بالفيديو| وطن تتابع قضية موت الطفلة ليان من سلفيت والاستشاري يرد

27.01.2019 03:39 PM

سلفيت – وطن للانباء  - فارس المالكي: كانت ستكون وفاة الطفلة ليان اشرف من سلفيت بحادثٍ سير أمرا طبيعيا، فكل يوم نسمع ونشاهد حوادث السير وسقوط المزيد من الضحايا، لكن الامر غير الطبيعي هو ما حدث مع الطفلة ليان بعد حادث السير .

العائلة وخلال لقائها بـ وطن أكدت انه وبعد نقل ابنتها لمستشفى الشهيد ياسر عرفات الحكومي في المدينة وصعوبة علاجها نتيجة تدهور الحالة الصحية لها، تقرر نقلها لمستشفى الاستشاري الخاص شمال رام الله ، لكن الاستشاري ووفقا للعائلة رفض استقبال الطفلة بحجة عدم توفير ضمانات مالية لاستقبالها.

وأكد خالد معالي خال الطفلة  أنه وبعد تعرض ليان لحادث السير في المدينة، حيث كانت برفقة شقيقتيها، بسرعة تم ادخالها لمستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، حيث اخبرنا المستشفى ان حالة ليان صعبة فقد تعرضت لنزيف في الرأس، ونجم عن الحادث ايضا ثقب في الرئة وهو مايستدعي تحويلها الى المستشفى الاستشاري حيث التجهيزات والامكانات الاعلى والافضل من مستشفى حكومي كمشفى سلفيت .

وكما يؤكد انه وبعد ان اخبر المشفى والدي ليان بذلك اتصل الاب على " الاستشاري" الذي تفاوض معهم خلال 45 دقيقة وطلبو شروطًا غير معقولة ولكن تمت الاستجابه لها امام لحظة الموت، فعند الموت يرخص مال الانسان، وان تطلب الامر من العائلة لباعت نفسها مقابل انقاذ حياة ابنتهم،  فاشترطوا للموافقة على الاستقبال دفع مبلغ 45 ألف شيكل نقدا وشيك مفتوح والا لن يستقبلها المشفى، وهو ماوافقت عليه العائلة.

بدوره والد الطفلة المكلوم لم يجد الكلمات التي تعبر عن حجم الالم بفقدان طفلته ابنة الست سنوات ، لكنه اكتفى بمناشدة الرئيس محمود عباس والجهات الرسمية بفرض المزيد من الرقابة على مشافي الخاصة وان لا يبقى المال وحده الذي يتحكم بحياة المواطنين بخاصة في ظل الظروف الصعبة المعاشة .

الاستشاري لوطن: الحالة الصحية الصعبة هي التي منعت نقلها للاستشاري ونحن ابدينا استعدادنا لاستقبالها منذ اللحظة الاولى

طاقم وطن توجه مباشرة للمستشفى الاستشاري ، ادارة المستشفى نفت رواية العائلة جملة وتفصيلاً، واكدت لـ وطن ان حالة الطفلة الصحية الصعبة منع نقلها للاستشاري بخاصة وانها كانت تعاني من نزيف داخلي، مشيرة في الوقت ذاته الى التعليمات في مستشفى الاستشاري تقضي باستقبال كل حالات الطوارئ حتى وان لم يكن المواطن يملك تأمينا ومالا للعلاج وقت وقوع الحادث.

واكد نائب المدير الطبي في المستشفى الاستشاري وليد الريماوي ان يوم الجمعة الماضية وعندما كانت عقارب الساعة تشير الى الساعة التاسعة مساء تلقى المستشفى الاستشاري اتصالا من مستشفى الشهيد ياسر عرفات عن وجود حادث سير لطفلة ووضعها الصحي حرج، وبعد ذلك تم التنسيق مع رئيس قسم العناية المكثفة في الاستشاري الذي أكد على الجهازية الكاملة لاستقبال الطفلة المصابة لكن بشرط واحد اذا كان وضعها الصحي " مستقر "  ويسمح بنقلها ، لانه ووفقا للوضع الطبي يمنع نقل المصاب من مشفى اى آخر اذا كان يعاني من نزيف داخلي .

كما أكد الريماوي ان المدير الطبي في مستشفى الشهيد ياسر عرفات أكد للاستشاري أن الطفلة لازالت في غرفة العمليات والى حين استقرار وضعها سيتم نقلها الى الاستشاري ، وهنا نحن بدأنا في الاستشاري بتجهيز غرفة العمليات والطواقم الطبية حيث استدعينا طبيب الاطفال وطبيب العناية المكثفة وايضا طبيب جراحة الاطفال ، ولكن بعد مرور اكثر من نصف ساعة ونحن ننتظر وصول الحالة عاودنا الاتصال مرة اخرى بالمستشفى الشهيد ياسر عرفات حيث اكد لنا المدير الطبي هناك بأن وضع الطفلة ساء وهو الامر الذي اضطر الطواقم الطبية الى اعادتها الى غرفة العمليات من جديد من اجل وقف النزيف بالرغم من استدعاء مستشفى الشهيد ياسر عرفات افضل الجراحين من اجل ايقاف النزيف الداخلي للطفلة لكن لم يستطيعوا السيطرة على الوضع ، وبعد اكثر ايضا من نصف ساعة على الاتصال الاخير جاء خبر وفاتها .

وأضاف أن الطفلة ليان لم تصل الى المستشفى الاستشاري وأنهم لم يشترطوا توفير المال من اجل تقديم العلاج للطفلة، ومشيرا في الوقت ذاته اننا كأطباء نتعامل مع المريض من الناحية الطبية والانسانية وليس لنا بالعلاقة المالية .

الاستشاري اكد ايضا ان ابوابه ستبقى مفتوحة امام الجميع للتأكد من الية عمل طواقمه الطبية ، في وقت تطرح قضية وفاة الطفلة ليان اسئلة عديدة حول عمل المشافي الخاصة والية الرقابة عليها ودور وزارة الصحة على هذا الصعيد .

وكانت وطن قد للأنباء حذرت من توقف تعامل بعض المستشفيات الخاصة ببطاقات التأمين وهو ماهدد حياة المرضى المؤمّنين، مطالبا اياهم بالدفع المسبق قبل تلقي الخدمة العلاجية، واعدت مادة بعنوان "الموت على ابواب المستشفيات" للاطلاع عليها اضغط هنا

لم نقف هنا فزرنا بعض المستشفيات الحكومية واطلعنا على اوضاع المرضى وكيفية تقديمها للخدمات العلاجية  لتكون هنا المفارقة، فلن يسمع المريض جملة: "حاسب ثم تعالج"، فهذه الجملة الاولى التي ستسمعها إذا قررت التوجيه للعلاج في بعض المستشفيات الخاصة، لأن سلامتك ثانياً في حساباتهم وأموالك أولاً .

هل سنصل الى مرحلة نبكي فيها على رفض علاجنا ثم على موتنا كما بكينا على الطفل الفلسطيني الرضيع الذي رفضت مستشفيات لبنان استقباله لعدم توفر تكاليف العلاج مع عائلته، فمات على أبواب المشافي .!
للاطلاع على المادة المصورة ، اضغط هنا :
 

تصميم وتطوير