"الرفاهية العالية للمعتقلين " ومؤخرة الدجاجة ؟!

05.01.2019 02:18 PM

كتب: وليد الهودلي

عندما يسفر الحقد الدفين عن تجلياته فإنه لا غرابة في أن ينتج مثل هذه الاجراءات المجرمة في حق معتقلينا ، في عتمة ليلهم البهيم يكتشفون أن المعتقلين في سجونهم يتمتعون برفاهية عالية ، ومن خلال لجنة يرأسها وزير هوسهم الامني : " جلعاد أردان " لمعالجة هذا المكتشف الجديد " الرفاهية العالية في السجون " يطلون علينا بقرارات من شأنها أن تخفّض من مستوى هذه الرفاهية ، يعني ممكن أن تصبح برفاهية متوسطة او دون أن تكون عالية ، هذه تطال الزيارات والتمثيل الاعتقالي وساعات الخروج للفورة وخفض قيمة " الكانتين " وسحب الاجهزة الكهربائية وتحضير الطعام ... الخ .

يتصورون سجونهم كسجون العالم المتحضر ، كالسويد مثلا يعيش السجين في منتجعات خمسة نجوم أو حتى سجونهم المدنية فيها يخرج الاسير اجازة ويمارس حياته الطبيعية وينجب أطفالا ، معتقلينا في سجونهم ليسوا في رفاهية عالية ولا متوسطة بل هم في ادنى درجات الحياة المعيشية ، ولكن أردان وحكومته بنفوسهم العفنة لا ترى الفلسطيني انسانا لذلك تستكثر عليه حبة الملح وقطرة الماء وتستكثر عليه ان يقبل طفله أو أن يبتسم في سجنه .

• لقد كتب في سجل تاريخ سجونكم الاسود أن في سجونكم "سيد أردان" يمكث الطفل في التحقيق في زنازين مرعبة اكثر من سبعين يوما ونفسيته يجري تعريضها لكل صنوف العذاب الجسدي والنفسي ليتمّ تنخيلها واحداث الثقوب النفسية التي تبقى مزروعة في أعماقه طيلة حياته . 

• رأينا في سجونكم سيد أردان من لفظ أنفاسه الاخيرة بين يدي سجانيكم في زنازين التحقيق التي أنتم تطلقون عليها اسم المسلخ ، وماكينة العذاب تعمل هناك ليل نهار دون اي توقف منذ قام الاحتلال الى الان . قائمة طويلة من الضحايا التي ما زالت تنتظر محاكمتكم وابراز جريمتكم التي لم تتوقف لغاية اليوم .

• راينا في سجل تاريخكم الاسود كيف يجتمع عذاب سجونكم والمرض الذي نتج عن اهمالكم الطبي المتعمد في معادلة سحيقة أودت بحياة مئات الاسرى بدم بارد وأنتم تتلذذون بسماع آهاتهم دون أن يرف لكم ضمير او اي حس انساني.

• رايناكم وأنتم في محاكمكم المهازل كيف تقيمون عرش نشوتكم وانتم تمرمرون حياة الاسير وأهله وتمديد الاعتقال الاداري يتكرر على أنغام ملف سري لا يعلم به أحد سوى عقولكم السوداء.

• تاريخ سجونكم الاسود حافل بالقمع الوحشي الذي قتل وزرع عاهات دائمة لاسرى مجردين من كل شيء لا يملكون قوة للدفاع عن انفسهم ، راينا بأم أعيننا كيف يفقأ ضابط مرموق بقلمه عين أسير ، رأينا كيف تمارسون ساديتكم بالعصا الكهربائية وهي تلعب على اجساد المعتقلين ، وجرار الغاز التي تفرغ حمولتها في زنازين ضيقة.

• وعلى صعيد طعامكم الذي ياتي بالفاصوليا يوم سبتكم مع البيض المسلوق ، كيف تجمعون الفاصولياء والبيض بطبخة عندكم دينية وتلزمون الاسرى بها ؟ وتاتي اللحوم الزرقاء التي لا تطيقها النفوس ومؤخرة الدجاجة ؟؟ هل تعتبرها "سيد أردان" رفاهية ؟ ماذا تبقى من الدجاجة للمرفهين أمثالك اذا اعتبرت هذه رفاهية ؟؟ الطعام في سجونكم على أتعس ما يمكن كمّا ونوعا حيث ياتي متعهد السجون بالخضار التالفة في السوق لتطبخ طبخا رديئا فيقوم الاسرى بتدعيمها من مشترياتهم من "الكانتينا" على حسابهم الخاص وتاتي اليوم للتحدث عن منع الاسرى من هذا التدوير لطعامكم الذي لا يؤكل أصلا ؟

• سجونك السوداء سيد أردان قريبة جدا من صورة قلبك الاسود ، ضيقة زنازينها ، تكاد تكون معدومة التهوية ، مكتظة بعدد من فيها وفي مساحة ضيقة أمام دورة المياه يمارس الاسرى هناك كمكان للطعام وهو نفسه للصلاة وهو نفسه لانتظار الدور لدخول هذه الدورة ، واذا اردنا تطبيق المساحة المتعارف عليها لكل أسير فانه يتطلب ابقاء ثلث من فيها فقط .

استحقاقات أسرانا المسلوبة كثيرة وصور الامتهان يضيق لها المكان ، فهل " مثلا " ما زال هناك بشر في العالم يوضعون في أقفاص الا في سجونهم ؟ فقط ان هذه الحكومة المتطرفة تريد الامعان أكثر في تعذيب أسرانا ، هي بذلك تعكس صورتها البشعة للعالم وفي نفس الوقت تدفع الاوضاع لتضعها على فوهة بركان لا تدري كيف تكون عواقبه ..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير