100 عام على الحرب .. ولازالت

12.11.2018 11:31 AM

كتبت ميسا جيوسي: جميل كان الاحتفال الذي احتضنته مدينة الأضواء بمؤية 100  عام على نهاية الحرب العالمية الاولى، لم تخفي قطرات المطر المنهمرة جمالية الترتيب وبذخ المدينة الأخاذ، لكن الاحتفالية حتما ليست كما يروج لها بأنها احتفالية برفرفة حمائم السلام فوق رؤوس البشرية ووعد يقطعه القادة ان لا دماء تراق ولا ويلات على الشعوب تجر. هذا للأسف غير واقعي وذر للرماد في العيون، فأولاد هابيل وقابيل لم ولن يكفو عن سفك دماء بعضهم البعض منذ قتل احدهم اخاه بحجر الى ان وصل اليوم ليبيد مدنا بكبسة على جهاز تحكم عن بعد.

عَل الحري بقادة العالم الحر ان صح التعبير ان يكونوا اكثر واقعية بأن يحتفلوا بإختلاف ادوات الحرب، ساحاته، تكتيكاته وأطرافه. فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى تلتها الثانية وبعدها الباردة وحروب الجيل الثالث وغيرها من مصطلحات لا حصر لها تحاول مجاراة كم البؤس الذي يجر على البشرية اثر الحروب وويلاتها.

فرنسا التي رعت الاحتفال ودعت اليه عدد كبير من قادة العالم الذين لا زالت على أيديهم دماء، ومازالت دولهم تتلاعب بشعوب العالم كرقعة من الشطرنج والشواهد كثيرة.

على قدر رغبتي الجامحة لان يحيى العالم بسلام، على قدر واقعيتي بان كل هذا محض هراء ومهاترات. فصناعة السلاح التي تقوم عليها اقتصادات دول وتديرها مافيات متنوعة، لن تتوقف وستروج منتجاتها لمستهلكيها شرقا وغربا، شمالا وجنوبا. وسيموت البشر تحت مسميات كتحرير هنا او دمقرطة هناك.

100 عام على نهاية حرب واحدة تركت إرثا ثقيلا لازالت البشرية تخوض بسببه حروبا بأشكال مختلفة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير