التشريعي ليس الكنيست

24.12.2018 10:52 AM

كتب: حمدي فراج

في نسبية الامور وعلاقاتها الارتباطية والتطورية ، سيبدو حل المجلس التشريعي امرا ليس مهما ، فهو ليس الكنيست، إذ نجحت السلطة في حله رسميا رغم انها ليست صاحبة قراره من جهة ، ومن جهة ثانية انه كان محلولا فعليا من جهة أخرى على مدار عشر سنوات وأكثر. ومعرفتنا للاسباب التي تقف وراء حله، تجعلنا نقف وجها لوجه لما هو أكثر خطرا من قرار الحل. ولكن هذا سيتطلب بعض الوقت، وبالطبع، فإن الجميع تقريبا يجمع ان "صفقة القرن" في حال البدء بتطبيقها، هي أكثر خطرا من التشريعي ومن قرار حله، ومع ذلك، فإن هناك ما هو أكثر خطرا وخطورة من صفقة القرن، التي طوت العام الاول من عمرها وتنامت بنودها الى مسامعنا، ما جعل رئيس السلطة يخرج عن طوعه ويشتم صاحبها علنا، بل الشروع فعليا في تطبيقها، من نقل السفارة الى القدس الى التنكر للاجئين وحق عودتهم الى سن قانون القومية اليهودية في البلاد الى التهدئة مع غزة مشفوعة بميناء ومطار ... الخ. فما هو الشيء الاكثر خطورة من ذلك ؟

مناهضة الصفقة أم التماهي معها. هذا هو الاخطر من التشريعي ومن الصفقة معا.

تقول السلطة ممثلة اليوم في المجلسين الوطني والمركزي، وبالتالي مركزية فتح وتنفيذية المنظمة، انها ضد هذه الصفقة، بل انها ستتصدى لها بكل ما اوتيت من قوة، وان جزءا من حل التشريعي واجراء الانتخابات بعد ستة اشهر، سيصب في الاستعداد للمناهضة، ما تفعله حماس - متصدرة الموقف في غزة - من انها تذهب الى التهدئة – قبل المصالحة – كي تتصدى للصفقة، و الشعب بدون "المعرفة" يميل لتصديقهما، حتى وصل الامر ان يقوم كل طرف باتهام الطرف الثاني انه يعد العدة للتماهي معها والصعود الى قطارها في اول محطة.

أليس هذا أكثر خطورة من الصفقة ذاتها ؟ أن لا نعرف إن كنا فعليا - مجتمعين او منفصلين - معها أم ضدها ؟ بمعنى، أن لا نعرف إن كنا ذاهبين ام راجعين، مقبلين ام مدبرين. وهل هذه الحالة الترددية المتردية هي التي نواجه فيها أخطر ما تعرضت له القضية الفلسطينية منذ وعد بيلفور ؟.

خطورة صفقة القرن، ومعها حل المجلس المحلول، تتأتى في التصدي لمن سيتعاطى معها، فهل حدد الطرفان الوطنيان المتنازعان الرافضان لها، المتهمان من قبل بعضهما بعضا بالتماهي معها، هل حددا صفة الخيانة لمن يتجرأ على ركوب قطارها السريع على السكة الفلسطينية والعربية والاقليمية ؟

احد المعارف كتب على صفحته الالكترونية: افعلو ما شئتم .. ما شئتم .. لكن احترمو عقولنا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير