وراء كل طفل أسير.. أم قوية

29.11.2018 07:06 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: جرت العادة أن نقول "وراء كل رجل عزيم امرأة" ولكن الشعب الفلسطيني كعادته قادر على الخروج عن النص المألوف في سبيل اظهار ما يمتلكه من ارداة مختلفة وقوة في في الحق لا تضاهيها أي قوة أخرى، وهذا حال الفلسطينية والدة الطفل الفلسطنيي شادي فراح التي قاتلت بالكلمة في سبيل تحرر طفلها من أسر سجون الاحتلال.

وعودة الى ما قبل 3 أعوام فقط، كانت والدة شادي تبثّ ألمها على طفلها الذي لم يكن حينها يبلغ الـ 12 عاماً عندما قرر الاحتلال اعتقاله، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 أعوام، كانت كفيلة بأن يخرج شادي وقد حمل على كاهله تجربة أسرٍ ليست سهلة الوصف أو العيش.

وشارك شادي في معاناته هذه صديقة الطفل أحمد الزعتري، الذي حاول الاحتلال قتله متعمداً عندما أقدم أحد سجانو الاحتلال بضربه بصورة وحشية أثناء التحقيق معه.

اليوم تحرر شادي ووأحمد، خرجا بتفاصيل وجه مختلفة عن تلك التي أُسرا بها، كانا طفلين أضحا وكأن الرجولة تركت معالمها عليهما، فتجربة الأسر علمتهما كيف يصبحان أقوياء، ولكن هذه القوة لم تكن لولا قوة أمهاتٍ عاندتا القهر والظلم وكنّ خير أمهات لهما في وجه هذه المحنة العاصفة.

وعلى الصعيد الشخصي، كنتُ قد تحدثتُ لأم شادي أكثر من مرة، كان أول لقاء لي بها عندما بكَت بحرقة عندما مرّ على شادي أول عيد في الأسر، وكانت قد ذهبت إليه حاملة إليه ملابس العيد، شادي الذي لم يكن يجيد عقد ربطة حذائه، خرج اليوم وهو يجيد عقد يديه على عنق والدته الصابرة، التي جابت بلاد الأرض حاملة معها رسالة شادي وكل الأسرى، معلنة للعالم أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة القهر كما لم يعشها أحد من قبله.

استضافت عدة دول عربية واسلامية واوروبية والدة شادي في مؤتمرات للحديث عن تجربة طفلها في الأسر، وواقع الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، ما أعطاها قوة، فكان قولي هذا "وراء كل طفل أسير.. أم قوية" استحضار لوالدة شادي التي ما بخلت على قضيته وقضية فلسطين بوقت وجهد. 

حلوان التحرر

كانت صورة شادي وأحمد وهما يتناولان الكنافة النابلسية عقب تحررهما فوراً من سجون الاحتلال، أثر جميل في عيون مَن دمعت عيناه تأثراً بقضية طفلين عاشا 3 أعوام في ظلمة السجن والسجان، وكفيلة بأن تزرع الأمل في نفوس عوائل الأسرى أن يوماً ما سيفتح باب الحرية.

تصميم وتطوير