رشيدة طليب صنعت التاريخ بأداء اليمين.. أول امرأة فلسطينية أمريكية تدخل الكونغرس الأمريكي

04.01.2019 11:26 AM

ترجمة خاصة- وطن: كتبت كارلا فوران

تروي رشيدة طليب قصتها عندما اكتشفت أنها انتخبت في الكونغرس الأمريكي، وكان ابنها البالغ من العمر 13 عاماً يهمس في أذنها، "هل رأيتي يا أمي، فالمتنمرين لا يفوزون ".

وقالت السيدة طليب في مقابلة أجريت معها مؤخراً: "أن ابني كان يقصد بكلامه دونالد ترامب"، عندما كانت تصف ما أخبره به ابنها الأكبر اَدم بعد فوزها في تمثيل مقاطعة ميشيغان للدائرة الثالثة عشرة في الكونغرس.

لقد صنعت طليب التاريخ كأول امرأة فلسطينية أمريكية تعمل في الكونغرس الأمريكي. وستكون هي والناشطة الديمقراطية الصومالية القادمة إلهان عمر من ولاية مينيسوتا أول امرأتان مسلمات تم انتخابهما للكونغرس.

قبل أكثر من عام من ترشحها للكونغرس، تصدرت طليب عناوين الصحف عندما تم طردها من حدث في ميشيغان لمقاطعتها ترامب وسؤاله عما إذا كان قد قرأ الدستور. ووصفت طليب  ذلك بأنه "أكثر شيء أمريكي يمكن أن أفعله على الإطلاق".

وخلال حملتها الانتخابية، تبنّت، وهي عضو في الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين، أفكاراً تنموية مثل الرعاية الصحية الشاملة، وتحديد الحد الأدنى للأجور لـ15 دولاراً أمريكياً في الساعة، ودولة خالية من الديون، بالإضافة إلى دعوات لإلغاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة، ومساءلة الرئيس. وفي الشهر الماضي، قالت في تغريدة لها "هل يمكننا أن نبدأ عملية المساءلة الآن؟".

عندما يبدأ الكونغرس الجديد، سيكون لدى طليب منصة رفيعة المستوى في مبنى الكونغرس (الكابيتول هيل) لمواجهة الرئيس ومحاولة صياغة أجندة للأغلبية الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب. السؤال الآن هو ماذا ستفعل السيدة طليب عندما تصل إلى واشنطن؟

لقد كسرت طليب الحواجز وتغلبت على العقبات سابقاً
السيدة طليب ابنه  الـ 42 عاماً تعد الحالة "الأولى" في الكثير من المواقف. فهي من أول 14 طفلاً يولدون لأبوين مهاجرين فلسطينيين، وأول شخص من أسرتها يتخرج من المدرسة الثانوية والكلية. وكانت أيضاً أول امرأة مسلمة تخدم في الهيئة التشريعية لولاية ميتشيغان.

وقالت طليب وهي تتأمل انتخابها للكونغرس "عندما فزت كانت تمثل لمحة ضوء في الوقت الذي يُعد مظلم بالنسبة للكثير منا".

لقد أدت انتخابات النصف الأول من عام 2018 إلى  "مجموعة لا تُصدق من "الأوائل"، مشيرة إلى انتخاب نساء أخريات صنعن التاريخ كالنساء الديمقراطيات شاريس دافيدز و ديب هالاند، اللتان ستكونان أول نساء أمريكيات يتم انتخابهن للكونغرس.

وتضيف طليب " هذه الانتصارات خلقت شعوراً بـ "الأمل" وتُذكرنا بأمريكا التي نريد أن نعيش فيها".

على الرغم من أنها تبدو متفائلة بشأن مستقبلها السياسي، تبدو طليب قلقة أيضاً من ردود الفعل التي ستظهر أثناء ممارسة عملها:"أدرك تماماً إن مجرد وجودي في الكونغرس سيكون ملفتاً، بغض النظر عن مواقف بلدي، حتى لو لم أقل أي شيء عن أي قضية بعد فوزي، فإن الصمت الكامل مني يعتبر مستهدفاً وذلك لأنني فقط موجودة".

تخطط طليب للاحتفال بالثوب الفلسطيني والقرآن
وقالت طليب إنها سترتدي ثوباً فلسطينياً لمراسم أداَء اليمين وأنها ستؤدي اليمين على القرآن.
وقالت عضوة الكونغرس القادمة إنها درست إمكانية استخدام مصحف توماس جيفرسون، الرئيس السابق، أو القراَن الخاص بها، واصفة "بأن الإسلام كان جزءاً من التاريخ الأمريكي لفترة طويلة".

قالت طليب إن الناس "فوجئوا" عندما أخبرتهم أن جيفرسون كان لديه مصحف. وقالت: " أحب أن ذلك يغير نوعاً ما ضد الصورة النمطية الجديدة تجاه هذا البلد".

وقالت إن قرار ارتداء الثوب "يعني العالم بأسره" بالنسبة لأمها التي قالت إنها جاءت إلى الولايات المتحدة عندما كانت في العشرين من عمرها، وتضيف: "كل طفل لآباء مهاجرين يعرف ما الذي يعنيه عندما  يكون  أملهم الأكبر النجاح، لكن الاَباء أيضاً لا يريدون أن يفقدوا شيئاً منا".

"تحدي" ارتفاع تكاليف المعيشة في واشنطن
في أواخر كانون الأول، قالت طليب إنها لم تتخذ بعد أي قرار بشأن المكان الذي ستعيش فيه في واشنطن.
وقالت في الشهر الماضي "أنا بالفعل أقيم مؤقتاً في منزل أحد الأصدقاء حتى أتمكن من اختيار الحي السكني الأفضل بالنسبة لي".

لكن بدت طليب محبطة من ارتفاع التكلفة العالية لبعض الخيارات المتاحة لها.
وفي معرض وصفها لبعض الأسئلة التي كانت عليها أن تسألها بنفسها ، قالت: "هل أحصل على سيارة؟ لا ، لا أستطيع تحمل ذلك. هل أعيش الأقرب إلى مبنى الكونغرس؟ بالتأكيد أريد ذلك، ولكن في كل مرة أنظر بها إلى موقع كريغزليست الالكتروني أو على أنواع مختلفة من المواقع، فإنه يقترب من 2800 دولار كلما اقترب السكن من مبنى الكونغرس".

وقالت وهي تناقش تكاليف السكن في عاصمة البلاد "هذا تحد بالنسبة لي".

في عشية إدلائها اليمين في الكونغرس، نشرت طليب صورة لنفسها مع ابنيها على إنستغرام بعنوان "انظروا من جاءوا مع ماما إلى العاصمة. ساعدوني في التركيز على الأمور الأكثر أهمية".

ولكن على الرغم من أنها ستنفق الكثير من الوقت في العاصمة، إلا أن طليب سارعت للتأكيد على أنها لا تزال تعتبر ديترويت هو منزلها الدائم.

وقالت: "لم أعمل قط في العاصمة. لقد زرتها  وشاركت في المسيرات هناك، وهي جزء من اجتماعات الكونغرس مع مختلف المجموعات التي عملت معها، لكنني ما زلت أرى أنها أجنبية للغاية".

وقالت "الجميع يصرخ قائلاً:" أوه، لكنك تتطورين وأنا أقول لا، فبالنسبة لي هذا هو المكان الذي أذهب إليه للعمل وسيكون منزلي دائماً في ديترويت".

إلى أي مدى ستعمل طليب مع أو ضد المؤسسة الديمقراطية؟
لا يبدو أن طليب خائفة من هذا الجدل، وهو سؤال مفتوح كم ستكون مع أو على خلاف مع المشرعين الديمقراطيين المخضرمين في الكونغرس.
وبعد فترة قصيرة من فوزها في الانتخابات، أصدرت طليب بياناً داعماً عندما شن حزب العدالة الديمقراطي التقدمي حملة لتجنيد المنافسين الرئيسيين التقدميين لتولي أعضاء الكونغرس الديمقراطيين.

لقد ربطت طليب نفسها بقضية سياسية بعيدة عن التيار الديمقراطي السائد عندما قالت إنها تدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) المثيرة للجدل والتي تستهدف إسرائيل.

كما أخبرت طليب مؤخراً منظمة انتيرسيبت الإخبارية أنها تريد أن تقود وفداً من الكونغرس إلى الضفة الغربية، حيث تعيش جدتها.

وعندما سُئلت عن إمكانية قيام هذه الرحلة، قالت طليب: "عندما نبدأ في تلبية الاحتياجات الإنسانية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين بالتساوي، وعندما لا نفكر في أن الشخص الآخر أقل أو أقل استحقاقا، أعتقد حقاً أننا سوف تقترب من السلام".

وقالت  "الناس يحترمون هذا الشيء، لكن هناك بالطبع من يكره ذلك".

على الرغم من الاختلافات، تعتزم طليب استعادة دعم نانسي بيلوسي كمتحدث في مجلس النواب.
هناك أيضا علامات على أن طليب على استعداد للعمل مع المؤسسة الديمقراطية في الكونغرس، فخلال حملتها الانتخابية، قالت طليب أنها من المحتمل  "أن لا" تصوت لنانسي بيلوسي، القائدة الديمقراطية في مجلس النواب منذ فترة طويلة، والتي باتت جاهزة الآن لتصبح رئيسة مجلس النواب في الكونغرس الجديد.

لكن "طليب" صوتت في نهاية المطاف لصالح بيلوسي خلال انتخابات مجلس النواب لاختيار مرشح لمنصب رئيس البرلمان وتخطط الآن للتصويت لها في الدور النهائي.

وقالت "لقد صوتت لها في انتخابات الحزب الديمقراطي، وسأصوت لها في قاعة مجلس النواب".

وأكدت أنه لم يظهر أي مرشح بديل لبيلوسي من أي وقت مضى، وقالت كان لديها فرصة للقاء الزعيمة الديمقراطية المخضرمة والتحدث معها حول أولوياتها.
وأضافت طليب التي صنفت منطقتها في الكونغرس كثالث أفقر منطقة في البلاد "عقدت اجتماعاً وتحدثت مع بيلوسي عن الفقر وعن أهمية رفع مستوى الطبقة الوسطى".

وأضافت: "أردت أن أكون قادرة على ايصال صوتي والتمسك به، ولم أكن لأغادر من غرفة الاجتماع واستسلم إلا وأن  أحرص على التأكيد أن الفقر قضية مهمة لنا".
وعندما سُئلت عما إذا كانت تعتقد أن ما قالته سيترك صدى لدى بيلوسي، أجابت طليب بصراحة: "لا أعرف، لكني آمل ذلك، سأرى ذلك في الكونغرس الجديد".

ترجمة الاء راضي
المصدر CNN

تصميم وتطوير