أخبروا غسان كنفاني أن أحمد شراكة نفذ وصيته

11.10.2018 07:02 PM

وطن- كتب: محمود حسنين 

لم يقرأ الطفل احمد شراكة ابن الـ13 عاماً والذي ترعرع في مخيم الجلزون شمال رام الله، شيئاً لغسان كنفاني، ولكنه كان من القلائل الذين نفذوا وصية الشهيد غسان، فأحمد لم يسمع ابداً بمقولة كنفاني الشهيرة (احذروا الموت الطبيعي ولا تموتوا إلا بين زخات الرصاص)، ولكنه ترجمها على أرض الواقع ليثبت للعالم ان أشبال فلسطين لا يخافون الموت بين زخات الرصاص.

احمد رغم حداثة سنه إلا انه عاش نداً للاحتلال، فكل من اجتمع معه في ساحات المواجهة قال انه كان دائماً في الصفوف الأولى، وكان لا يخشى شيئاً،  وما أن يصيب حجره أحد جنود الاحتلال او آلياتهم حتى يطلق فرحته ويضحك بصوت مرتفع ليقهر بها جنود الاحتلال، ورغم تحذيرات والدته ووالده خوفاً على حياته إلا ان أحمد كان له الكلمة الفاصلة في قضيته التي نشأ عليها.

احمد لم ينفق مصروفه المدرسي في ذلك اليوم على اكلات الأطفال، ولم يزاحم ابناء جيله على مقصف المدرسة ليحظى بكيس شيبس او قطعة من الشوكلاة، بل قرر ان ينفق مصروفه على المواصلات ليصل الى نقطة المواجهة عند مستوطنة "بيت إيل"، وأبقى في جيبه ما يمكنه من العودة للبيت في المساء، ولكن رصاصة حرب اخترقته وجعلته يرتقي شهيداً ويعود لمنزله بموكب مهيب يليق بتضحيته.

وحال لسان الساسة يلهث ويقول كيف لم نستطع اقناعهم بالسلام؟
فيأتي الرد من أحمد وابناء الحجارة، كيف تقنع طفلا بالمخيم بجدوى السلام وهو ينام ويستيقظ على اقتحامات الاحتلال لمخيمه واعتقال ابنائه وأنين جرحاه؟.

والأن يا سادة سأدلكم على طريقة تقنع اطفال الحجارة بالسلام، إذهبوا الان الى شقيقة الشهيد وأخبروها انه سيعود غداً ويطرق الباب مبتسماً، وإذا اقتنعت بكلامكم سيقتنع المخيم بذلك.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير