صالح فأشرف فمجد.. شهداء برسم الأسماء

13.12.2018 08:04 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: يصرّ علينا الشهداء عندما يرحلون فداءً للوطن، على أن يبقى السؤال في أذهاننا حاضر وبقوة، لماذا يتشابه الشهداء، وكيف يعتنقون أسماءهم فيأخذون من حروفها فعلاً واضحاً ونهجاً يسيرون فيه، شهداء تركونا حائرين ما بين السؤال الحاضر والاجابة المبهمة. 

هذه الليلة، كانت ثقيلة على فلسطين، فقدت فيها 4 شهداء من مختلف مناطق الضفة المحتلة، وبفعل بطولي مختلف، فكان منهم الصالح والأشرف والمجد، وآخرهم الشهيد حمدان العارضة (60 عاماً) الذي ارتقى ظلماً برصاص الاحتلال بعد ادعاء بأنه حاول تنفيذ عملية دهس في البيرة.

ولأن لكل شهيد حكاية، لا بدّ أن ندوّن هذه الروايات لأنها تاريخ يؤصل لأجيال قادمة، فصالح البرغوثي ابن التاسعة والعشرين عاماً، الذي ترعرع في قرية كوبر برام الله، لم يعِش حياة فيها من الرفاهية ما ينسيه همّ وطنه المحتل، إنما ظل طوال حياته يشار اليه بأنه ابن الأسير عمر البرغوثي، الرجل الذي عاند سجون الاحتلال 25 عاماً وظل يقاوم.

ارتقى صالح شهيداً برصاص جيش الاحتلال مساء أمس الأربعاء في سردا قرب رام الله، ويتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية اطلاق النار في عوفرا قبل أسبوع، ومقتل جنديين واصابة آخرين. 

ترك البرغوثي خلفه زوجة ترعى طفلهما فيس ابن الأربع سنوات، الطفل الذي احتضن صورة والده صباح اليوم وابتسم قائلاً: سلامتك بابا ترجعلنا بالسلامة، قيس .. الطفل الذي سيشار اليه بعد اليوم بنجل الشهيد صالح، حفيد الأسير المحرر عمر، ابن عائلة البرغوثي المناضلة.

أما أشرف نعالوة، الشهيد الذي ارتقى برصاص كاتم الصوت الإسرائيلي، لأن رصاص الاحتلال كان أجبن من أن يصرخ في وجه ثائر مناضل، خط درب الحرية بيده، وشتت جيش الاحتلال لنحو 60 يومياً، بعد أن نفذ عملية اطلاق نار في مستوطنة "بركان"، نعالوة ابن طولكرم، ارتقى في مخيم عسكر بنابلس بعد اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال. 

لم يكن أشرف إلا مناضلاً ليبقى اسمه برسم فعله، الأشرف.. فمن أشرف من الشهداء ! لا أحد .. 

ولكن قلبي على والدته التي تقبع في سجن الدامون بين 60 أسيرة، ترقب خبراً يطمئنها على نجلها أشرف، ما حالها اذا وقع على مسامعها الخبر ! ما حال قلبها الذي اكتوب نار الشوق والآن بعذابات الفقد! 

ساعات قليلة جداً، حتى ارتقى الشهيد مجد مطير ابن مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، بعد تنفيذه عملية طعن في القدس المحتلة فجراً، ليكون اسمه متشابه لأسماء الشهداء الذين نزفوا خلال اقل من يوم واحد، وروت دماءهم تراب فلسطين.

 

تصميم وتطوير