غدر المطر

13.12.2018 11:26 PM

كتبت: مها أبو عين

مطر أسود
يسقط على
جبين الجبال الخجلة
المرسومة
بحقول الشمس العارية
يبيد ماءه العذب
ذا الأصول الندية
الممشوقة بنور من
الاّيات الاّسرة
مطر أسود
يهرول الى
حدّ ربيع
عمر الحياة العابرة
مطر أسود
يلفح زهر الأمل
وأشواق الأيام الخالية
مطر اسود
يذوب
ويذوب
في صدى الجروح
الآمرة والناهية
مطر أسود
يصول ويجول
في ركن أجهله كأنه
أرض بلا معالم واضحة
مطر أسود
يدّق سفوح الطيب
ويحوّله الى
شرور دامية
مطر أسود
يخترق
يجتاح
ذكرانا
مرايانا النابضة
يغتال صورنا
لا بل
أحلام الطفولة الزاهرة
يقطع الأوصال
والاّهات منه عاجزة
يعلو ويعلو سمّه
كأن الشمس زائلة
لا يدانيه وجع
ولا سيوف كاسرة
مطر أسود
هو ربّ الألم
التيه
والنجوم ساكنة
هو سرطان الخوف
الظلم
والأقمار نائمة
هو الزوايا الواقفة
و الصخور الناطقة
مطر أسود
يقتحم نفوسنا
عروقنا
دون إنذار مسبق
من ضمائرنا المشلولة
ينفث فيها إلى ما لا نهاية
كأن الكون كلّه ساعة موّثقة
يغزو ضباب الروح
بهالات مبتورة
"يخربش " أجسادنا
أعضاءنا
عظامنا
بماء ملون مخثّر
يكسو التلال والصحراء
الرابضة الدانية
مطر أسود
هو ظل أمزجتنا بنات أفكارنا
نصنعه بأيدينا
دون أدنى رعشة
أو تهاليل زائفة
مطر أسود
من شدة كحله وعيونه الماكرة
أصبحنا لا نطيق معه فصولا
وجداول
ليست بالحلوة
صحيح أحب المطر
وقاموسي مليئ بأجراسه الماجدة
لكني منذ اليوم
لم أعد اعترف بالمطر!
بأسمائه
بأسمائنا
في سما الكون المنقبضة !

تصميم وتطوير