بحر غزة الواسع يضيق بصياديه

غزة _ وطن _ صباح حمادة

تحت أشعة الشمس الذهبية، يتجمع عددٌ من الصيادين داخل ميناء غزة البحري، يجهزون الغزل _الشباك التي يستخدمونها في الصيد_ استعداداً لإبحارهم في رحلة جديدة بحثاً عن رزقهم، في عرض البحر الأبيض المتوسط.

الصياد ناهض أبو عميرة يقول لوطن، " في السابق كانت المساحة المتاحة لنا للصيد 6 أميال، ثم أعلن الاحتلال أنها أصبحت 9 اميال، ولكن هذه المساحة لا تلبي حاجتنا كصيادين، وأضاف: نطالب بأن تعود مساحة الصيد المسموح بها لنا 12 ميل وأكثر"، كي نستطيع جمع رزقنا.

وأشار أبو عميرة إلى أن الصيادين عندما يتخطون المساحة المتفق عليها يكون بدافع البحث عن رزقهم، لأن الأسماك تكون بوفرة بعد الـ 12 ميل، ولكن سرعان ما يصوب الاحتلال أسلحته تجاههم.

وقال: "بوارج الاحتلال المتمركزة في عرض البحر الأبيض المتوسط،  تطلق نيران رشاشاتها على الصيادين في حال تجاوزهم المساحة ولو قليلاً، إضافة إلى مصادرتها لمركباتهم واعتقالهم غالبًا".

ويطالب أبو عميرة مؤسسات المجتمع الدولي التدخل من أجل زيادة مساحة الصيد المسموح بها، ليعود لمهنة الصيد بريقها، وكذلك حمايتهم من اعتداءات الاحتلال المتكررة بحقهم.

من جهته، تحدث الصياد كمال دواس عن بداية استثماره في مهنة الصيد عام 1999م بما يقارب 120 ألف دولار، إلا أن استثماره تعرض للخسارة بفعل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصيادين.

ويؤكد دواس لـ وطن، أن الاحتلال مستعد لقتل الصيادين في حال تجاوزهم أقل من ميل، لافتا إلى أن عدداً لا بأس به من الصيادين لاقوا حتفهم في عرض بحر قطاع غزة، وكثير منهم تعرض للاعتقال ومصادرة المراكب.

وأوضح الصياد أحمد أبو عميرة لـ وطن، أن أهم الإشكاليات التي تواجه الصيادين هي نقص الـ "فيبر جلاس" وهي مادة لتصليح المراكب، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة، مما أدى لغلاء ثمنها، إضافة إلى سوء نوعية الغزل المستورد أو منعه من الدخول للقطاع.

ومن جانبه، أكد مدير جمعية التوفيق التعاونية لصيادي الأسماك أ. هشام بكر لـ وطن، أن قطاع الصيد يعاني من أزمة خانقة في ظل تردي الوضع الاقتصادي والحصار على القطاع، إضافة لما يتعرضون له من انتهاكات من قبل الاحتلال.

وأوضح بكر أنهم من خلال الجمعية يوفرون للصيادين ما يحتاجونه من أدوات ومعدات ولوازم صيد بأسعار مناسبة.

وحول آلية توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون، يقول بكر " توثيق الانتهاكات هو مهمة وزارة الزراعة، إلا أننا أيضاً في الجمعية نقوم بتوثيق الانتهاكات لدينا سواء كانت مصادرة لمركبات الصيادين أو إطلاق النيران عليهم، واصابتهم أو اعتقالهم من عرض بحر قطاع غزة".