الشهيد محمد الجحجوح.. طفل الحصار وشهيده

22.12.2018 04:36 PM

غزة- وطن- رولا حسنين: كان يستعد لتقديم الامتحانات النهائية، ولكنه تقدم لامتحان الوطن، واختار الله له الشهادة كدرجة أعلى من كل الدرجات التي يمكن أن يحصل عليها، فكرة تخيّم على عقل والدة الشهيد محمد جحجوح ابن السادسة عشر ربيعاً، الذي استشهد برصاص الاحتلال يوم أمس خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى على الحدود الشمالية لقطاع غزة.

ربما تنجح والدة الشهيد جحجوح في اسكات صوت عقلها بهذه الكلمات، ولكن ماذا يُسكت صوت قلبها الذي يئنّ بفقدها لطفلها ذو الوجه الجميل والملامح التي تشبه فلسطين وبلون ترابهاّ مَن يوقف نزف الجرح الغائر في صدرها في فقيدها! مَن يُقنعها أنها بعد اليوم لن تكون ملاذ طفلها وأن الأرض هي حضنه الدائم! يا لها من أسئلة صعبة الإجابة.

16 عاماً عاشها محمد، وبددتها في لحظات رصاص قناص الاحتلال، ولكن هذه السنوات لم تكن مليئة بالحياة التي يعيشها مَن هم في جيل محمد في الدول الأخرى، ففيها عايش 3 حروب على قطاع غزة، ومنها 12 عاماً كانت في ظل حصار إسرائيلي قاتم يحاول جعل غزة تركع، ولكن محمد والآلاف الذين خرجوا في مسيرات العودة الكبرى منذ 9 أشهر قالوا كلمة واحدة "إما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدى".

سؤال قد يكون استهزائي في نظر كل فلسطيني، عندما نتساءل تارة "أين حقوق الانسان وجمعياته التي تتغنى كل يوم بمؤتمرات واجتماعات من الذي يحصل في غزة وفلسطين بشكل عام؟ أين الأمم المتحدة التي لا تملّ الاستنكار والشجب ثم تعود أدراجها متساهلة مع دولة الاحتلال القائمة على أساس القتل والتطهير العرقي واحلال أناس مكان شعب أصلاني! أين الدول العربية التي تسارع للتطلبيع العلني بكل وقاحة مع دولة الاحتلال من كلمة عروبة ومن ثقافة بددها الاستعمار لكي لا ينصر بعضنا بعضاً؟ أين الدول الإسلامية التي تتغى بالقدس أرض الرباط وما عاد يحمي حماها سوى الفلسطينيون الأحرار؟ نعم، لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي!. 

تصميم وتطوير