خضر عدنان المقاتل الذي أشهر الأمعاء سلاحاً في وجه الاحتلال

22.10.2018 01:51 PM

رام الله-وطن - علا مرشود: قوة واصرار على خوض معركة الامعاء الخاوية رغم ضعف حالته الصحية، فوزنه لا يتجاوز الـ 35 كيلو غراماً، أحضروه على كرسي متحرك برحلة العذاب المعهودة في "البوسطة" غير مهتمين بوضعه الصحي، "همتي عالية ومصر على مواصلة الإضراب"، كلمات هتف بها الأسير خضر عدنان خلال محكمته الأخيرة في محكمة سالم العسكرية صباح اليوم الاثنين، والتي منع الاحتلال الإعلام من حضورها وعزز من قواته داخل قاعة المحكمة لتصبح أشبه بثكنة عسكرية!

تلقفت الرسالة زوجته رندة، الداعم الأول له في اضرابه الذي يدخل يومه الـ 51 على التوالي، لتوصلها إلى كل العالم  حيث  وقفت مع أبنائها السبعة في محكمة سالم العسكرية لتوحد صوتها مع صوت زوجها في إضرابه الثالث عن الطعام .فقد استبقت زوجته المحكمة بوقفة احتجاجية مع والده وشخصين آخرين فقط، أمام محكمة سالم للمطالبة بالافراج عنه.

قضى الشيخ عدنان معظم حياته في مساندة ودعم الأسرى، فلم يفوّت أي وقفة لدعم الأسرى او المطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، وجدناه مهنئاً لكل أسير محرر، ومتضامن مع كل عائلة أسير تمر في ظروف صعبة، فكان في كل المناسبات مع أبناء شعبه الذين تركوه اليوم يخوض إضرابه وحيداً.

ولد خضر عدنان موسى في 24 مارس/آذار 1978 في بلدة عرابة في محافظة جنين، أنهى مرحلة الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جدا عام 1996، والتحق بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير (تخصص الاقتصاد) في نفس الجامعة.

منذ التحاقه بالجامعة انتمى عدنان لحركة الجهاد الإسلامي ونشط في صفوفها ما أدى لاعتقاله عدة مرات من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية، فقضى في سجون الاحتلال ما مجموعه ثمانية أعوام ونصف، ويعتبر هذا الإعتقال الـ(11) على خلفية إشادته في تصريحات مختلفة لوسائل الإعلام- بالمقاومة الفلسطينية التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تارة وعلى خلفية انتمائه للجهاد الإسلامي والتضامن مع الأسرى تارة أخرى.

ويعد الأسير عدنان مفجر معركة الإضرابات الفردية ضد الاعتقال الاداري، حيث خاض منذ عام 2012 حتى الآن ثلاثة إضرابات عن الطعام.

في عام 2012 خاض عدنان إضراباً عن الطعام استمر لمدة (66) يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري وكان بمثابة بداية لاضرابات فردية توالت بعد ذلك كالأسيرة هناء الشلبي التي أضربت لمدة 44 يوما، وبلال ذياب وثائر حلاحلة لمدة 78 يوماً وحسن الصفدي وغيرهم.

في عام 2015 خاض عدنان اضرابا استمر لـ(54) يوماً، نقل على إثره إلى مستشفى "أساف هروفيه"، وسط اجراءات عقابية شديدة كتكبيل يديه وقدميه في الأغلال بالسرير، تحت حراسة مكثفة، بعد أن تدهورت صحته بسبب الإضراب عن الطعام، قبل أن ينجح في انتزاع حريته.

 

خضر الإنسان ..

 

رندة زوجة الشيخ خضر عدنان التي لم تكف عن دعمه في اضراباته عن الطعام ومؤازرته، تقول لـوطن: إن زوجها في المنزل رجل "بسيط" على عكس ما يظهر على الإعلام بشخصيته السياسية الصارمة، فهو "حنون" ويساعدها بالقيام بالأعمال المنزلية ويحب النظافة ويدقق عليها كثيراً، ويحتفظ لنفسه بالمهام المنزلية الصعبة حرصا على زوجته حتى لا يرهقها، اذ كان يصر على إعداد طعام العشاء بنفسه لوالدته وتضيف: أنه ذو "نفس طيبة" في الطبخ، وينظر لزوجته على أنها شريكته في كل شيء وفي كل ميدان وليس فقط في المنزل وتربية الأبناء فيصطحبها معه في كل الفعاليات والمناسبات الوطنية والسياسية والاجتماعية فهي بنظره كل المجتمع إن صلحت صلح الوطن كله.

تتحدث رندة عن أثر زوجها على شخصيتها فتقول "قبل زواجي بخضر لم تكن لدي اهتمامات سياسية الى هذه الدرجة بل كنت طالبة بكالوريوس في كلية الشريعة، وكانت شخصيتي دعوية أكثر ولكن خضر حرص على تثقيفي التربية السياسية إلى جانب الدين".

وحسب رندة فإن الشيخ خضر عدنان يولي اهتماماً دائما للقضايا السياسية والوطنية ويضعها في سلم الأولويات قبل حياته الخاصة، وهو بذلك يكون سعيداً دائماً لأنه مجبول على حب الأسرى وقضيتهم، وتصف حاله بعد إضرابه الأول حيث توالت إضرابات أسرى آخرين بعده، فمنع منعاً باتاً تناول الطعام خارج المنزل علماً بأنه فيما قبل كان حريصاً على اصطحاب أبنائه للتنزه ليس خوفاً من الإعلام إنما مراعاة لشعور الناس.

وتضيف "أطفاله متعلقين جداً بوالدهم وبالأخص ابنته الكبرى معالي، ومريم الصغيرة وهو اليد الحانية التي تضفى على المنزل جواً من المرح والترفيه، وأطفاله نقطة ضعفه التي لا يستطيع مقاومتها".

وتعلل رندة تعلقهم بوالدهم وتعلقه بهم بسبب غيابه المتكرر والقسري عنهم .

وعن حبه لكثرة الاطفال تقول رندة: ان خضر دائما ما كان يردد "نحن قلة نحتاج كثرة" فهو ينظر لهم بأنهم عزوته. وتتابع: انها لامست ذلك في كل مرات إضرابه، حيث لاحظت أن تواجد الناس قليل جداً فعزوته هم ابناؤه.

وضع خضر عدنان مقولة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً" نموذجا وقدوة له، فهو يعتبر السجن انتهاكاً للإنسانية، والحرية حق لكل البشر، ويبرر عدنان إضرابه بقوله: " إذا كان الاحتلال يعتقلنا على قضية لا يعني أن لا نضرب، فكما قام الاحتلال بجمع هذه التهم خوفا من إضرابنا في الاعتقال الإداري،  فنحن لا مشكلة لدينا بالإضراب".

تصميم وتطوير