آلاء أبو كافية.. مرضها لم يخجلها من تحقيق حلمها

06.01.2019 07:04 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: لأن الإعاقة ما أعاقت العقل عن الإبداع، وليس ما أقعدت الجسد عن اكمال مسيرة الحياة، كانت الطالبة آلاء أبو كافية (25 عاماً) نموذجاً لهذه الحكمة، حيث استطاعت رغم إصابتها بمرض جلدي، اكمال متطلبات التخرج من مرحلة البكالوريس في جامعة بيزريت دون خجل من مرضها.

مرض وراثي لا شفاء منه

آلاء والتي تعاني من مرض جلدي وراثي مزمن لا شفاء له يسمى "الجلد الفقاعي" منذ ميلادها بسبب "زواج الأقارب" التحقت بجامعة بيرزيت وحققت حلماً ظل يلحّ عليها طيلة سنواتها السابقة، فالتحقت بدائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية تخصص علم النفس وفرعي علم الإجتماع.

طفولة بائسة عايشتها آلاء على مقاعد المشافي

لم تكن طفولة آلاء كما كل الأطفال بين اللعب والمرح، بل كانت حبيسة جدران المشافي ومقاعدها، في محاولة لاجراء عمليات جراحية من شأنها تحسين حالتها الصحية، ولكن عبثاً، فشلت كل المحاولات، الأمر الذي كان يزيد أوجاع آلاء.

آلاء تخطو نحو حلمها

وطن حاورت الطالبة آلاء، والتي أعربت عن فرحتها بتخرجها من الجامعة، بعد صعوبات وتحديات عايشتها، فتستذكر أولى أيام التحاقها بالجامعة، فقالت: كان الشعور ممتزج بين الفرح والخوف، دخلت جامعة بيرزيت فكانت عالم آخر يختلف عن طبيعة الحياة التي أعيشها، ولم أكن أعتقد أن حلمي بدخول الجامعة سيتحقق.

وتضيف أبو كافية: حصلت في الثانوية العامة على معدل 83 فرع العلمي، والتحقت في جامعة بيرزيت بتشجيع من والدي، الذي كان أول من دعمني في هذه الخطوة.

وحول التحاقها بالجامعة من الناحية المادية، قالت آلاء إنها كانت تجمع الأموال القليلة في صغرها، وبمساعدة والدها استطاعت تأمين الأقساط الجامعية الأولى.

توفي سندها الأول

ولكن ثمة قدر مؤلم كاد يوقف آلاء عن اكمال مسيرتها الجامعية، حيث توفي والدها خلال سنتها الأولى في الجامعة، الأمر الذي انعكس حزناً عليها، وبات القلق سيد موقفها بالبحث عن سبل الدعم لتحقيق حلمها بعد رحيل الداعم الأول لها.

الاء والتي تسكن مع عائلتها في قريتها بيت اجزا شمال غرب القدس المحتلة، ليست الوحيدة التي تعاني من المرض الوراثي الذي لا سبيل للشفاء منه، إنما يكبرها شقيقها محمد الذي يعان ذات المعاناة، فتشير الى صعوبات العش التي يلاقونها، حيث يحتاجون لعناية مستمرة وفائقة، لأن أية اهمال بسيط يؤدي الى عفن جسدي يخرج منه الكائنات الدقيقة الضارة ويصبح ذا رائحة كريهة جداً.

وأنهت أبو كافية مشروع تخرجها من جامعة بيرزيت قبل أيام، أهدته لروح والدها التي ظلت ترافقها، لتعلن تحقيق حلمها وحلم والدها، وبدء أحلام جديدة تراودها كتأمن وظيفة تعتاش منها، وعائلتها لاتي تعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة.

تصميم وتطوير