أقمارنا لا تنطفئ

حمدي النعسان.. أسيراً فشهيداً

26.01.2019 07:01 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: والأرض تصرّ على احتضان أشرافنا، ونحن دورنا أن نودع الشهيد تلو الشهيد، ويكون الشهيد قد رثى من قبله شهيد آخر، ولا يعلم أحدنا على مَن يتلو الدور، ولكننا نعلم أن الاحتلال يتعمد قتلنا لتفريغ أرضنا منا، ليمحو قناعتنا المتجذرة بأننا نحن الحق عليها وهي حق لنا فقط.

احتضنت أرض فلسطين اليوم السبت، جثامين ثلاثة شهداء وتنتظر احتضان آخر، لتلحقها السماء بالشهيد حمدي النعسان، مساء اليوم، من قرية المغير برام الله.

لم يكتفِ الاحتلال بأن سلب من حياة حمدي النعسان ثمانية سنوات قضاها في سجونه، بتهمة حب الوطن، إنما سلب منه الحياة كلها برصاصة غادرة، اقتحمت صدره، بعد اقتحام المستوطنين للقرية من الجهة الشمالية والاعتداء على المواطنين، باطلاق الرصاص الحيّ تجاههم دونما اكتراث، ليرتقى حمدي شهيداً ويصاب العشرات.

حمدي هو أب لأربعة أطفال، أكبرهم أوس ابن الحادية عشر ربيعاً، أمضى حمدي في سجون الاحتلال ثمانية أعوام وتحرر عام 2007، ثم تزوج وأنجب أطفاله، ليرتقي اليوم شهيداً مودعاً أرضه التي دافع عنها وما عليها من أطفال وزوجة ثكلى وأم تسأل الأرض عن حبيبها وأبٌ يسأل الابن لماذا بدلت الأدوار وسبقتني في الموت؟ وأخ يطلب من الله أن لا يصدق ما يرى ويسمع، وطفل سيمسك بقميص أبيه غداً ويسأله لماذا لا تفتح عينيك لتراني؟.

خلال 24 ساعة، نزف الدم الفلسطيني من شمالها الى جنوبها، وحدهم الشهداء مَن يوحدون الوطن المقسم، فأمس الجمعة، شهد ارتقاء ايهاب عابد على الحدود الشرقية لقطاع غزة خلال قمع الاحتلال لمسيرات العودة، ثم ارتقى الفتى أيمن حامد من قرية سلواد برام الله برصاص الاحتلال، ليلحق بهم الشهيد رياض شماسنة الذي ارتقى صباح اليوم قرب القدس ويواصل الاحتلال احتجاز جثمانه، ورابعهم حمدي الذي استشهد برصاص المستوطنين في قريته المغير. 

بينما شهد اليوم أيضاً تشييع جثمان الشهيد حمدان العارضة، الذي ارتقى برصاص الاحتلال ظلماً وجوراً قبل نحو شهرين، وواصل الاحتلال احتجاز الجثمان حتى اليوم.

وبذلك يكون المساء أعلن بيانه بأن أقماره يزداد أعدادها، وأن قافلة الشهداء لا انتهاء لها، ما دامت الأرض محتلة.

تصميم وتطوير