المحاماة رسالة جليلة وقيم رفيعة

14.02.2019 10:49 PM

كتب: المحامي زيد الايوبي

تعتبر مهنة المحاماة من اهم وأعرق وارفع المهن على الاطلاق.. فهي المهنة التي برزت في بداية التاريخ فعرفها المصريين القدماء والرومان على انها المهنة التي يستنجد بها الناس لدفع الظلم واظهار الحقيقة.. ومهنة المحامي لا تنحصر في مجرد وكالة عن موكل او مجرد تمثيل لطرف امام محكمة وانما هي شقيقة القضاء التي  حيث انجبهما رحم واحد هو كلية الحقوق ...فالمحامين هم اعوان القضاة في تحقيق العدل وترسيخ الانصاف .لذلك ينبغي على المحامي ان يكون قويما في سلوكه نزيها في مواقفه تماما كما القاضي بل ان المحامي كرجل قانون يجب ان يتأثر جل سلوكه بالقيم التي تزين علم القانون كالصدق والاستقامة والرزانة ...فالمحامي الذي يمارس عكس هذه القيم لايسيء لمهنة المحاماة فقط بل يسيء لاطهر وارفع علم على وجه الارض وهو علم القانون الذي يجد جذوره في قانون الطبيعة والرسالات الالاهية بل وفطرة الانسان التي فطرنا الله عليها ..فكلما تحلى المحامي بقيم مهنته النبيلة كلما تعززت ثقة الناس في المحامين بل ان ثقة العامة بالمحامي ستدفع باهل المحاماة نحو قيادة مجتمعهم فيتأثر الناس بتوجهات ورسالة ورأي المحامي انطلاقا من الثقة بقيمه الرفيعة التي يبحث عن تحقيقها الناس ويسعون لبلوغها بشغف ..

ان ايمان المحامي برسالته بل وحبه لها سيجعله دائما ملاذا امنا لكل من حوله خصوصا اذا ما مارس مهنته بحرفية فأحبها لتستغرق كل حياته ... فهو ومن شدة حبه وشغفه بمهنته لن يشعر ابدا بمتاعبها بل انه سيشعر دائما بمتعة غاية في الروعة كلما طرق بابه من يستنجد به فلا حياة خاصة للمحامي ولا راحة له لأنه سيشعر بأن راحت باله وضميره تكمن في اداء رسالته ..يقول  الفقيه الفرنسي جارسونيه في وصف حياة المحامي :

( إن المحامي يترافع في يوم واحد أمام محاكم متعددة في دعاوى مختلفة ، ومنزله ليس مكانًا لراحته ولا بعاصم له من مضايقة عملائه ، إذ يقصده كل من يريد أن يتخفف من أعباء مشاكله وهمومه ، ولا يكاد ينتهي من مرافعة طويلة إلا ليعالج مذكرات أطول ، فعمله معالجة مختلف المشاكل وتخفيف متاعب الآخرين ، وأستطيع القول إنه بين مواطنيه يمثل الرجال الأولين الذين قاموا بتبليغ الرسالة الإلهية )

لذلك يجب ان نحب مهنتنا ونعيش لها بل يتوجب علينا جميعا ان نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا نحترف مهنة عظيمة تؤدي رسالة جليلة فيها من القداسة والرفعة ما يكفينا بأن نشعر بأننا استمرار لأداء رسالة الاهية كنهها تحقيق العدل والاستقامة كيف لا وهذه الرسالة العظيمة تشبه اسما من اسماء الله الحسنى وهو العدل الجليل ..

يقول دوجيسو رئيس مجلس القضاء الأعلى بفرنسا (ان المحاماة عريقة كالقضاء .. مجيدة كالفضيلة .. ضرورية كالعدالة .. هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب .. حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان .. المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبدًا له .. ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً بغير ولادة .. غنيًا بلا مال .. رفيعًا من غير حاجة إلى لقب .. سعيدًا بغير ثروة ).

ان المحاماة باختصار هي الفكر المستنير والفن الرفيع وهي العدل والاستقامة وهي نجدة المظلوم وهي الجليلة برسالتها السامية ..لذلك يجب ان يفتخر كل محام بانه محامي يؤدي رسالة عظيمة كما الرساليين الملهمين برفعة القيم ..وحق لنا بعد كل هذا ان نفتخر بأننا محامين ..ودمتم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير