يا وحدنا...

31.10.2018 11:20 AM

كتب: وليد البايض

لم تمر القضية الفلسطينية وعلى مدار تاريخها باصعب وأدق وأخطر وأسوأ مما هي عليه الآن فتغول وصلف المحتل من جهة والانحياز الأمريكي من جهة أخرى وهذا ما اعتدنا عليه، ناهيك عن الصمت الأوروبي والدولي وكأن على رأسهم الطير.

أما المريع والمحزن والمسيء والمخزي ما وصل إليه حال العرب وانجرافهم نحو هذا المحتل وتفاخرهم بهذا السقوط في براثن الخسة، والذي لم يكن يومآ ليكون لولا ما وصلنا له نحن الفلسطينيين من هوان على ذواتنا حتى هانت علينا قضيتنا المركزية فوقعنا في شرك الانقسام وفي معمعة الخلافات الداخلية على لا شيء، وفقدنا دورنا المؤثر وقوتنا الضاغطة في محيطنا العربي.

لقد كان اسم القضية والثورة مرعبا للأصدقاء قبل الخصوم كنا أصحاب فعل وقول ورأي قامت على اكتافنا دول ورسمت بعقولنا سياساتها، كنا الأكفأ والاقدر على رفد كل المحيط بالخبرات المتنوعة، وكان قرارنا السياسي المعزز بالفعل هو البوصلة لمواقفهم وقراراتهم، كم تتلمذ من أبنائكم على أيدي معلمينا وكم من مصنع فتح عندكم على أيدي مهندسينا وكم من شركة انشأت بفعل مستثمرينا، وكم من مؤامرة عليكم وعلى حكمكم أحبطت بفعل مفكرينا وإرادة قيادتنا كنا لكم عونا في نشأتكم كما يكون الأم والأب عونا لأطفاله لكنكم أخوة وأبناء عاقين بلا خجل ولا وجل مهرولين نحو المحتل الغاصب القاتل على حساب دمائنا ونحن مازلنا نفرح لفرحكم ونحزن لمصابكم ونغضب لاجلكم بعد ما اصابكم من وهن وذل وهانت عليكم قضيتنا.

لكنني أكرر أنكم لستم وحدكم المسؤولون عن هذا الحال الرديء بل نحن أيضا من ساعدكم على ذلك، أستغرب ممن ينتشرون سفراء كالنمل في العالم بإسم فلسطين رسميين وغير رسميين أين دوركم في تعرية هذا الكيان وكل مطبع معه؟ ماذا تفعل خارجيتنا وأين مواقفنا الواضحة المعلنة الصريحة ضد هؤلاء حكاما ودولا؟ ما الذي بات ينقصنا فقضيتنا مازالت هي اعدل قضية في التاريخ وأطول احتلال، وما زالت القدس قبلة المسلمين الأولى ومهبط الرسالات، ولم يتغير عليها شيء فلماذا تجرأ هؤلاء عليها؟ وكيف سمح لهم ذلك؟ مالذي تغير فينا حتى بدونا بلا تأثير ولكي نصبح لانرى قيمة وقامة؟

الاسئلة كثيرة والإجابات ليس بهذا الغموض لكن علينا أن نبقى نراهن على أنفسنا وعظمة شعبنا رغم كل الكبوات ورغم ما نمر به من ضيق على كل المستويات. وحدنا نحن الفلسطينيين مازلنا قادرين على إعادة هيبتنا ووهج قضيتنا بثباتنا ووحدتنا وادراكنا الثابت أن هذا المحتل والدول الصفرية على خارطة العالم التي استقبلته إلى زوال نحن نرفضكم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير