محمود لم يعد ينتظر

14.12.2018 06:11 PM

رام الله - وطن: رحل الفتى محمود نخلة 18 عاماً كما كان يحلم او كما أسمى نفسه على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "شهيد في قائمة الانتظار"، لم يعد ينتظر محمود شيئا، الان اصبح شهيدا محمولا على الاكتاف، تبكيه المآذن والرجال.

رحل  محمود  من مخيم الجلزون شمال رام الله، بجسده النحيل واحلامه البسيطة، تاركا خلفه مخيما يغضب وام تتلوى حزنا على فراق وحيدها، وشقيقتين لم يبقَ لهما سندا في هذه الحياة.

رحل محمود شهيدا، بعد اصابته برصاصة اطلقها جندي حاقد على بطنه، لينزف على تراب هذه الارض التي قفزت قدميه فوقها لهوا ومقاومة.

محمود الذي جاء الى الدنيا بعد عناء طويل وصبر وبات "حبة عين والديه" واملهما، رحل سريعا، حين لبى نداء الارض، بسيطا، تاركا خلفه عائلة صغيرة تعاني من شظف الحياة كما عانت اللجوء بالوراثة، لكنها انتمت لمخيم ما زال على بوصلة العودة الى البلاد والوطن.

اصيب محمود برصاصة في بطنه برصاص الاحتلال، ومنع الاحتلال من وصول الاسعاف اليه، تركوه على الارض الباردة ينزف دمه الذي يغلي، بل اطلق الجنود قنابل الغاز حول الشبان ليمنعوهم من التقدم اليه، تركوه وحيدا مضرجا بدمه.

 

محمود الذي ينتمي لعائلة بسيطة، فوالده يعاني من اعاقة في يديه منذ زمن، وامه التي فقدت وحيدها الذي رزقت به بعد صبر وانتظار، وشقيقتين، كان محمود سندهما في الحياة .. رحل شهيدا لارض لا يزل بها متسع لشهيد اخر.

  

تصميم وتطوير