خرج للبحث عن لقمة العيش فعاد شهيدا
حسن شلبي.. البراءة المذبوحة
وطن: كانت المسيرة التي تحمل الرقم 46 حين ارتقى الطفل حسن اياد شلبي شهيدًا. حسن زار اليوم مدرسته محمولاً على الاكتاف، أجلسوه على مقعده الدراسي ليودعه زملاؤه في مدرسة حمد بخانيونس.
أصابته رصاصة الجندي الاسرائيلي في صدره شرق خانيونس أمس، فسقط شهيدًا جائعًا، حسن كان خارجًا من منزله باحثاً عن طعام لأسرته التي لا تجد ما يسد رمقها.
الصحفي مثنى النجار التقى بالعائلة المفجوعة، وكتب "هزني وقشعر بدني كلام شقيقته حين اسهبت معهم وتحدثت عن حياتهم ، فتفاجئت انهم شبعوا تغميس الخبز والملح".
ويقول: "حسن توجه عصرا لمخيمات العودة، طلبت منه والدته ان يجلس ليأكل معها لأنها تريد تحضير طبيخ العدس، نعم طبيخ العدس، علمت انهم على مدار الاسابيع بالكاد يأكلون نتيجة حالة الفقر التي يعيشونها بعد قطع مخصص الشؤون الاجتماعية عن رب الاسرة. مضيفًا، أن الشقة التي يسكنون فيها كانت عبارة عن منحة لهم".
وكم من حسن جائع اليوم في غزة، حسن كان قد ظهر في مقطع فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين من استشهاده يبحث فيه عن عمل، براءة جائعة حائرة متألمة، طفولة تفيض قهرًا وألمًا تنطق بما يعجز البيان والبنان عن التعبير، رفضه الجميع فقبل به ربه.
يقول الشهيد الطفل والذي كان يبلغ من العمر 13عاما، في مقطع الفيديو: "جيت ادور على شغل عشان حالتنا تعبانة كثير، وبدور على شغل عشان مقطوع الراتب عنا وعشان امي ولدت".
هل كان يعلم حسن انه لن يستطيع اطعام عائلته المكونه من 9 افراد، وشراء مايغذي والدته التي وضعت شقيقته حديثًا.
لن تسد العائلة رمقها ببضع كلمات، ولن تعود مخصصاتهم المقطوعة بشهادة ابنها، ولن يعود حسن بتوسل شقيقته له ومناداته "امانة قوم علشاني".. امانة قوم علشان اختك.. امانة.. رغم أن كلماتها هزت جدران ثلاجات الموتى الباردة والقاسية.