"فيسبوك" يحظر الإعلان الترويجي لفيلم "نائلة والانتفاضة"

20.10.2018 09:45 PM

وطن: قالت صحيفة هارتس الإسرائيلية إن موقع "فيسبوك" رفع حظره عن الإعلان الترويجي الخاص بالفيلم الوثائقي "نائلة والانتفاضة" فقط بعد أن اتصلت هآرتس بالشركة، والتي بدورها أخبرت موزعي الإعلان بأنها لن تسمح "بالإعلان الذي يتضمن محتوى مهين أو مثير للإهانه".

وبينت الصحيفة في مقال ترجمته وطن أن موقع الفيسبوك قرر أن الإعلان الترويجي للفيلم، حول الدور الذي قامت به المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى، ينتهك معاييرها المهنية، وعلى الأقل في إسرائيل وبالتالي يتبنى الموقع موقف وزيرة الثقافة الإسرائيلية "ميري رغيف"، والتي قامت بانتقاد هذا الفيلم، وذلك في رساله إلى المدعي العام الإسرائيلي "Avichai Mendelblit". 

تم إنتاج الإعلان الترويجي للفيلم من قبل جوليا باشا ومؤسسة "Just Vision"، وتمت الموافقة عليه رسمياً يوم الخميس، وذلك بعد قيام هآرتس بالتواصل مع موقع "فيسبوك". وخلال 24 ساعة وقبل عرض الفيلم الأول في مسرح السرايا في يافا، كان الفيلم موجوداً على الانترنت.

 "لم يتم الموافقة على إعلانك لأنه لا يتوافق مع سياسية الإعلان الخاصة بنا" هذا ما أرسله موقع "فيسبوك" في رسالة إلى مدير صفحة الفيسبوك، والتي تساعد في تمويلها مؤسسة "Just Vision". وأضاف فيسبوك في الرسالة " لا يمكننا السماح للإعلانات التي تعتبر مروعة، أو مهينة، أو مثيرة للإهانه، وهذا يشمل الإعلانات التي تصف العنف او تهدد بالعنف."

استقبلت صفحة الفيسبوك "+972" هذه الرسالة يوم الجمعة الماضي، وقبل ساعات قليلة من توزيعها للإعلان الترويجي للفيلم بين الاسرائيليين، وبعدها فوراً، قام الموقع بإرسال استرحام بخصوص قرار "فيسبوك"، والذي بالوضع الطبيعي يقومون بالرد عليه خلال 24 الى 48 ساعة. ولكن في هذه الحالة لم يكن هناك رد حتى قامت "هاَرتس" بالتواصل مع "فيسبوك".

يوضح حظر "فيسبوك" للإعلان الخاص بالفيلم على ممارسات الفيسبوك في اسرائيل وخاصة في القضايا الجدلية، حيث أنه لم يكن هناك أية مشاكل مع إعلان الفيلم في دول أخرى.

يقول "يائيل ماروم"، وهو محرر مساعد في موقع  +972  ومدير الارتباط لدى اسرائيل في مؤسسة "Just Vision": "إنني أواجه حقاً مشكلة في فهم كيف لهذا الفيلم والذي يصف الناشطة النسوية، والمدنية، والصراع الغير عنيف، أن لا يتوافق مع معايير وسائل التواصل الاجتماعي". 

ويضيف يائيل: إن "ما هو محزن هو رؤية منصة مهمه مثل "فيسبوك" تقوم بتطبيق قوانين الرقابة بدلاً من أن تقف بالصفوف الأولى في معركة الدفاع عن حرية الرأي والتعبير".

وإن أراد أحد الدفاع عن موقف "فيسبوك"، يمكن القول أن هذه الخطوة لم تفرض رقابة مباشرة، لأن الشركة لم تمنع نشر المحتوى حول الفيلم الوثائقي، بل قامت بحجب الإعلان الترويجي المدفوع فقط، ومع ذلك، عندما قامت الشركة بتقييد اجباري على توزيع المحتوى عن طريق مواقع الأخبار، فإن ذلك يعتبر شكلاً من أشكال الرقابة. وعندما تكون هذه الشركة هي المنصة الرئيسية لوسائل الإعلام الاجتماعية التي تحدث فيها النقاشات العامة، فإن ذلك يعزز فكرة "غرف الصدى" التي اعترف "فيسبوك" بخلقها، والتي تقوم على التركيز على "فيسبوك" كمصدر للمعلومات والأخبار .

