"من رأى منكم اي نفايات فليزلها بنفسه"

29.01.2019 10:50 AM

كتب: جعفر الطويل*

لقد اثرت الصمت في البداية حول ما تعرضت له مدينة البيرة الحبيبة من انتقاد غير منصف -ولا اريد ان اقول اكثر من ذلك - في موضوع النفايات والمظاهر البيئية التي تم تصويرها في مناطق عدة في المدينة من نفايات واثاث تالف وسيارات محروقة وغيرها، ولما بلغ السيل الزبا وتجاوز الامر عن اطار النقد الايجابي الى حد اظهر مدينة البيرة كأنها مكب نفايات في كل شبر منها -وهذا مناف للحقيقة واجحاف بحق المدينة واهلها وبلديتها وموظفيين النظافة الذين نجلهم ونقدرهم وندين لهم على ما يقومون به من عمل جليل - فلقد قررت ان اكتب في هذا الموضوع متوخيا الموضوعية والامانة واملا ان يسهم ذلك في ان نصل واياكم الى رؤيا سليمة في فهم المشكلة وتحديد مسؤوليات كل منا بلديةً وافرادًا ومؤسسات رسمية وغير رسمية في حل هذه المشكلة المستعصية والتي ان نجحنا في حلها وحتما سننجح بجهودكم المخلصة سنكون حينها احدثنا نقلة نوعية على صعيد مستوى التفكير والثقافة الراقية علاوة على النتيجة المباشرة وهي البيرة الزاهرة بنظافتها واناقتها، وعليه اود التطرق الى عدة نقاط هامة :_

اولا: ان الصمت الذي اشرت اليه في بداية حديثي هذا في اول سطر قصدت فيه صمت البلدية برئيسها ومجلسها ودائرة الصحة والبيئة وموظفيها ودائرة الاعلام والعلاقات العامة هو صمت على صفحات "الفيس بوك" وعملا ودراسة وتخطيطا على ارض الواقع خلال الاشهر الماضية من اجل اطلاق حملة شاملة طويلة الامد لحل المشكلة تساهم فيها معظم دوائر البلدية، وهنا لا بد ان انوه الى قضية هامة وهي ان الظاهرة التي نحن بصددها لا يقتصر حلها على دائرة الصحة والبيئة فقط وانما حلها يتطلب مجهود دائرة الصحة والبيئة ودائرة الهندسة والتخطيط وزد على ذلك البناء والتنظيم والتنفيذ ودائرة الاعلام والعلاقات العامة التي لها دور محوري في ذلك فرئيس البلدية والمجلس البلدي والدوائر اثروا عدم الانجرار الى الردود الكلامية وليس فيهم من يريد انتهاز الحالة او ركوب الموجة حتى ينعم ببضعة ممن يسحجون له بل دورهم هو البحث والدراسة والعمل على ارض الواقع.

ثانيا:- نتقبل النقد الايجابي ونحيي كل من يمتلك الشجاعة في ممارسة النقد الايجابي لان الفرق بين النقد الايجابي والانتهازية وركوب الموجة هو المصداقية في النقد الذي يتجسد من خلال اقتران النقد بالشجاعة فقد يجد الانسان نفسه فاقدًا للشجاعة امام ظاهرة من ذات الحالة التي نحن بصددها لان من يمارسها ذو سطوة او سلطه فنتجنبه ونتجنب الجزئية التي تتعلق به وهنا يكون انتقادنا انتقائيًا ومشوبًا بعيب الدافع والمحرك للنقد .

ثالثا : لقد انهالت علينا الصور والفديوهات ترمينا كطير المطر ولكنها خلت من ظاهرتين كارثيتين في المدينة احداها بطرف المدينة بعد مدرسة الهاشمية وهي عبارة عن منطقة شاسعة لتشقيف السيارات واحراق كميات هائلة من اجل النحاس مما يبعث غازات سامه هائلة تدمر الصحة البشرية، والثانية في منطقة السلامية تمثل عشرات الاكواب من الطمم في اراضي المواطنين نتج عنها فيضان المياه العادمة باستمرار واغراق العمارات السكنية واذا كان البعض لم يمتلك الشجاعة في تصويرها وعرضها فها انا قد ذكرتها ولا استطيع ذكر اسماء متسببيها من باب انني مواطن وعضو مجلس بلدي وقانوني ادرك انني لست سلطة اتهام، ولا يحق لي ذلك ويحق لي ان اذكر الظاهرة واحدد مكانها وانظر ضدها واعمل من خلال عضويتي على اجتثاثها ولا اخشى في ذلك لومة لائم .

ثالثا: ان اسباب هذه الظاهرة البيئية المقيتة ليس في مدينة البيرة فقط بل في كل مدننا وقرانا وبشكل متفاوت مرده لعدة اسباب ولا يقتصر ذلك تقصير دائرة الصحة والبيئة او موظفي النظافه الذين يقومون بجهود ملموسة ومن باب الانصاف نقول ان ارصفة وشوارع وجزر وحاويات المدينة اجمالا جيدة مع وجود بعض التقصير الذي يتابع يوميا من قبل مراقبي دائرة الصحة والبيئة وانا هنا لا اتملقهم ولكن وللحقيقه اقول انني كنت من اشد منتقدي الوضع ولكن بكل صدق اقول انهم يتجاوبون ويسعون ويعملون وانا والعديد من المواطنيين نلحظ تطورا ملموسا منذ عدة اشهر رغم ما يواجهونه من معيقات ومما ينجم عن تقصير واهمال من بعض المواطنين وكذلك يعود السبب الى طول الفترة التي تراكمت فيها النفايات والاثاث التالف والحديد في اراضي المواطنين واطراف المدينة والسبب الاهم في وجود هذه الظاهرة وحتى نكون منصفين بعض المواطنين الذين يلقون هذه النفايات صغرت ام كبرت في غير اماكنها وانما في اراضي المواطنين وفي اطراف المدينة، فمثلا: من يمتلك خزانة تالفة مثلا وتوجد مقابل منزله ارض فارغة يلقيها فيها او يحملها في سيارته وعند اول مكان مناسب ولا يراه فيه الا الله يقوم بإلقائها ولا من شاف ولا من دري، ومش بس هيك وممكن اخر الليل يتسلى على الفيس ويشلع البلدية ويقول مقصره وغير ذلك.

رابعا :- ان بلدية البيرة من رأس الهرم فيها الى قاعدتها تدرك مسؤولياتها وواجباتها في هذا الشأن وتعمل وستعمل على علاج هذه الظاهرة المقيتة التي تراكمت خلال عشرات السنين وهذا يحتاج الى عدة امور اولها الوقت والخطط والميزانيات والاهم من ذلك دور المواطن في المبادرة والحفاظ على ما سيتم انجازه وتكريس توجه فردي ومؤسساتي لنشر الوعي والارشاد والحث على التعامل مع كافة انواع النفايات بالشكل الصحيح والا ما سيتم انجازه سيعود الى سابق عهده وفي هذا المجال من الضروري اعلام المواطنين ان البلدية ومنذ فترة تعمل على اعداد الخطط والدراسات لاطلاق حملة شاملة ومستدامه لعلاج هذه الظاهره وهي محط اهتمام رئيس البلدية السيد عزام اسماعيل وكافة اعضاء المجلس البلدي ودوائر البلدية الصحة والبيئة ودائرة الهندسة والبناء والتنظيم ودائرة التخطيط والتنفيذ وكذلك دائرة الاعلام والعلاقات العامة التي لها نصيب كبير في هذا العمل وكافة موظفي البلدية ليس هذا فحسب بل الاهم المجتمع المدني افرادًا ومؤسساتًا نأمل منهم المبادرة كل من بيته وحييه واماكن تواجده وبغير دور الافراد والمؤسسات لن يكتب لهذا العمل النجاح كذلك من الضروري العمل على سن القوانين العقابية التي تحاسب كل من يخالف ذلك .

اهلنا في مدينة البيرة الحبيبة الزاهرة ... لن اقول كونوا مع بلديتكم انما سأقول كونوا مع انفسكم وليكن منطلقنا في هذا العمل من رأى منكم اي نفايات فليزلها بنفسه ويضعها في المكان المخصص لها ومن رأى منكم مواطنا رمى نفاية في الطريق او في غير المكان المخصص لها، فإن افضل طريقة لأن تقول له عيب عليك ما فعلت، هو ان تتواضع وان تزيلها انت وتضعها في الحاويه وعندما يراك ستكون لقنته درسا حتى لو اظهر عدم اكتراث، وستنال رضى الله ورضى نفسك وتوفي لمدينتك حقها.
لنعمل من منطلق ان تضيء شمعة خيرا من ان تلعن الظلام الف مرة ولنكرس الانتقاد الايجابي من خلال العمل افضل الف مره في كثير من الاحيان من لغه اللسان والشلع والتهجم .

لقد رأينا على صفحات "الفيس بوك" مئات الصور من النفايات... آن الاوان الان لنرى نوعا اخر من صور هذه النفايات ولكن بشكل اخر ... لنراها وهي تزال بعمل جماعي مبادر في الاحياء والطرق وكل مكان ... ما اجمل ان نصل لهذا المستوى في التفكير والسلوك والعمل، لربما بذلك يتعدى الامر ازالة النفايات الجاثمة على شوارعنا وفي احيائنا ونزيل كل غريب مقيت يجثم على ارضنا وصدورنا .
في الختام كل التحية لكم وبوركتم ومعا نحو البيرة الزاهرة الزاهية.
 

 

*عضو مجلس بلدية البيرة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير