مع المهربين، عدنا إلى منزلنا في إسطنبول".

"ثم كانت رحلة الموت الثالثة، حيث هاجرنا إلى اليونان عبر "البلم" قارب مطاطي ، وهذه المرة قدّر لنا الوصول سالمين إلى إحدى الجر اليونانية، وسادت بيننا أجواء فرح وسعادة كبيرة، وكأن الحياة وهبتنا الروح من جديد"

وعلى الرغم من غياب أي إحصائية رسمية لعدد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في اليونان والجزر إلا أن ناشطون يقدرون أعدادهم بأكثر من 4 آلاف لاجئ غالبيتهم يتواجدون في الجزر "لسبوس - متليني - خيوس - ليروس - كوس " وعلى البر اليوناني، بينهم عائلات وأطفال ونساء ومسنون، يتوزعون على مخيمات اللاجئين بعضهم يسكن في خيم والآخر في صالات كبيرة.

فيما استطاع فريق الرصد في المجموعة توثيق (51) ضحية من اللاجئين الفلسطينيين قضوا غرقاً خلال محاولتهم الوصول إلى البر الأوروبي.

تصميم وتطوير