عريقات: انهاء بعثة التواجد الدولي ضوء اخضر للمستوطنين لاستباحة الدم الفلسطيني

31.01.2019 01:22 PM

رام الله - وطن: اكد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ان قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بانهاء عمل بعثة التواجد الدولي في الخليل، والذي تم ابلاغه صباح اليوم للبعثة، هو بمثابة ضوء اخضر للمستوطنين لاستباحة الدم الفلسطيني.

واكد عريقات في مؤتمر صحفي عقد في مقر منظمة التحرير في مدينة رام الله، ان قرار نتنياهو هو اخر مسمار في نعش الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

 ولفت عريقات الى انه اجتمع يوم امس مع قناصل الدول الخمس التي تمثل البعثة الدولية وهي: السويد وتركيا والنرويج وايطاليا وسويسرا، واطلعهم على تداعيات هذا القرار ورفض الطرف الفلسطيني له، كونه مخالف للاتفاقيات الموقعه بينهم.

واكد عريقات أن حكومة الاحتلال قررت من جانب واحد أن تنهي مهمة البعثة بعد 22 عاما على تواجدها، كما أبلغت أعضاءها أن عليهم المغادرة مع نهاية فترة تواجدهم، التي تصادف اليوم الخميس.

واكد عريقات ان ممثلي الدول اكدوا بدورهم رفضهم للقرار وانهم سيبحثون الخطوات التي يمكن القيام بها في ضوء القرار، وسينسقون فيما بينهم للعمل على كل المسائل القانونية مع غيرها من دول العالم الأخرى، وهذا ما نقوم به نحن من اتصالات حثيثة مع الأطراف الدولية.

واوضح عريقات ان اسرائيل لا يحق لها إلغاء الاتفاق من جانب واحد، لان هذا القرار يجب ان يكون بموافقة الطرفين، لافتا الى ان الطرف الفلسطيني طلب استمرار عمل البعثة الدولية، وانه قام شخصيا بالتوقيع على تجديد عمل البعثة في 27 كانون ثاني/ يناير اي قبل 4 ايام تحديدا.

وكانت حكومة الاحتلال قد ابلغت اليوم الخميس رسميا قوات التواجد الدولي في الخليل بانهاء عملها بحجة انها تعمل ضدها.

يشار الى ان البعثة الدولية قد تأسست في عام 1994 بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في يوم 25 شباط 1994، حين قتل المستوطن  باروخ جولديشتاين الذي كان يعمل طبيبا في جيش الاحتلال 29 من المصلين وجرح 125 آخرين. وتم قتل جولديشتاين من قبل المصلين الذين نجوا من الحادثة.  

وفي 18 أذار 1994، أصدر مجلس الأمن في الأمم المتحدة قرار رقم 904 أدان بشدة المجزرة في الحرم الإبراهيمي وطالب باتخاذ إجراءات لتوفير الحماية والامن للشعب الفلسطيني، وبعد المفاوضات، قام ممثلين من منظمة التحرير في السلطة الفلسطينية وإسرائيل بطلب من إيطاليا والنرويج بتزويد مراقبين لتواجد دولي مؤقت في مدينة الخليل.

تأسست البعثة الأولى لمدة ثلاثة شهور من يوم 8 أيار 1994 ولكن نتيجة لعدم موافقة الأطراف على وجود دولي انسحبت البعثة من مدينة الخليل في يوم 8 أب من نفس العام.

وبينما استمر  اتفاق أوسلو، تم التوقيع على اتفاقية أوسلو (2) المؤقتة بتاريخ 28 ايلول 1995، وتدعو هذه الاتفاقية إلى إعادة انتشار جزئي لقوات الجيش في الخليل ولتواجد دولي مؤقت في الخليل.

في 29 نيسان 1995 حضر فريق نرويجي من التواجد الدولي المؤقت في الخليل وتمركز في مدينة الخليل وقام بوظيفته لغاية إعادة الانتشار الجزئي الإسرائيلي في الخليل بتاريخ 17 كانون ثاني 1997.

وتعد بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل بشكلها الحالي نتاج بروتوكول الخليل والذي طالب كلاً من النرويج وإيطاليا والسويد وسويسرا وتركيا بتوفير مراقبين للبعثة في الخليل، وتكون النرويج هي المنسق للبعثة، وقد وضعت اتفاقية التواجد الدولي المؤقت في الخليل الخطوط العريضة للمهام المناطة بها ويتجدد تفويض البعثة كل ستة أشهر.

في 21 كانون ثاني 1997، تم التوقيع على اتفاقية التواجد الدولي المؤقت في الخليل وبعدها بثلاثة ايام وقعت الدول الست المشاركة على مذكرة تفاهم بما يتعلق بالتواجد الدولي المؤقت في الخليل وذلك في أوسلو، وفي الأول من شباط بدأت دوريات التواجد الدولي عملها في الخليل. 

وتضم البعثة نحو ستين مراقبا من جنسيات نروجية وسويدية وايطالية وسويسرية وتركية، ويتم تجديد انتدابها كل ستة اشهر.

وفي الملفات الداخلية قال عريقات، ان الرئيس محمود عباس قد اعطى اوامره لرئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر من اجل بدء العمل للتحضير لاجراء الانتخابات في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية.

واكد عريقات ان العمل يجري حاليا من اجل تشكيل الحكومة الفصائلية .

واكد ان المطلوب من الحكومة العمل على تهيئة الاجواء والتحضير لاجراء الانتخابات واستعادة قطاع غزة واسقاط صفقة القرن واستكمال بناء مؤسسات الدولة.

وحول قطع المساعدات الامريكية للفلسطينيين اكد عريقات، ان الرئيس اصدر اوامره برفض استقبال اي مساعدات من الولايات المتحدة الامريكية، وانه جرى ارسال رسالة من قبل رئيس الوزراء رامي الحمد الله الى الخارجية الامريكية بهذا الامر.

وأضاف أن المساعدات الأميركية لأجهزة الأمن الفلسطينية ستتوقف ابتداء من يوم غد الجمعة، بناء على طلب القيادة الفلسطينية، تجنبا للتعرض لدعاوى قضائية بدعم الإرهاب.

واكد عريقات ان هذا القرار يأتي في ضوء القرار الامريكي المتعلق بمكافحة الارهاب، والذي يخول اي شخص برفع قضية على السلطة الفلسطينية في المحاكم الامريكية كونها تتلقى مساعدات امريكية.

واشار عريقات الى ان قطع المساعدات الامريكية يهدف الى ليّ الذراع الفلسطيني، لافتا الى ان مكاتب الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ستغلق مكاتبها في فلسطين.

في سياق اخر، اكد عريقات ان اي تطبيع مع الاحتلال واعتراف وتأييد للمشروع الامريكي وصفقة القرن يعد طعنة في ظهرنا ودعما لاستباحة الدم الفلسطيني.

واضاف عريقات ان السلطة الفلسطينية متمسكة بمبادرة السلام العربية، وانه لم يتم تكليف او تفويض اي شخص او جهة للتفاوض باسمنا.

 

تصميم وتطوير