حراك الضمان.. شكراً لكم

01.12.2018 06:53 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: كان مخجل جداً بالنسبة لي أن أمرّ بجانب النيام على أرصفة دوّار المنارة وسط رام الله، مروراً سريعاً، غير قادرة على الوقوف والهتاف معهم، وليس ذلك إلا لعدة أسباب، منها أني آمنت بكل الذين خرجوا دفاعاً عن حقوقنا، حاملين رسالتنا رافضين لقانون الضمان الاجتماعي الذي في محصلته سيكون التفاف واضح على حقوقنا، آمنت بهم بالقدر الذي جعلني أشعر بالاطمئنان أن هؤلاء الكرام قادرون على الدفاع عن حقي، عدا عن كوني أعمل صحفية في مؤسسة إعلامية "وطن" تعكس رأي الشارع الفلسطيني بقوة، وكانت وما زالت وستظل حاضرة مع كل فعاليات الضمان الاجتماعي، لأن رسالتها واضحة بالانحياز الى مطالب الشعب الذي ما زال يدافع عن وطنه المسلوب بكرامة، ما يعني أن واجبي معهم كان اعلاء صوتهم عبر الاعلام ليراهم الجميع ويساندهم الجميع في كل مكان، وإن كان دورهم في الاعتصام فكان دوري كصحفية أن انقل صوتهم.

لم يكن قولي لحراك الضمان "شكراً لكم" عبثاً، إنما كان من قلب الحدث، حيث علّمنا هؤلاء الشباب أن الوطن لنا، وأن سلب حقوقنا لا يعني الاعتداء على الوطن، فحافظوا على ممتلكات الشعب كلها، اتخذوا من الشوارع فراشاً لهم، وكانت الشوارع نِعمَ البيوت التي احتضنتهم، وكانوا نعم أصحاب لها، حيث ما أن انتهى الاعتصام الذي استمر 3 أيام وسط رام الله، حتى بدأ الشباب بتنظيف الشوارع كلها، حتى لا يُقال يوماً، قاتلوا لأجل الحقوق وهدروا الحقوق، فاسقاط القانون حقنا، والشوارع شوارعنا والحفاظ عليها واجبنا، والنزول اليها في أي وقت حقنا.

لم يكن هذا المشهد الوحيد الذي شكرت عليه حراك الضمان، إنما همّة الشباب في مساعدة الشرطة بإزالة السواتر الحديدية التي بعد انتهاء الاعتصام، هذا الخُلق الذي تمتع به شباب الحراك، جعلني أزداد بهم إيامناً، وبمطالبهم ومطالبنا ألف إيمان. 

عدا عن اللحمة التي جمعت الالاف المواطنين بمختلف الأعمار من مختلف محافظات الضفة الغربية الذي وصلوا معتصمين، فكانت رام الله بيتهم وفتحت لهم ذراعها، وكان سكان رام الله أصحاب شهامة في الاستضافة.

كل هذه المشاهد وغيرها لا يمكن أن تصفها الكلمات، ولا يمكن للقلب أن يعبر عن امتنانه لنماذج الحراك الذي كان مثالاً يحتذى به، سوى أن أقول من أعماقي وأعماق كل مَن لم تسمح الفرصة لهم بالنزول الى الشارع لانهم يقومون بأعمال تعكس حالة الشارع الرافض للقانون "شكراً لكم".

تصميم وتطوير