كي لا تضيع الحقيقة

15.02.2019 12:30 PM

كتب: المحامي داوود درعاوي

لكي لا تضيع الحقيقة وتختلط الأمور ويظلم الناس وعلى الرغم من تعاطفي الشخصي مع المواطن البسيط في بيت لحم في مواجهة قسوة النظام القضائي ومعاقبة المواطن بالحبس عام كامل لتهجمه الانفعالي ولمفرداته الشعبوية وانفعاله في الجلسة على القاضية سلام عقيل في محكمة صلح بيت لحم بصفتها قاضيا في محكمة البلديات.. ولكن هذا نصف الحقيقة ولاكتمال الصورة أن النصف الثاني الغائب أن القاضية سلام عقيل لم تصدر حكما على المواطن واكتفت بإحالة الملف للنيابة العامة بالرغم ان القانون يسمح لها بإصدار الحكم اذا وقعت جريمة تحقير المحكمة بذات الجلسة، وبالنتيجة النيابة هي التي أحالت الملف إلى قاض آخر وتمت المحاكمة أمامه و التي انتهت بالحكم لمدة سنة على المواطن غيابيا وتقديم استئناف خارج المدة، في ظل هذه المعطيات هناك أسئلة صعبة وبحاجة إلى اجابات أصعب، هل كان للثقافة الذكورية التي ما زالت تتفشى في مجتمعنا دور في حصول المشكلة ابتداءا وأن ثقافة المجتمع السائدة لا تتقبل المحاكمة أمام قاضية أنثى وبالتالي هذه الثقافة هي التي بحاجة إلى تدخل وتفكيك، هل النظام القضائي الذي لا يوفر المساعدة القانونية في التهم المعاقب عليها بالحبس الوجوبي هو الذي يتحمل المسؤولية وهل لو حضر محام منتدب على نفقة الدولة لاجراءات المحاكمة مع المواطن البسيط الم تكن النتيجة مغايرة لما حصل..

هل النظام القضائي الذي يقوم على الشكليات والمدد في الاستئناف هو الذي يتحمل المسؤولية الم يكن أمام المحكمة بصفتها الاستئنافية أن تطبق قواعد العدالة وأن تجتهد خارج النص الجامد وتغلب العدالة على الشكل في قبول الاستئناف خارج المدة لجهل المواطن بالإجراءات؟ ماذا لو حصل ذلك هل كنا وصلنا إلى هذه التداعيات؟ في ظل هذه المعطيات المواطن ضحية قسوة وشكليات نظام قضائي وظروف اقتصادية طاحنة والقاضية سلام عقيل ضحية ثقافة ذكورية بائسة وهذه الثقافة ليس لديها أي متسع لتسمع الحقيقة أن الذي اتهم والذي حاكم وأصدر حكما وطبق شكليات النظام القضائي في التعامل مع المواطن البسيط هو ليس القاضية سلام عقيل والتى نأت بنفسها عن أن تكون قاضيا ومعتدى عليه من وجهة نظر النظام القضائي.. وهنا يتجلى نقل الحقائق والانفتاح عليها والتعامل معها دون تحييز أو فكر ذكوري يستسهل مهاجمة المرأة لانها امرأة وينكر على المرأة أن تصل إلى مستويات صنع القرار..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير