"هآرتس": القسام وضع الوحدة الخاصة في مأزق

23.11.2018 12:58 PM

القدس- وطن: كتب عاموس هرئيل من صحيفة هآرتس، مقالاً معقباً فيه على الصور التي نشرتها كتائب القسام للوحدة الخاصة التي تسللت الى قطاع غزة، الأسبوع الماضي، في مدينة خانيونس، مما نتج عنها مقتل قائد الوحدة واصابة اخر بجراح، مما شكل ذلك الاعلان حالة من الصدمة والذهول في أوساط المؤسسة الاسرائيلية، حتى وصل الأمر الى قيام رئيس الرقابة العسكرية الإسرائيلية أرييل بن أفراهام بحظر تداول تلك الصور في وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وافتتح هرئيل مقاله بالتشبيه بين نشر صور افراد الوحدة الخاصة التي تسللت الى خان يونس وبين حادثة كشف للعناصر المتورطة في قضية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي عام 2010، حينما قام قائد شرطة دبي آنذاك ضاحي الخلفان بنشر اسماء عناصر الموساد التي شاركت في عملية الاغتيال، مما تسبب في حرج مطول لـ “إسرائيل” والدخول في دائرة التوضيحات والتعويضات التي تطالب بها الدول الصديقة بسبب الاستخدام الخطير من قبل تلك العناصر لجوازات سفر مواطنيها، وأضاف بأن الرسالة التي ارادت حماس ايصالها هو أن ما تم انجازه في دبي، يمكن انجازه هنا ايضاً في قطاع غزة، وأن الهدف من وراء ذلك هو الحصول على استخراج معلومات من المجتمع الاسرائيلي.

ورأى هرئيل بان حماس تحاول من خلال نشرها لتلك الصور تحقيق أمرين: أولهما: تأكيد روايتها التي هزمت فيها جيش الاحتلال، ولاسيما في هذه الحادثة على وجه الخصوص واظهار مدى اليقظة التي يتمتع بها عناصر حماس، وأضاف بأن الكشف عن عملية سرية كهذه هي مسألة غير عادية للغاية، وما اعقبها من إطلاق مئات الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة عام 1948.

ثانياً: تحاول حماس عبر نشرها للصور التأثير بصورة غير مسبوقة على الرأي العام الاسرائيلي، حيث منعت الرقابة العسكرية جميع وسائل الاعلام الاسرائيلية من تداول ونشر تلك الصور، لكن ظهرت صور الجنود وهي غير واضحة تماماً على وسائل الاعلام.

تجربة حماس الشفافة

ورأى هرئيل بأن حماس تخوض نوعاً من التعبئة الجماهيرية، بالتزامن مع سيعها للحصول على معلومات من الجمهور الاسرائيلي بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه في حال تم تداول صور الجنود في وسائل التواصل الاجتماعي الاسرائيلي فإنه من السهولة التعرف على اصحاب تلك الصور عبر الاقارب والاصحاب، حينها يتم تداول الاسماء عبر مواقع التواصل، مما يسهل على حماس جمع تلك المعلومات، ما يعني أن حماس اليوم تقول بأن ما تم انجازه في دبي قبل سنوات، يمكن فعله في غزة اليوم في ظل عصر تدفق المعلومات.

تكتيكات الانتفاضة

تحت هذا العنوان ختم هرئيل مقاله، حيث تطرق الى ما نشره جهاز ” الشاباك ” حول محاولات حماس تجنيد عناصر من الضفة الغربية لغرض تنفيذ عمليات فدائية، وحسب تقديرات الشاباك فإن الجناح العسكري لحماس في القطاع من أخذ على عاتقه الامر في التخطيط وتنفيذ عمليات تفجرية داخل المحلات التجارية والباصات والمطاعم كما حدث في الانتفاضة الثانية داخل الاراضي المحتلة عام 1948، اضف الى ذلك استخدام العبوات الناسفة ذات التفجير عن بعد، دون الحاجة الى وجود “فدائيين” ، وتفتقر الضفة الغربية اليوم الى خبراء التصنيع، حيث تم اغتيال بعضاً منهم واعتقال البعض الاخر على يد جيش الاحتلال في سنوات الانتفاضة.

 

"ترجمة مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني"

تصميم وتطوير