نتنياهو ورسائل التهدئة والحرب الى غزة

27.12.2018 09:55 AM

رام الله - وطن: هدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قطاع غزة من اي تصعيد عسكري خلال الفترة المقبلة، الامر الذي من شأنه ان يتطور الى حرب جديدة.

تهديد نتنياهو الذي بعثه عبر الوسطاء المصريين، جاء ضمن رسالة اوضح فيها للمصريين رغبته بالتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في القطاع، في أعقاب التطورات السياسية الجديدة في "إسرائيل" والمتصلة بالتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة في إبريل/نيسان المقبل.

وتعد الفترة المقبلة لنتنياهو وغيره من السياسيين الاكثر حساسية والتي ستؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات الاسرائيلية ومستقبلهم السياسي.

وباتت جبهة غزة تمثل الهاجس الاكبر لقادة الاحتلال، ولعل المواجهة الاخيرة خير دليل على ذلك، بعد ان وجهت المقاومة ضربات قوية للاحتلال سبقها افشال المقاومة لمهمة استخباراتية كبيرة في غزة، بعد كشف وحدة كوماندوز خاصة تسللت الى خانيونس .

وأثارت موجة القتال الاخيرة عاصفة من الانتقادات داخل "اسرائيل" سواء من مستوطني غلاف غزة الذين اتهموا الحكومة بالعجز وعدم القدرة على التعامل مع صواريخ المقاومة، ومن الاحزاب اليمينية المتطرفة، كما ادت الى الاطاحة بوزير الحرب افيغدور ليبرمان.

وتعد الشهور المقبلة الاكثر حساسية لنتنياهو، وربما ستحدد مصيره السياسي، فعلى الرغم من تفوقه في استطلاعات الرأي حتى الأن والتي اشارت الى فوزه باريحية كبيرة في الانتخابات المقبلة، لكن اي تصعيد او مواجهة عسكرية مقبلة يمكن ان تغير تلك النتائج، خاصة ان نتنياهو سيكون المسؤول عن الأداء العسكري لجيش الاحتلال بحكم توليه منصب وزارة الجيش خلفا لليبرمان.

وحسب المصادر الصحفية، فإن نتنياهو ابلغ المصريين انه لن يكون أمامه إلا إشعال حرب جديدة في حال حصل أي تصعيد في غزة خلال الأيام المقبلة"، وذلك حتى لا تكون حظوظ فوز حزبه بالانتخابات مهددة بأي شكل، علماً بأن استطلاعات الرأي تفيد بأن "الليكود" يتجه حتى الآن، إلى "انتصار" انتخابي مريح.

ورغم التهديد، الا ان نتنياهو يدرك صعوبة تحقيق انجاز في غزة، نظرا لما ابدته فصائل المقاومة من قدرة على الحاق ضربات قوية كما حدث في المواجهة الاخيرة التي ادت الى استقالة وزير الحرب افيغدور ليبرمان.

وقالت المصادر إن نتنياهو طالب الجانب المصري في المقابل توسيع حجم التسهيلات المقدمة من جانبه لسكان القطاع، سواء عبْر تسهيل الحركة بشكل أوسع على معبر رفح، وتسهيل دخول البضائع والمساعدات الدولية بشكل أوسع، لتخفيف الضغط الشعبي في غزة، وحتى لا يكون ذلك ذريعة لتصعيد عسكري جديد من جانب الفصائل.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن الرسائل الإسرائيلية إلى "حماس" أكدت على الربط بين الهدوء في غزة والضفة معاً.

وتتجه الانظار الى حدود قطاع غزة غدا الجمعة، وتحديدا الى مسيرة العودة التي ستكون حاسمة في تحديد مسار التصعيد او التهدئة.

واكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان صحفي أن يوم الجمعة المقبل سيكون حاسماً في اختبار سلوك ونوايا جيش الاحتلال حيال أبناء الشعب الفلسطيني في مسيرات العودة.

وحمل بيان الغرفة المشتركة تهديدا مبطنا لجيش الاحتلال بالرد في حال استعمل الرصاص الحي لقتل المتظاهرين كما حدث الاسبوع الماضي حين استشهد 5 مواطنين في مسيرة العودة. 

تصميم وتطوير