فيديو | والدة الشهيد أشرف نعالوة.. أراد الاحتلال قهرها بالقيود فقهرته بابتسامتها لابنها الأسير

01.02.2019 03:39 PM

كتب: معز كراجة

مذهل المشهد، وكأنه لا ينتمي لعصرنا هذا. تدخل والدة الشهيد أشرف نعالوة إلى قاعة " محكمة الاحتلال " لتجد نفسها امام ولدها الثاني المعتقل. تندفع وهي مقيدة،بلهفة وابتسامة - غالبا ابتسامتها الأولى منذ استشهاد أشرف واعتقالها- بدي أسلم عليه؟!! يأت جواب الجنود: لا ممنوع مفش تسلم عليه. سنتيمترات تفصل بينهما. سنتيمترات بمسافة عمر ومساحة قارة.

المذهل أكثر، تصرف ولدها وردة فعله، وكأنه هبط علينا من زمن اسبارطة، تلك المدينة التي تعود إلى 900 سنة قبل الميلاد، وتميزت بمجتمعها العسكري وحياته القاسية. احتفظ بملامح وجه محايدة، وغالبا هذا الحياد مستفز لجنود يريدون لهذا الموقف أن يكون مناسبة قهر لا تنسى للوالدة والولد، ولحظة ضعف وانكسار. كل ما فعله المعتقل ولد المعتقلة وشقيق الشهيد أن أخذ يحدق في وجوه الجنود، وخاصة في وجه من يصدر الأوامر ويصرخ وكأنه هو المستفز والمنكسر وهو السجين وليس السجان، أو هو  كذلك فعلا، سجين بدور سجان.

ربما هذا هو التصرف الطبيعي حين تستوي الحياة بالموت أو حين يصبح الموت بمثابة حياة.

لو هنالك مخرج مسرحي ذكي لقلب المعادلة على خشبة المسرح وصنع لنا مسرحية لا تموت. مسرحية تطرح سؤال من الذي في "القفص" الأم وابنها أم نحن؟ نحن المكبلين بلقمة العيش، ونعيش وهم السيادة والريادة وتحقيق الذات، ونركض لاهثين لصعود " السلم الاجتماعي "!!!

معقول إلى هذه الدرجة الخيط رفيع بين الوهم والحقيقة وبين الموت والحياة؟؟!

تصميم وتطوير