ماذا نريد من الحكومة الجديدة؟

29.01.2019 09:58 AM

كتب: سائد كرزون

كنت أعتقد أن حكومتنا وصنّاع القرار في البلد؛ يدركون تماماً ماذا نريد. ومع الوقت، بدأت أفرّق ما بين المعرفة وما بين ذلك الإدراك وما بين الفعل على أرض الواقع. حالياً ومع ازدياد تلك المشاكل، فإني أشك أن واقعنا ومشاكلنا وتحدياتنا باتت تحتاج لتحليل وتفسير أكثر؛ بقدر ما تحتاج لإدارة حكومية قوية تسعى لصناعة التغيير، ونشر الحلول الإيجابية، والتقربّ من حياة الناس أكثر وأكثر.

إذن؛ ماذا نريد من الحكومة الجديدة؟

أولاً: نحن نريد الكرامة، والحرية، والحياة، والأمن والأمان. ولن يتحقق أي من هذا؛ إلا بحكومة جدّية تفكّر بالناس، وبنشر الحلول الواقعية، وحلّ الأزمات من جذورها.

ثانياً: عمري 33 عاماً، ولم ألتق "بالانتخابات" إلا مرة واحدة في حياتي. نحن نريد انتخابات رئاسية وتشريعية ديمقراطية تعكس التنوع الفلسطيني. نريد من الحكومة الجديدة أن تكون انتقالية ومرحلية تسعى لضمان تنفيذ انتخابات قادمة حرّة ونزيهة.

ثالثاً: نحن نريد سيادة القانون، والعدالة والمساواة. ولن يتحقق أي من هذا، إلا بفصل السلطات، وإيقاف اختلال التوازن بينها، وبفرض قانون قضائي شفاف وعادل وصارم. الناس تخاف أن تتوجه للقضاء والمحاكم، كونها تدرك تماماً أن حلّ كل قضية يحتاج لسنوات. هذا يعني أن الناس سوف تسعى لحّل شؤونها بيدها، وبالقوة الشخصية، وبالعشائرية، وبالعلاقات والواسطة. وهذا كارثي، وهذا ما يحدث الآن تماماً.

رابعاً: نحن نريد أن نشعر أن هناك قيادة تحمينا من اعتداءات المستوطنين، ومن إرهابهم، ومن الاحتلال.

خامساً: نحن نريد محاربة الفساد، على جميع مستوياته، من أعلى دراجته إلى أبسط أشكاله المتمثلة باحترام المال العام، وخدمات البلديات، وآداب السواقة في الشارع، والحد من حوادث السير الكارثية، ومحاربة مظاهر العربدة والفلتان الأمني، وغيرها وغيرها وغيرها. نريد أن نشعر بالأمان والأمن على أنفسنا وعلى عائلتنا.

سادساً: نريد حماية المستهلك الفلسطيني من التلاعب بالأسعار، والغش، ومن الغلاء المعيشي، ومن حالة فلتان السوق بكل أشكالها.

سابعاً: نريد بنية تحتية قوية، واستقرار وحرية مالية من الاحتلال، وقوانين اقتصادية عصرية تحفّز الشباب على البقاء والعمل في البلد، وتوفّر مساحة آمنة للإبداع، وصناعة الفرص، والأعمال الريادية الاقتصادية والاجتماعية. نحن نريد تسهيلات تسمح للجيل الشاب المبدع أن يصنع فرص عمل جديدة، ويتواصل بحرية مع العالم في ظل عالم آخذ بالتعولم والانفتاح الاقتصادي والفكري والثقافي والتعليمي. نريد بنية تحتية وبيئة اقتصادية جذابة للاستثمارات الاقتصادية العربية والعالمية.

ثامناً: نريد نظاماً تعليمياً معاصراً، يساعد الأطفال والشباب على الإبداع والابتكار والتخيّل بلا قيود. ويساعد المعلم على نشر أفكاره وأساليب تعليمه بحرية وبدون بيروقراطية إدارية وزارية مترهلة. نريد جيلاً من المدرّسين ملهمين لا تقليديين. نريد جيلاً من الطلبة يحترم المدرسين. هذا لن يأتي إلا بتغيير نظام التعليم من جذوره التقليدية، وبناء نظام يحترم عقل وإبداع وشغف الطالبة، ويخصص مساحة حرّة للمعلم ليستخدم أساليب تعليمية جديدة. هناك عشرات الأنظمة التعليمية المتطورة في العالم التي يمكننا أن نتعلم منها.

تاسعاً: نريد تطوراً في الأداء الوزاري، تخفيفاً لتلك البيروقراطية العتيقة. نريد أنظمة عمل تسهّل وتسرّع في إنهاء إجراءات ومعاملات الناس. نحن في زمن الخدمات الإلكترونية. ففي بعض دول العالم اليوم، يمكنك تسجيل شركة خلال أقل من 30 دقيقة فقط، ومن منزلك. ويمكنك إنهاء معاملاتك عبر الإنترنت بخمس دقائق فقط.

عاشراً: نحن نريد حكومة شجاعة، وملهمة، وقوية تسعى لنشر الفكر والروح الإيجابية، والحلول الإبداعية، والتفكير الحرّ والريادي، للخروج من كل ما نعيشه من مشاكل عميقة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير