رسالة من داعش

08.10.2018 08:33 AM

 كتب فارس الصرفندي : عمدت في الاشهر الاخيرة الى الحديث عبر الفيس بوك بالصوت والصورة لعلمي ان الصورة والصوت يجذبان اكثر بكثير من الكتابة في زمن عز فيه القارىء وبات الملل يصيبه اذا قرأ مجموعة من السطور حتى ولو كتبها محمود درويش او حسنين هيكل.

في الفيديو الاخير تحدثت عن التكفير وعن الجيل القادم الرافض للغة الدماء والرافض لفكرة القتل على المذهب وكيف بات هذا الجيل بعيدا عن الدين لان رجال الدين سقطوا في الامتحان في اثر الثورات العربية.

المفاجاة كانت رسالة عبر الفيس بوك وصلتني على صندوقي الخاص من حساب وهمي يحمل اسم فاروق الاسلام ، الرسالة انقلها بالنص الحرفي ( انت منافق لا تمت للاسلام بصلة ولا تفهم شيء بالسياسة اطلاقا وما انت الا احد عابدي اصنام العصر الحديث وسحيج كبير واخيرا دولة الاسلام باقية وتتمدد ولسوف تصلك فإياك والهرطقة ايها الرويبضة ) .

تبسمت ضاحكا من قول الداعشي لاني اعرف انه من فلسطين لان كلمة سحيج حكر علينا نحن الفلسطينيين ، فلو قال شبيحا لكان صديقنا الداعشي من سوريا ولو قال بلطجي لكان من مصر ، لم اتفاجأ كثيرا ولم اغضب ولم اقم بابلاغ مباحث الجرائم الالكترونية لان هذا الاسلوب اسلوب المفلس ليس اكثر.

قبل عامين صديق لي من رفقاء الاسر حمساوي المنهج اخواني المنبت ارسل رسالة لي لا تقل عن هذه الرسالة بل وايضا كتب على صفحته على الفيس يشتمني وينعتني بالمرتزق ، تدخل احد الاصدقاء المشتركين بيننا وطلب ان لا نطور الخلاف وان نكف عن الحديث عن بعضنا البعض، المهم في رسالة الداعشي انها تنم عن فكر اقل ما يقال فيه انه إقصائي غير قادر على استيعاب الدروس ورافض لفكرة الهزيمة التي مني بها في سوريا والعراق وحتى في تونس ومصر ، لكن المشكلة في هذا الفكر انه حين ينهزم يبدا بعملية تدمير وقتل بهدف اثبات انه مازال قادرا على ان يغير ولكي يعطي للمؤمنين فيه املا بالبقا.

بكل حال لم يرجف جفني من التهديد ولم اخذه على محمل الجد ولكن قررت ان اكتب كي اقول ما يلي ان افكارا تدور في عقول اجيالا تحتاج الى عملية تدوير والا فاننا لسنا ببعيدين عما حدث في سوريا وحدث في العراق ، ان اعادة التدوير لهذه الافكار تحتاج الى عملية تسبقها تبدا من المدارس ولا تنتهي في المساجد ، ان رفض الاخر وتكفيره واهدار دمه ان هو خالفهم فهذا جزء من ثقافة ترسخت نتيجة فكر وهابي سلفي نشره بدون قصد رجال دين قبلوا التلقين دون التفكير فوقعوا في شرك لن يخرجوا منه، بكل حال انا وغيري ممن أدركنا الحقيقةمبكرين وأدركنا ان داعش ومن قبلها النصرة ليست اكثر من ادوات للاستكبار العالمي فلن نغير من نهجنا ولن نحيد عن الطريق التي اخترناها حتى ولو كلفنا ذلك ارواحنا فالفكرة التي نحملها قادرة على ان تغيير مجتمعاتنا العربية والإسلامية الى مجتمعات متحضرة بعيدة عن الظلم والظلمات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير