منظمة التحرير الفلسطينية

21.02.2019 08:53 AM

كتب: سامر عنبتاوي

تربينا على ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، و كان الشعار موحدا للكل الوطني، و تجمعت الحركة الوطنية حول الشعار مما زاد التماسك من جهة و من جهة اخرى وجه سهام المحتل و اعوانه نحو المنظمة باهداف كسرها و تفكيكها و اضعافها و ادخال الفرقة داخلها، و للحقيقة ان كثيرا من هذه السهام اصابت، و بتأثيرات داخلية ايضا من التراجع و ابرام الاتفاقات مع الاحتلال خاصة اوسلو  و ملحقه الاقتصادي باريس و تقدم دور السلطة على حساب المنظمة و غياب الاجواء الديموقراطية و التجديد فيها ، كل ذلك و اسباب اخرى كثيرة لا مجال لذكرها هنا اضعفت المنظمة في التمثيل و الاداء .

و انقسم الجمع الى ثلاثة مواقف من المنظمة:

الاول : يستميت في الدفاع عن المنظمة كما هي خوفا من اجهاضها و انهاء وجودها ، و لا شك ان البعض يريد لها ان تبقى كما هي خدمة لمصالحه و بقائه حيث ان اعادة بنائها يكلفه موقعه و امتيازاته فيها .

الثاني : يتمسك بالمنظمة مع الاصرار على تطويرها و اعادة بناءها على اسس كفاحية و ديموقراطية و ان تضم جميع الطيف الفلسطيني ، و هذا الفريق حريص على المنظمة و بقائها .

الثالث : يعتبر ان المنظمة اما انتهى دورها او انها لم تعد تمثل الشعب و ترهلت و شاخت و فقدت كل عناصر قوتها ، و يرى هذا الجزء ان هناك قوى بديلة ظهرت و صعدت و ينتقد المنظمة في كافة مجالات ادائها مما يجعله ضد اعتبارها ممثلة للشعب الفلسطيني في جميع الاحوال .

ان الصراعات و الملاسنات و الاستهدافات و ما أُثير و يثار حول المنظمة و في هذا التوقيت يبعث الى القلق الشديد ، بل يبلغ من الخطورة حد المراهنة على مستقبل الشعب و قضيته الوطنية ، فغياب القيادة للشعب و المحاولات المحمومة لخلق البدائل و تشتيت القيادات بين العشائري و النماذج الاقتصادية و تشكيل الهيئات المختلفة العناوين و الالوان  من قبل الاحتلال و من يدعمه خاصة الولايات المتحدة كل ذلك يؤدي الى تشتيت القضية الوطنية و تسهيل الانقضاض على الارض و الشعب ضمن المؤامرات و آخرها ما يسمى صفقة القرن .

فهل نحن مع بقاء منظمة التحرير كممثل شرعي للشعب ، ام اننا نتوه بين التوجهات الثلاث آنفة الذكر ؟؟

ان وجود منظمة التحرير بتاريخها النضالي و الجبهوي لقيادة نضال الشعب الفلسطيني في مراحله المختلفة ليس ضرورة فقط ، بل هو مسألة ان نكون او لا نكون ، و الحفاظ على المنظمة هي ضرورة وطنية كبرى لا تحتمل الجدل و بالتالي فان واجب الجميع حماية وجود و كينونة المنظمة و عدم المساعدة على سقوطها او ضعفها ، و هذا الامر ليس احد الخيارات ، بل هو الضرورة الحتمية ، و لكن هذا لا يعني ابدا القبول ببقاء وضع المنظمة المتهلهل و المتراجع و بعدها عن التمثيل الكامل و الحقيقي للشعب و افتقادها للبرنامج السياسي الموحد بفتح الحاء و تشديدها و الموحد بكسر الحاء و تشديدها .

باختصار المطلوب التأكيد على ان لا بديل للمنظمة عن قيادة و تمثيل الشعب و بالارتباط الكامل مع اعادة بنائها على اسس وطنية نضالية و بشكل جبهوي تحوي فيه الجميع و تقود العمل الوطني على اسس سليمة .

يفصلنا عن انتخابات الكنيست الاسرائيلي نحو خمسين يوما ، و مسرح الدعاية الانتخابية في تنافس الفرقاء على قمع الشعب الفلسطيني في الضفة و القطاع ، و توجيه التحالفات في الخارج لتحويل الصراع العربي الاسرائيلي ، الى تحالف موجه ضد ايران و جعل قضية فلسطين ثانوية بل مدفونة تحت جدار الفصل العنصري ، و احد اوجه الحرب الاسرائيلية ضد شعبنا تتمثل في سرقة اموالنا و منع الاموال عن الهيئات و وقف المساعدات و هناك هدفان اساسيان لذلك ، الاول لافراغ المحتوى الوطني لنضال شعبنا من خلال الحرب على اسر الشهداء و المعتقلين و تحويلهم من مناضلين لاجل الحرية الى فئة منبوذة و عبء على طريق النهوض الاقتصادي و المعيشي ، و الهدف الثاني ان محاولات التضيق على المواطنين و التراجع الاقتصادي الخطير و حجب الاموال لا يستهدف اسقاط السلطة كما يعتقد البعض ، بل تهيئة الشعب للقبول بصفقة القرن المتوقع عرضها بعد الانتخابات الاسرائيلية للخروج من الوضع الاقتصادي السيء و الاغراءات بعودة الاموال للتدفق من ناحية و من ناحية اخرى التمهيد للحلول الامنية - الاقتصادية ، و هذا كله و معالم صفقة القرن نرى بنودها تطبق على ارض الواقع يوميا .

ان مواجهة كل ذلك يتطلب قيادة وطنية واحدة موحدة للشعب تقود نضاله نحو الحرية ، و هذه القيادة لا بد ان تكون منظمة التحرير و لكن في بناء جديد يجمع عليه الشعب و تضم الجميع و عدا ذلك فنحن نهيء انفسنا لتطبيق المؤامرة و بايدينا .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير