فشل لقاء موسكو يُعزز أهداف مؤتمر وارسو على علّاته

23.02.2019 09:38 AM

كتب: فادي قدري ابو بكر

نظّمت الولايات المتحدة الأمريكية في يومي 13 و14 شباط / فبراير 2019 مؤتمراً في العاصمة البولندية وارسو حمل اسم "مؤتمر الشرق الأوسط"، هدفت من خلاله إلى مناقشة عدة قضايا تخص الشرق الأوسط، أبرزها: تشكيل ائتلاف عالمي ضد إيران، وإعلان التصور الخاص بها إزاء القضية الفلسطينية. حيث سعى المؤتمر إلى حشد مزيد من الدعم للموقف لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يبدو على أنه محاولة لإعادة إحياء الحرب الباردة بين امريكا وحلفائها ضد المعسكر المضاد لها.

استبق مؤتمر وارسو لقاء للفصائل الفلسطينية في موسكو في الحادي عشر من شباط/ فبراير 2019، والذي على الرغم من فشل هدفه بالخروج باتفاق فصائلي، إلا أن المؤتمرين أجمعوا على رفض مؤتمر وارسو وهي النتيجة الأهم بالنسبة لموسكو، لأنه بالرغم من كل شيء مازال من المهم لروسيا والقوى الدولية الفاعلة أن تحاول أن تكون قادرة على تشكيل الأحداث على الأرض. كما ردّت موسكو على مؤتمر وارسو بقمة سوتشي الثلاثية ( التي تضم روسيا وتركيا وإيران) التي عقدتها يوم 14 شباط/ فبراير 2019،( في نفس موعد مؤتمر وارسو)، في إشارة روسية واضحة إلى سعيها لتشتيت حلف الناتو وإضعاف الولايات المتحدة وتعطيل الديمقراطيات الغربية.

من لقاء موسكو وقمة سوتشي إلى مؤتمر وارسو، تظهر بوضوح المحاولات لإعادة إحياء الحرب الباردة بين المعسكرين الأمريكي والروسي، فمؤتمر وارسو لا يستهدف إيران بعينها فحسب، وإنما أعداء أمريكا ومن يتوق إلى أن يكون على هرم النظام العالمي الجديد، حيث أن مجرد انعقاد المؤتمر في وارسو يحمل دلالات ورسائل أمريكية إلى روسيا مفادها أن حلف وارسو القديم لن يعود. إلاّ أن كلا المعسكرين لا يمتلكان الإجماع والالتفاف المطلوب لإعادة إحياء الحرب الباردة كما كانت عليه، ولكن بلا شك فإنها حرب باردة بائتلافات وخصائص مختلفة عن سابقتها.

على الرغم من فشل مؤتمر وارسو بفعل الانقسامات التي خرجت إلى العلن، وعدم إجماع الحلفاء الأوروبيين على الأهداف الأمريكية، إلا أن فشل لقاء موسكو فيما يخص التوافق الفصائلي الفلسطيني الذي استبق مؤتمر وارسو يجعل المُنظمين له يتنفسون الصعداء بالرغم مما يشوب المؤتمر من علاّت، وتحديداً فيما يخص التصور الموضوع إزاء القضية الفلسطينية، إذ أن واقع الانقسام المستمر بين الضفة وغزة يعُطي أهداف هذا المؤتمر الخاصة بالشأن الفلسطيني المفاتيح والإرشادات اللازمة للعمل بها.
لا يخفى دعم البعض العربي المُعلن وغير المعلن لمؤتمر وارسو، إلا أن الاعتراض الأوروبي ووحدة الموقف الايراني الداخلي وصلابة موقف روسيا وحلفائها، اضطّر الولايات المتحدة  إلى التراجع عن التخطيط لإقامة ائتلاف عالمي ضد إيران، الأمر الذي يطرح تساؤلاً لا يمكن أن يجيب عليه سوى الفلسطينيون أنفسهم، حيث أن وحدة الموقف الفلسطيني من شأنها بكل تأكيد أن تُفشل ما شاؤوا من التحالفات والائتلافات.

يعيش الفلسطينيون في منعطف في تاريخ المنطقة يستلزم رفع نسبة الجهوزية الى الحد الاقصى وقطع يد من يريد السيطرة على القضية الفلسطينية وتاريخها، لأن اسرائيل وأمريكا قررتا فصل غزة عن الضفة، وعلى الفلسطينيين أن يغيروا أنفسهم لأنهم إذا لم يتغيروا فإن جاريد كوشنر سيغيّر هذا البلد؟

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير