خالد بطراوي يكتب لـ"وطن": شرفت يا نيكسون بابا

07.01.2019 07:46 AM

كان ريتشارد نيكسون الرئيس السابع للولايات المتحدة الامريكية بين الأعوام 1969 و 1974 قد إلتصقت به فضيحة وترغيت عندما ثبت تورطه بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس له، مما أدى الى إستقالته عام 1974 وإدانته وسرعان ما أصدر خلفه الرئيس جيرالد فورد عفوا عاما عنه.

عندما اراد نيكسون زيارة منطقة الشرق الأوسط "رحب" به الشاعر أحمد فؤاد نجم بقصيده غناها الشيخ إمام وقتها ورد في مطلعها " شرفت يا نيكسون بابا ... يا بتاع الوترغيت" ورددنا نحن من خلفه بقيادة " عبد الكريم فايد الملقب وقتها بللكحيان" الأغنية ونحن نقول " عملولك قيمة وسيمه سلاطين الفول والزيت" حيث هلل قادة الدول العربية لزيارته "التاريخية"  للمنطقة بخلاف إرادة الشعوب.
وزدنا في وتيرة الغناء بالقول " فرشولك أوسع سكة، من راس الدين على عكا وهناك تنفذ على مكة ويقولوا عليك حجيت"، وتحمسنا أكثر فأكثر عند ذلك المطقع الذي يقول " خذ مني كلام يباقلك .. ولو إنك مش حتعيش، لا حاقول أهلا ولا سهلا، ولا تجي ولا ما تجيش، بيقولوا اللحم المصري مطرح ما بيسري بيهري ودا من تأثير الكوشري والفول أبو سوسة بزيت " .... وكدنا أن نطخطخ بالعالي عند مقطع " عزموك فقالوا تعالا .. تاكل بمبون وهريسة .. قمت انت لانك مهيف .. صدقت إن إحنا فريسة، طبيت لحقوا بالزفة .. يا عريس الغفلة يبا خفة .. هات وجهك خذلك تفة ... شوبش من صاحب البيت".

ما أشبه الأمس باليوم ومن يدري ربما غدا أيضا، من منا ينسى المبعوث الامريكي للمنطقة هنري كيسنجر ومن ينسى فيليب حبيب ذات الأصول اللبنانية، ومن ينسى هذا الكم الهائل من الرسميين الآمريكان وغير الأمريكان الذين توافدوا على مر السنين الى منطقة الشرق الأوسط تحت مسمى "عملية السلام".

في كتابه "الخوف – ترامب لفي البيت الأبيض " كتب الصحفي ألامريكي المشهور بوب وودورد، الذي سبق له تاريخيا وأن كشف فضيحة وترغيت أن الرئيس الآمريكي الحالي دونالد ترامب كان يخطط لإغتيال الرئيس السوري بشار الأسد لكن وزير الدفاع تجاهل طلبه، في إشارة منه الى فضيحة وترغيت جديدة.

صراحة ما تمر به المنطقة برمتها هو التطبيق الفعلي لمقولة " سمحنالو دخل هو وحماره".  فالأنظمة العربية هي من سمحت " للحابل والنابل" أن يسيطر على المنطقة وأن يصدر الأوامر وإنطبقت أيضا مقولة " قللو يا فرعون .. مين فرعنك ... أجاب .. ما لقيت حدا يردني" ...  وهي الحقيقة المدوية، أن أحدا من قادة العالم العربي لم يقف في وجه الاستعمار الجديد والغطرسة والوقاحة من كافة من تدخل في شؤون عالمنا العربي الداخلية، اللهم إلا سوريا الشعب بداية قبل النظام، ذلك النظام الذي نسجل له وقوفه في وجه المخطط الكبير تحت مسمى " الربيع العربي" لكننا لا ندافع مطلقا عن سجله الحافل بالقمع والتنكيل والقتل وإنتهاكات حقوق الانسان. ولا بد لنا أيضا أن نسجل أن هناك أقحاحا في اليمن تصدوا بدورهم أيضا بما هو متاح للمخطط الآمريكي ولغيره من المخططات.

وكان محمد عبد الوهاب قد غنى أغنيته " يا وابور قللي رايح على فين" والحقيقة أنني شخصيا لا أعرف الى أين تتجه المنطقة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير