كرامة: يا دمنا المسفوك على الشوارع والارصفة

14.12.2018 05:40 PM

رام الله - وطن:  انهالت هراوات الاجهزة الامنية يمينا ويسارا على الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة من مسجد الحسين في مدينة الخليل، في مسيرة لاحياء ذكرى انطلاقة حماس.

ولم تفرق المسيرة بين رجل وامراة وطفل وعجوز، والاسرى المحررين الذين قضوا سنوات في سجون الاحتلال ودفعوا اعمارهم ثمنا لنضالهم،  وذوي الشهداء ، وزوجاتهم وشقيقاتهم، فامام الهراوات الكل سواء.

وسط الشارع بالقرب من مسجد الحسين كان الاسير المحرر جمال كرامة ممددا على الاسفلت والهراوات تنزل عليه من عدة عناصر من الامن الفلسطيني، ودمه ينزف على الشارع، عندئذ لم تجد زوجته هناء مسك سبيلا لانقاذه سوى جسدها.

رفعت هناء  اصابعها الخمس الملطخة بدماء زوجها عاليا في وجوهنا، وكأنها تقول لنا ما قاله يوما الشاعر امل دنقل "ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة!" جباه الشعب العالية وهي تقاوم الاحتلال، لكنها الذليلة من استمرار الانتهاكات والاعتداءات من ابناء جلدتنا في الضفة وغزة.

لم يكن هذا الاعتداء الاول على جمال كرامة الذي اعتقل في مرات سابقة لدى الاجهزة الامنية الفلسطينية، كما اعتقل لدى الاحتلال كان اخرها في شهر ايلول 2018 مع زوجته ونجلهما .

وتعرض 4 من أبناء جمال كرامة للضرب بواسطة أعقاب البنادق وأصيبوا برضوض وهم: ابنته جنة كرامة (18 عاما)، إضافة إلى شقيقها عثمان الذي تعرض للضرب على عينه ورأسه، وجميل شقيقهما الثالث الذي اعتقل وأفرج عنه لاحقا، علاوة على شقيقهم الطفل مؤمن (12 عاما) الذي تعرض أيضا لاعتداء.

وتتعرض عائلة كرامة  منذ فترة إلى تهديدات من قبل قوات الاحتلال، ففي شهر آب/ أغسطس المنصرم اقتحمت قوات الاحتلال منزل جمال كرامة واعتقلته وسرقت سيارته، بعدما رفض تسليم زوجته لهم.‎

وكان منزل كرامة قد تعرض للهدم من قبل قوات الاحتلال بسبب ايواءه لاحد المطاردين لقوات الاحتلال.

وهناء هذه المرأة التي دافعت عن جسد زوجها من الهراوات ورفعت اصابعها الخمس ملطخة بدماء زوجها، هي شقيقة  الاستشهادي رائد مسك في القدس المحتلة عام 2003 والتي قتل بها 21 مستوطنا .

 

تصميم وتطوير