تزامن انتقاد الوزيرة "رغيف" للفيلم مع جهودها لإقرار قانون يسمح لوزارة الثقافة برفض التمويل الحكومي للمؤسسات الثقافية التي تروّج لأنواع معينة من المحتوى. فقد كان من المقرر عرض الفيلم في مسرح يتلقى تمويلاً حكومياً في إسرائيل.

وكتبت "رغيف" في رسالتها إلى المدعي العام الإسرائيلي "Avichai Mendelblit"، بحسب تقرير أعده "Chen Liberman"  على القناة العاشرة، قائلة : "إن عرض فيلم "نائلة والانتفاضة" يجسد الأيدي المكتفة في النظام القانوني القائم، حيث يتم تقديم "الإرهابيين" كأبطال ثقافيين.


وتابعت، في رسالتها قائلة: "لا يجب أن تتحول حرية التعبير إلى مذبح لتقديس الشهداء، مستخدمةً الكلمة العربية "الشهيد"، والتي يستخدمها الفلسطينيون لوصف المعادين لإسرائيل".مضيفةً: "نحن ملتزمون بإصدار قانون" الولاء الثقافي" في أقرب وقت ممكن".

خطاب رغيف هذا كان مدعوماً بتقرير في صحيفة يديعوت أحرونوت حول عرض الفيلم المخطط له. وقد عبر المراسل أميهاي أتالي، عن مشاعره بشكل واضح عندما رد على تقرير ليبرمان على "تويتر".

فقد كتب أميهاي رداً على ليبرمان: "اسمع، أنا لست مجنوناً حول قانون الولاء. حتى أنني أقل جنوناً حول الانتفاضة الأولى الملعونة. نائلة، بطلة الفيلم، تتحدث والنار في عينيها عن كتابة بعض الملصقات أثناء الانتفاضة، ذهبت إلى أرشيف جريدتي ووجدت جزءاً من هذا الملصق، وهي عبارة عن أغنية "أبطال الحجارة وقنابل المولوتوف". وأحد أبطال قنابل المولوتوف قام بحرق جارتي في الطفولة حتى الموت واسمها"ريشيل وايس" مع أولادها الثلاثة".

وتابع أميهاي: "تثني نائلة على الكفاح في الفيلم بشكل متكرر، وباسم النضال، في ليلة واحدة قبل 27 عامًا، غادر صبيان في التاسعة عشرة من العمر منازلهما بالخناجر، وقاموا بتكسير كل أضواء الشوارع حتى لا يتم رؤيتها، وأمسكوا بأول يهودي مروا من جانبه وشقّوا حنجرته بأيديهم. كان ذلك أخي الأكبر اليهانا".

يحاول أميهاي بالرغم من هذا التاريخ الشخصي رؤية وتصوير الحياة بكل تعقيداتها. حيث قال : "على الرغم من ذلك فإن الأمر واضح بالنسبة لي من هو على طرفي ومن هو على الطرف الاَخر، لذا أنا أختار الأطراف بوضوح".

وأضاف: "مشاهدة هذا الفيلم يفتح عقلنا. لقد عدت إلى بعض المشاهد عدة مرات. ويجب على كل إسرائيلي أن يراه، وأتمنى فقط أن نتمكن من الوصول إلى وضع يستطيع فيه حتى أولئك الذين عانوا كثيراً أن ينظروا إلى الطرف الآخر، لكنني لا أرغب في أن يحدث كل ذلك في مؤسسة عامة أو مؤسسة تمولها الجماهير. لست بحاجة إلى أي قانون ولاء لممارسة هذا المنطق الجيد". 

وقد أجاب ليبرمان على ذلك قائلاً "كما كتبتم، فإن هذا الفيلم مهم وأنت نفسك تود أن يراه كل إسرائيلي. في واقع العالم الثقافي في إسرائيل، لا توجد تقريباً أي أماكن غير ممولة جزئياً من قبل بعض الهيئات العامة. وبالتالي، إذا كنت تعتقد أن الناس يجب أن يشاهدوا هذا الفيلم، فليس من المستحسن استهداف المكان الوحيد الذي يهتم بعرضه".

وحتى الآن لم يجيب "فيسبوك" على أسئلة هآرتس.

(عوديد يارون-هارتس- ترجمة الآء راضي)

تصميم وتطوير